الفَصل الخامس والعِشرون

2K 145 76
                                    


لِما اشعُر بالضعف فَجأة ؟
أكان ما تَفعله الحَياة لي هو فَقط جزاء ما فعلتُه بِجيسونغ قبل سَنوات؟
هذا ما أراه.

لازلتُ ابتَغي الموت حَتى مع علمي بِقُرب أجَلي
لَكنني مُتَمسّكٌ بِالحياة..لازلتُ لم اشعُر بِلذتها

لم احصُل على فَتاي.. ذَهبتُ إلى مَطعم الفُندق اليوم لأحصل على شيء يَسُد جوعي بعد إمتناعي عن الطَعام لأيام ،ورَأيتُه!

وقفتُ طويلاً أتأمل حَركاته وَكأنني أوَد حِفظها عميقاً في عَيناي وقلبي،وهذا ما كُنت أحاول فِعله

لَكن ما إن لَمحني من بَعيد حتى رأيتُ إبتسامته تختفي تدريجياً ليسحب صَديقيه إلى الخارج ومعهم جونغ إن..
لم ادري أنه اصبَح قريباً من جيسونغ

تأملتُه حتى خَرج تماماً لأخرج تَنهيدة مُثقلة تُعبّر حقا على ما يَحمل قَلبي من أوجاع

وها أنا ذا مُستلقي على السَرير أتأمل صُور مَعشوقي التي تَملئ كُل بُقعة من جُدران الغُرفة

وقفتُ بعدها حامِلاً جَميع أوجاعي خَلفي لأخرج من الفُندق ولم أُصادف جيسونغ أو أحد أصدقائه في طَريقي لِحُسن الحَظ

ركبتُ سَيارتي لأخذ بِطريقي نحو المَشفى ثم إلى أحد الغُرف في الطابق الثاني وما إن دَخلت حتى قابَلني جَسد شَقيقي الشاحب بِشكل مُخيف وتلك الأجهزة والأسلاك الكَثيرة المُتصلة بِجسده تُساعده على البَقاء حيّاً

حتى مع أن الطَبيب اخبَرني أن أمَلهُ في الحَياة معدوم كُلّياً لَكنني لم اسمَح لَهُ بِازالة تلك الأجهزة وترك شَقيقي يَموت فقط

لازلتُ امتَلك ذلك الأمل بِأن أراهُ أمامي بِكامل عافيته باسِماً ضاحِكاً كَعادته

جلستُ بِجانب السَرير لأمسِك كَفه البارِده بِخاصتى مُحاوٍلاً ايصال ولو القَليل من الدفئ إلى جَسده المُتجمد ،وكأنهُ ميّت!

"ما بِها عَيناك تَأبى إبصاري اخي؟ ألازِلتَ حَزيناً بِسببي حتى مع مرور كُل هذا الوقت؟"
"قَريباً وبعد أيام سَتكمل سَنة كامِلة على هذا السَرير، اليسَ كافِياً؟ المَ تَشعُر بِالإشتياق لي كما فعلتُ انا؟"
همستُ بِضعف رافِعاً يده لأُقبّلها
"ارجوك..ارجوك إفتَح عَينيك فَقط ،إجعل قَلبي يرتاح ألا ترى حالي بِدونك؟انا اموت وحيداً اخي.. الم نَتّفق أن نموت سَويّاً؟ ما بك ذَهبت بِسرعة هكذا؟ هل المَوت جَميل حتى تَزوره باكِراً ؟ إذا كانَ ارحم من واقعي فأنا أقبَل بِه..خُذني اليكَ يونهو، سَآتي مَعك لِنقابل والدينا معاً"
ابتَسمتُ بين دُموعي لأقِف مُوّدعاً اخي لأخرج إلى وِجهتي التالية


حيث سَأكون مرتاحاً





...
"هانجي"
"أيها السنجاب"
"سونغي"
"هان جيسونغ!!!!"

افاقَ المَقصود من شروده بِفزع بِسبب الذي صَرخ في أُذنه
"ماذااا"
"أنا أتَحدّث اليك منذ نِصف ساعة هل كُنت تَستَمع حتى!!"
"أجَل بِالطبع!"
"ماذا كُنت اقول إذن؟"
رفع جيسونغ يده ليحك مُؤخرة رأسه بِورطة،هو لم يَستمع إلى اي حرف

تمتم بِـ "اعتَذر" خافِتة إستطاع الآخر سماعها ليتنهد قائلاً
"تُفكر بِمينهو صحيح؟"
رَفع الأصغر رأسه بِصدمة ،كيف لِهيونجين أن يعرف عن ذلك؟!

"أتَظنني لَم أُلاحظه؟رأيتُه منذ اليوم الثاني لنا هُنا وحينها ادركتُ سبب تغيّر مزاجك في ذلك اليوم"

"لا عليكَ هيون..أنا أُفكّر بِشيء آخر وليس مينهو ذاك"
"لازلتَ تُحبه؟"
سال هيونجين فجأة ليُنزل جيسونغ رأسه دونَ إجابة ،إبتَسم الآخر لِيُعانق صَديقة

"عليكَ إعطاءه فُرصة جي"
نظر جيسونغ إلى هيونجين بِإستغراب شَديد، أهذا حَقاً ذات الفَتى الذي وعَد بِتحطيم وجه مينهو إذا قابله!!؟. والآن هو يطلب إعطاءه فُرصة!!

"ما بِك هيون!؟ انت اكثر من كانَ حاقِداً على مينهو"
"جيسونغ حَبيبي، مينهو بِحاجة إليكَ حقاّ،إنتَقم لك منهُ القَدر بِأبشع الطُرق هذا كافٍ له بالفعل ،إذهب جي لا تتأخر فَتندم"
قال ذَلك فقط ثم خَرج من الغُرفة ،كانَ كلامه غير مفهومٍ أبداً لِحيسونغ ،هل يعرف هيونجين شيئاً لا يعرِفه هُو؟

لا يعلم هل يَستمع إلى هيونجين وقَلبه ام يُعارض فقط؟





ثم على هذه الحال قَضى جيسونغ لَيلته ،يُفكر ويُفكر بَينما في مكانٍ آخر كانَ يَفقد نَفسه بِبطئ










...
يُقال أن هذه المَشاعر مُقتبسة من الحَياة المَريرة للكاتب.


صَباح الخير

إكَستِرينَيو | مِينسُونقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن