المشهد الثامن عشر

82 19 20
                                    

الى صاحب القلم الجميل





المشهد الثامن عشر والأخير

ها أنا أرتدي معطفي الأسود وأحمل أوراقي وقلم صاحب القلم الجميل الذي أهداني اياه .. تذكرت اليوم الذي أنهد كل أمل كان بيني وبينه .. كنا قد إتفقنا أن نلتقي بالحديقة القريبة من منزلي ذهبت وأنا متشوقه لرؤيته .. جلست على دكت الحديقة كان الجو جميل تملئ السماء غيوم متفرقه .. يبدو اني قد وصلت قبله .. أقسم أنني قد شاهدته يدخل من باب الحديقة لكن يبدو أنه سراب .. أخرجت هاتفي وبدأت أكتب خاطرة حضرتني في وقتها ..
كيف يقولون أن طي الأرض مستحيل .. وأنا أراك أمامي رغم بعد المسافات التي بيننا ....

إبتسمت لما كتبته وأرسلتها  له .. دقائق وجائني الرد
- لا توجد مسافات بين القلوب المغرمه
- ههههه رد موفق .. ( كتبت له )
- أنتِ من علمني فنون الرد .. أنظري أنا أمامك

رفعت رأسي ابحث عنه .. رأيته يلوح بيديه وهو واقف أمام محل الورد
- ماذا تفعل ؟؟!! ( كتبت له )
- أشتري ورد للورد
- لا أريد الورد
- إذن ماذا تريدين أخبريني
- أريدك أنت
- وأنا لكِ

إشترى ورده حمراء وراح يلوح بها لي .. وقفت منتظرة أن يعطي البائع ثمن الورده ثم يأتي وفجأه لم أعرف ماذا حصل .. صوت دوي جعلني أسقط الى الأرض .. إنفجار هز الحديقه
أصوات الناس تصرخ
إنفجاااار !!
إنفجاااار !!
تمالكت نفسي وقفت وأنا ألهث ..  لا أرى شيئا سوى دخان وأنين الناس وصراخهم .. رأيت طفله كانت تلعب بالأرجوحة بقربي رأيتها متمسكه بحبل الأرجوحة وهي تصرخ .. أسرعت إليها أحاول أن أهدئ من روعها .. حاولت إنزالها لكنها كانت متمسكه بالحبل بقوة .. جاءت والدتها مسرعه إحتضنتها .. إبتعدت عنها مسرعه أريد أن أحضن مازن .. أردت رؤيته
لكنه غير موجود .. لم يأتي للبحث عني ..
كيف لم يبحث عني ؟؟!! ألم يشعر بالقلق لأجلي ؟؟!!

كنت أمشي في وسط الحديقه وأنا أتحدث مع نفسي .. لابد أنه أتى ولم يجدني
أخرجت هاتفي قمت بالإتصال به .. لكن هاتفه كان يرن من غير جواب.. بدأت ابحث عن الهاتف بجنون .. رغم أصوات الناس وسيارات الشرطه والإسعاف لكن صوت هاتف مازن واضح جدا .. بقصيدته الجميله التي كان يقول لي هذه القصيدة لك
رغم أنها قصيدة اسلاميه عن الإمام المهدي عليه السلام
لكنها تشرح حبي لك .. كانت كلماتها ترن في رأسي
اسمع صداها في أذني

حبيبي يا نسيم الشوك
حبيبي يا اعز معشوق

احبك يابعيد بكد مسافاتي
احبك والسلام يلم معاناتي

تقدمت الى مصدر الصوت .. كان بعيد عن كشك الورد .. وجدته مرمي تحت التراب رفعته ويداي ترتجف .. كانت شاشته سوداء كقلبي ولكن صوته مازال يصدح  وهو يقول

حبيبي يا نسيم الشوق
حبيبي يا اعز معشوق

إنتهت القصيدة وسكت الهاتف عن الرنين .. وأنا مازلت ممسكه به بين يدي
وأسأله عن مازن ..
أين صاحبك ؟؟!
أين مازن ؟؟!
كيف تركته ؟؟!! هل هو بخير ؟؟!
وفجأه رن مرة ثانيه .. لكن بنغمه أخرى
من هذا الذي يتصل به .. شاشة الهاتف محطمه
لم أستطع أن أعرف من المتصل .. شعرت أنني لوحدي .. إختفت جميع الأصوات من حولي فقط صوت الهاتف الذي مازال يرن ..
من الذي شعر بفقدانك ؟؟ .. إنها والدته أكيد .. شعرت بيد فوق كتفي ..
إبتسمت هذا مازن أكيد .. وقفت بسرعه كي أحضنه ..
لكن لم يكن مازن .. بل كان شرطي يسألني هل انتِ, بخير؟
هززت رأسي ودموعي تنهمر على خدي  ..
سألته .. مازن ؟؟
- هل مازن مفقود ؟؟ ( سألني الشرطي )
- نعم مفقود
- إذن اذهبي إلى المستشفى فكل من جرح أو أستشهد أوصلناه الى المستشفى

هززت رأسي نافيه استشهاد مازن .. ولكن ربما يكون قد أصيب ..
نعم هو مصاب !!
ركبت سيارة أجرة وذهبت مسرعه الى المستشفى .. كنت أريد أن اركض لا أركب سيارة .. لكن السيارة أسرع .. ولكن قلبي كان يركض قبل السيارة ..
أوصلني السائق وذهب ..
دخلت مسرعه أبحث في المستشفى .. لم اجده بين الجرحى
كانت المستشفى تضج بالناس ..
هذا يأن من الألم
وهذا من يبحث عن مفقود
وهذا يبكي أمام جثه
أرعبني المشهد كثيراً
جلست على الأرض وأنا لا أقوى على النهوض .. جلست ممرضه بقربي قالت لي :
- ألم تجدين من تبحثين عنه
- لا لم أجد مازن
- إسمه مازن إذن
- أجل مازن
- تعالي معي

أمسكت بيدي تمر بين الناس في ممرات ضيقه حتى وصلت إلى مكان موحش بغيض شعرت برجفة تهز أوصالي وأنا اقرأ لافتة مكتوب عليها ..
المشرحه !!
فتحت الباب وأرادت الدخول لكني أمسكت بالباب رافضة الدخول
إبتسمت لي ممسكة تطبطب على يدي وقالت :
- ربما لا نجده هنا
- حسناً أجبتها ودموعي تنهمر
كانت الغرفه موحشه بارده .. كان الأرواح تهيم بها ..
إقتربت من أسرة أربعه موضوعه في وسط الغرفه .. وعليها جثث مغطاة بغطاء أزرق

رفعت أول غطاء ونظرت لي .. لم يكن مازن
- إبتسمت .. ليس هو
- حسنا
رفعت الغطاء الثاني
- أيضا ليس هو

توجهت إلى الثالث .. في هذه الأثناء شعرت بضيق صدري وخدر بيدي
رفعت الغطاء .. و كانت الصدمه أشد علي من صوت الإنفجار ..

مازن إنه مازن

ها أنا الآن واقفة على قبره .. وبيدي أول طبعه من روايه سميتها
( الى صاحب القلم الجميل )

وضعت الروايه على قبره .. وأنا أبتسم

النهاية ,,

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 11, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الى صاحب القلم الجميل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن