المشهد العاشر
الى صاحب القلم
(تحدثي )
إتصلت بأخي داوود
رن الهاتف ....
لا أحد يرد ...
إتصلت مرة أخرى ....
لا أحد يرد ....
إرتفعت لدي الأفكار السيئة
أصبح نبضات قلبي يُسمع عن بعد
أمي ... كل تفكيري كان بأمي
تذكرت زوجة اخي
إتصلت بها ...
لم أتمالك نفسي وقدماي لم تعد تستطيع التحمّل
جلست على أقرب كرسي حتى سمعت صوتها
ألو أهلا قمر ....
أهلا راضية .. أين أنتم ؟؟!! ماذا حل بكم ؟؟!! هل أمي بخير ؟؟؟!! هل أنتم بخير ؟؟؟!! تكلمي ..
مابك قمر أجل نحن بخير .
إذن أين أنتم لم المنزل فارغ ..
ماذا أفقدتي صوابك ياقمر !!!
ألم نخبرك أننا سنسافر الى الشمال لمدة عشرة أيام وسنأخذ والدتك معنا هل نسيتي؟؟ !!!
عندها لم أتمالك نفسي وأنا أتذكر أنهم أخبروني بسفرتهم . لكن لماذا أنا مندفعة هكذا؟؟!! ..
أسفة ياراضية يبدو أنني قد نسيت المسألة برمتها وعند دخولي للمنزل شاهدته فارغ إختنقت وشعرت بالخوف وإعتقدت أن والدتي حصل لها مكروه ..
لا تخافي فهي بصحة جيدة وهنا الهواء جميل إرتاحت له كثيراً
الحمد لله
ومتى ستعودون ؟
مازال أمامنا ستة أيام سنقضيها في السليمانية
آه مبارك لكم فإستمتعوا بها إذن ..
شكرا لكِ لو أنكِ قد أتيتي معنا ..
إن شاء الله في المرة القادمة ..
إن شاء الله الى اللقاء ياقمر
الى اللقاء راضية ..
أغلقت سماعة الهاتف وأنا منزعجة جدا من نفسي .. كيف أنسى شيئا كهذا ؟؟!!
لا !! .. يبدو أن فكري مشتت كثيراً ..
بعد إن إرتاح جسدي أقفلت باب المنزل وعدت الى منزلي .. أردت أن أتجول قليلاً في الهواء
رغم أن الجو حار جدا لكنني لا أريد العودة الى المنزل .. أتجول بين الشوارع الفارغة من شدة الحر .. يبدو أنني الوحيدة التي لا تبالي بشمس الصيف الحارة جداً .. وخاصة شمس العراق .. شعرت أن حرارة الشمس تحرق رأسي .. نظرت من حولي لم أجد سوى بعض شجيرات تظلل الشارع .. إبتسمت وجلست تحتها .. لم أشعر بمن حولي .. حتى رأيت يد صغيرة تمتد نحوي وهي ممسكة بقارورة ماء صغيرة .. نظرت إنه طفل صغير يرتدي ملابس بالية وجنتاه وشفتاه محترقة من أشعة الشمس رغم التعب الا أنها مشرقة رطبة
وعيناه .. آه من عيناه كانتا مغرقتان بالدموع .. إبتسم لي وآشار لي أن أشرب الماء .. اخذت منه القارورة وشربتها كلها .. صدقاً لم أتذوق أطيب من طعم هذا الماء ..
إبتسمت وداعبته بالكلام ...
ماهذا أيها الوسيم ؟؟ ماذا وضعت في هذا الماء إن طعمه لا يقاوم ..
إبتسم لي رغم تعبه وقال :
الحب ياسيدتي
ماذا قلت الحب ؟
نعم ياسيدتي الحب ..
لم أتمالك نفسي شعرت برعشة بسيطة بجسدي .. إستطاعت أن تسقط دمعة من عيني .. مددت يدي الى حقيبتي وأخرجت منها نقود أعطيتها له وقلت له :
أريد قارورة أخرى من الماء
رفع يده وأراني الدلو الصغير الذي يحمله ..
فارغ ياسيدتي نفذ الماء بطعم الحب من عندي اليوم .. لكن يمكنك أن تأتي غداً وتشتري ماتريدين من الماء ..
يبدو ان حظي من الحب مقدر هههه .. حسنا عزيزي لا يهم شكراً لك ..
إبتعد الصغير وهو يهرول فرحاً بإنجازه .. تلك الفرحة التي رأيتها بعينيه لم تفارق مخيلتي أبداً .. عدت الى المنزل وأنا مرهقة .. جلست على الأريكة وفتحت هاتفي دخلت على محادثة صاحب القلم فوجدتة قد أرسل كلمة واحدة تقول : ...
تحدثي !!!
أنت تقرأ
الى صاحب القلم الجميل
ChickLitسرد روائي عن قصة حدثت بين شاعر وكاتبه #أريدك في الحلم وفي الحقيقه مابك ياقمر لمَ هذا ألجمود ماذا تريد ؟ ماذا أريد أريدُ أن أعرف لماذا انت غاضبه! لا يهمك الأمر . أمسكت بوجهها بيدي وأخذت أبحر في بحر عينيها أخبريني هيا فأنا مرأتك التي ترين فيها نفس...