مُمَتَلِئٌ بِكَ،
جِلْدًا،دَمًا،وعِظامًا،وَعَقْلًا وَروحًا
-جلال الدّين الرّوميكانت تقف بهدوءِ اللّيل أمام ذلك الحائط الزّجاجيّ المُطِلِّ على الحديقة،ترتدي بيجاما حريريّة سوداء اللون بلون قهوتها،تتأمّل ما أمامها ببهوت،عقلها فارغ،قلبها فارغ،والمنزل فارغٌ أيضًا،هي وهدوءِ البصيرة يتأرجحان في ظلال الّلاوعي،
قاطع سرحانها ذاك المهيب الذي نزل من سيارته بهدوء مضيفًا خيطًا أسود جديد وعيناه تتلألأ تحت ضوء القمر،
دخل منزله وحاله لا تقلّ تعقيدًا عن الأخرى،
مرّت ساعة،اثنان،ثلاثة وهو في مكانه،
شعره مبعثر يرفع أكمام قميصه البيضاء مبرزًا عروقه وأولى أزرار قميصه مفتوحة،
يحاول نفض تلك الأفكر التي تتجول في عرين عقله بانسيابيّة جاعلة منه يشعل سيجارتًا تلو الأخرى،كيف لا وقد علم بعد سنوات من البحث أنّ والدته متوفّية،
هي من تخلّت عنه من أجل حبّها،
تركته مع شبح والده المتوفّي بعد أن سافرت مع زوجها ،
كانت تحبّه حبًّا أعمى بصيرتها عن سفالته ،
كان يعنّفها بأبشع الطّرق ليعود معتذرًا وهي ترضى،
مهما كان يحاول مساعدتها لم يستطع،
صغر سنّه في ذلك الوقت لم يكن عاملًا جيّد،
كان يتذوّق مرارة العذاب ووالدته تتألّم بينما لا يستطيع الكلام،
كان كلّ مرةٍ يحاول مساعدتها في حين يتلقّى ضربًا مبرحًا من زوج والدته،
بعد أن يعود معتذرًا كانت تلومه على ما حصل،
كانت تقول أنّه ليس من دمه ،
انتهى بها الأمر تتركه وحيدًا بينما سافرت مع زوجها إلى سكوتلاندا،
واليوم قد وصله خبر وفاتها منذ أربع سنوات على يد ذلك الوحش من جورج،
كيف أمكنها ترك ابنها وحيدًا من أجل وغدٍ كهذا،
هو لا يستطيع أن ينفكّ عن التّفكير فيما عانته والدته ،
كيف كانت تتألّم،
كيف كانت ذائبة بحبٍّ أعمى لم يجعل منها غير مغيّبة عن العالم،
وكأنّها مسحورة وغير رزنة،
دموعه لا تتساقط،هو يحرق عينيه بملح دموعه بينما يشعر بخفقان قلبه ألمًا،
مضى وقتًا منذ أن شعر بالألم،
ظنّ لوهلةٍ أنه لم يعد يشعر لكن الآن تأكّد أنه لا زال هناك مكانٌ حيّ في قلبه،
لا زال هناك مكانٌ يتّسع لأن يشعر بوطئة ما حصل،
هل هو السّبب فيما حصل،
أهو السبب في أنه لم ينقذها مسبقًا...
قاطعه ذلك الصوت الآتي من الخارج،كان صوت الرّصاص يخرج من كل ناحٍ مسبّبًا قلقًا لتلك التي رمت كوب قهوتها إثر الحادثة،
هي تكره صوت الرّصاص،
إنّه يذكّرها بكلّ ما جاهدت لنسيانه لسنوات،
كان الرّصاص يمرّ من الحائط الزجاجي ،
لم تكن تشعر بشيء،
لم تكن تستطيع الحراك أو الإختباء،
شهقت من تلك اليد التي سحبتها إليها تمدّ الدّفئ نحو أوصالها،
أغمضت عينيها بخوف تتحرّك بين يديّ الآخر بسرعة تحاول الفرار من يديه،
شعرت بتلك اليد التي تطوّقها تسحبها أكثر نحو المكتب الخاص بها داخل المنزل،
ما إن أدخلتها إليه ولا زالت تطوّقها صرخت بخوفٍ أكبر من ذي قبل،
أرخت قبضتيها فور سماعها لذاك الصوت العميق الذي همس بأذنها مرسلًا قشعريرة لكلّ أنحاء جسدها وأنفاسه الساخنة تلفح عنقها،
"اهدئي،هذا أنا."
التفتت بسرعة إليه مما جعل المسافة بين وجهيهما تكون منعدمة والرصاص ما زال يرسل صوته إلى جميع الأنحاء
أنت تقرأ
Aphrodite-حُب
Romanceهما كالأسود والأبيض،النار والثلج،فهو يحرق بألمه،وهي تداوي بجراحها،عانوا من الحياة الكثير ولكلٍّ منهم ردّة فعل تجاه ماضيه. هو رجل أعمال،يملك سلجة عالية في الدولة،وهي سيّدة أعمال،كيف سيجتمعوا،كيف ستتوّج قصة حبّهم. سيعشق ضعفها وحنانها،رقّتها وطيبتها وس...