الفَصل السابع.

2.8K 201 32
                                    

صوت بكاء صغير ملأ المكان ليخرج بعده بِدقيقتين صوت آخر
ابتسمت للفتاة بوسع بينما تحمل احد أطفالها لتوجه نظرها لزوجها الذي يحمل الطفل الآخر بينما دموع الفرح انسابت فوق وجنتيه ببطئ

"أخيراً حصلنا على ثِمار حبنا"
"أجل عزيزي، لِنحبهم بكل ما نملك"
"بالطبع سنفعل"
اردف مقبلاً جبين زوجته التي تكافح لعدم إغلاق عينيها من التعب والإرهاق الذي اجتاح جسدها بعد عملية الولادة

اخذ الجسد الصغير من بين يديها بعد أن استسلمت جفونها للنوم
"سأكون افضل اب لكم صِغاري وسأحبكم بكل ما املك كما أحببت والدتكم"
نبس بِحنو للجسدين الضئيلين الذين يحملهما بين يديه بِحذر

لقد رزق اليوم بتوأم من الذكور كلٌ منهما يفوق الآخر جمالاً حتى مع ان عمرهما لا يتجاوز الخمس دقائق لكنه يراهما أجمل ما في الكون

بعد أيام قليلة اختار الزوجين اسماء اطفالهم

الأكبر مينهو والأصغر يونهو

مثالي.!

مرت الأيام والأسابيع والشهور والسنوات ليكبر الطفلين بين والديهما بسعادة تملأ حياتهم المليئة بالحب والدفئ

كانو مثالاً للعائلة المثالية
لكن كل شيء تدمر في تلك الليلة

سيارات إسعاف وشرطة تحيط بيتهم من كل الجهات
أصوات كثيرة
جسدين فارقتهما للروح وزُيِّنت الأرضية بِدمائهما
جسدان اخران يقفان كالأصنام من هول المشهد أحدهما يبكي بشدة ويصرخ منادياً والديه لعلهما يمزحان وانها احد مقالبهما والآخر يقف بجسد مرتعش لا تعابير في وجهه.

صدمته أوقفت عقله تماماً حتى فقد شعوره، فقد دموعه، فقد روحه، وأخيراً فقد والديه

كلاهما رأى كل ما حدث
رأى ذلك الشخص..
وكلاهما يعرفانه جيداً

هان بيتر

في تلك الليلة والديهم فارقا الحياة بأبشع الطرق


منذ ذلك اليوم تعهدا على إرجاع حق والديهم














ومنذ ذلك اليوم فقد لي مينهو عقله السليم
أصبح كالمريض النفسي
لا يأكل
لا يتكلم
لا يبتسم
لا يشعر
كره شقيقه
كره حياته
كره هان بيتر وعائلته بأكملها لأنهم حرموه من كل ما يملك
تم حرمانه من طفولته
وسعادته
وحياته

استمر على ذلك الحال لأكثر من ثلاث سنوات حتى تعالج أخيراً بمساعدة اخيه

صحيح انه تعالج
لكن عقله لم يتعافى تماماً من تلك الصدمة

كان يونهو افضل حالاً قليلاً
أصبح عدوانياً كارهاً للحياة
لكن مع ذلك كان لازال لديه امل طفيف بأن الحياة سترد خسارتهم بشيء افضل
عكس مينهو






END

اكشن من سوق الجمعة

إكَستِرينَيو | مِينسُونقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن