4 - أقالت أحفادي .. !

17 5 0
                                    

.
.
- نعم تلك الكلمة كانت كافيةً بأن تجعلُني متفاجئةً بحدٍ كبير ولا شك بأنها فاجأت هتان أيضاً.. لم يخطر ببالي ابداً او لـنقل بأنه من المستحيل أن يخطر ببالِ أحدٍ منا إن سمع أن شخصاً ما يبلغ من عمره 58 او 60 أن يتوقع بأن يكون في تلك المظهر، أقصد بتلك المظهر ما أراه امامي نعم لم أتوقع بأن يكونا والدا والدي بهذا المظهر المبهر

- فور دخولهم وقفت لتحيةِ داخِلُها ظننت بأنهما أحدُ الزوار أو أنهما من عائلة كاروين داير فبتأكيد أنا ما زلت أجهلُ جميع افرادِ هذه الأسرة ، توسعت عيناي على آخرها بصدمةٍ عندما نطقت أحفادي ظننت كل شيءٍ إلا أنهما يكونان جداي، تلك المرأة التي تتجه نحونا لديها طول العارضات تمشي بسرعةٍ طبيعيةٍ نحونا وجهها المشرق لم يكن لديها إلا عدة تجاعيد في تفاصيل وجهها لديها عينانِ اسيوية بلونٍ عسليِ فاتح، والانبعاجين التي كانت ظاهره لشدة ابتسامتها !! اذاً ورِثَها والدي منها لمحت عنقٌها الطويل رغم اختبائه بين خصلات شعرها المنسدل بنفس لون عينيها، والذي يصل إلى نهاية ظهرها مع عدة خصلاتٍ فضية فقط لوهلةٍ شككت بأنه شعرٌ اصطناعي، وذلك الرجل الشامخ طويل القامة بنية جسده وكأنه ما زال في بداية الاربعين لم يكن لديه اي اعوجاجٍ في ظهره يقف بشموخ وبدون اي مساعدٍ له.. الخصلات البيضاء بالكادِ اراه فشعره الاشقر لم يكن أقل منها نعم هو مثلها التجاعيد بالكاد تراه وعيناه الرماديتان نتطابق أنا وايميلي في لونه الملفت

- أخَذَتْهم بين أحضانها وما زال الجميع في صدمةٍ لما وصل الى مسامعهم " احفادي" كدت ابصم بأن أعينهم كادت ان تنتزع من وجوهِهِم لشدة الصدمة ،كتمت ضحكتي على ردة فعلِهم العجيبة توقعت جميع ردات الفعل إلا هذه ، اتجهت الى حيث يقف والدي واخي تيدي اردفت بخفوتٍ قائلاً ، ما لي اراك حزيناً ايها القائد !

ابتسامةً علت شفتاه امتزج بقليلٍ من الضحك وهو يقول ، ما بالُ القوم يستخدمون مصطلحاتٍ غريبة في هذا اليوم

ضحك تيدي ونحن نمشي بنفس سرعة والدي وهو يردف قائلاً ، هل القوم فقط ام أنت أيضاً أيها الماركيز الوسيم

ضحك والدي والحزن قد رحل أخيراً من تفاصيل وجهه وهو يقول ، فالتصمتا إذناً دعونا نذهب بسلامٍ إلى الملاكين

وضع تيدي كفّه اليمنى بشكلٍ مقلوب على جبينه وهو يقول بحزنٍ مصطنع ، أظن أننا قريباً سوف تكون وجهتنا إلى الهامش

الثباتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن