الخامس عشر

41 20 8
                                    

المشهد الخامس عشر

(تائهة )

آسفة ...

خرجت من المحادثة وانا أردد 

أسفة أسفة أسفة .. أنا جبانة لا أستطيع أن أتكلم عمّا بداخلي .. إتخذت من الهروب ملجأ لي .. أقفلت على قلبي وروحي في جسدي .. لم أحاول أن أتحدث بعد ذلك .. 

إرتديت ملابسي وخرجت ذهبت الى منزل وليد .. 

طرقت الباب بقوة .. خرج إلي وهو يردد .. 

ماذا؟؟!!  ماذا هناك مابك ؟؟؟!!

دخلت دون أن أتحدث معه كنت متوترة جداً.. جلست على أريكته وأغمضت عيناي .. هو من يفهمني .. جلس أمامي ولم يتحدث أبداً .. 

عم الهدوء المكان كأنني في صحراء لا يوجد فيها أي شئ سوى صوت الهدوء .. 

بعد فترة لا أعرف كم مر من الوقت سمعته قال :

تفضلي هيا إشربي هذا .. شراب الليمون سيهدأ أعصابك ..

أخذت العصير  وإرتشف منها رشفة رشفة ,, وأنا أستمتع بصوت الهدوء .. 

حتى قاطع هدوءنا صوت الباب .. نظر وليد وقال :

من سيأتي  في هذا الوقت ؟؟!!!!

مددت شفتي علامة ال .. لا اعلم ..

ذهب وليد ليفتح الباب .. وبدأ العصير أن يهدئ أعصابي قليلاً .. 

سمعته يقول :

أهلا وسهلا كيف حالك ؟؟ 

لم أفهم ماذا رد عليه الزائر فصوته كان منخفض جداً ..

عاد وليد ومعه شاب ..

قمر أنظري من أتى !! 

من ؟؟!!

أنظري إنه مازن ..

مازن ؟ 

أجل .. مابك قمر ؟؟!! مازن الذي تعرفنا عليه في الصيف الماضي في المصيف ..

عدت بذاكرتي قليلاً وعيناي على هذا الكائن في الحقيقه لم أتذكره .. 

آسف مازن فعقلها مشوش قليلاً ..

لا يهم المهم أنني انا أعرفها ...

جلس مازن أمامي وهو يتحدث مع وليد ..

لم تخبرني أنك قادم يا مازن ..

آسف رأيت نفسي بالقرب من منزلك فأحببت رؤيتك .. وأنا أعتذر منك  إن كنت أزعجتك ..

لا لا يوجد إزعاج بالعكس فأنا مشتاق لك .. 

شكرا لك وليد ..

كنت أتمعن النظر في هذا الشخص الجالس أمامي .. شعره كشعر إنسان قادم من شرق آسيا منسدل على عينيه كأنه أغصان شجرة تحمي جسدها من الشمس .. عيناه تغطيهما نظارات طبية زادته وسامة .. شارباه ولحيته كلوحة مرسومه ليس بها أي خلل .. يبرز من خلالهما ذلك الفم الكرزي الشهي ثم العنق والجسد كأنه جسد لاعب جمباز ليس فيه أي عيب ..

كنت أتفحصه دون أن ترمش عيناي .. 

لم أفق من ذلك السبات حتى رأيته وهو ينحني  و يقول لي وفمه بالقرب من أذني حتى شعرت بأنفاسة تلفح بشرتي .. قال لي :

متى سأمر حتى أستلمها .. 

ماذا ماهي ؟؟!

لوحتي ..

أي لوحه !!

ألم ترسميني بعينيكِ يا صاحبة الشعر الأحمر ...

أبتسم بخبث وعاد الى مكانه .. كنت في موقف لا يحسد عليه مندهشة .. وأنا أرى هذا الشخص يبتسم وفي عينيه خبث ..

تفضلي قمر إشربي .. 

ماذا ؟؟!!

قمر خذي ماء إشربي .. أنتِ اليوم مشتتة الأفكار .. مابك ؟؟!!

لا شئ .. يجب أن أذهب الآن  ..

ماذا أين تذهبين الان ؟؟؟

حملت حقيبتي وخرجت مسرعة من المكان الذي شعرت أنه سوف  ينطبق علي ...

الى صاحب القلم الجميل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن