إِذا كانَت الأَرْضُ والقَمَرُ قَدَ وَلَّيا...
والشُّموسُ والأَكوانُ قَد غابَت عنْ الوْجود
وبَقيتِ أنْتِ وَحيدة...
فَإِنّ الوُجودَ كُلّه...سينْحَصِرُ فيكِ!
- شارلوت برونتي******
الثّامنة مساءً
تململت في مكانها بعدما أغلقت ذلك الملف الموضوع أمامها،أرجعت رأسها إلي الكرسيّ ورائها تحاول إراحة رأسها من ذلك الألم الذي داهمها،هي لا تنفك تشعر أنّها تحتضر ببطئ،لا جسديًّا،بل تموت من الدّاخل مع مرور السّاعات والأيّام.
قاطعها رنين هاتفها من صديقتها ايلا،
ايلا:"مانيسا متى ستعودين أقسم أن المنزل فارغ."
مانيسا:"انظري إياك وادخال ذلك الرجل إلى المنزل."
ايلا:"ذلك الرجل يكون حبيبي ولا لن أدخله أساسا هو أيضا مسافر."
مانيسا:"جيد."
ايلا:"عزيزتي هل تأخدين أدويتك أشعر بصوتك تعب،إيّاك أن تكوني تعملي طوال الوقت،فقط اللعنة مانيسا.
مانيسا:"أنا بخير،أوه صحيح أنا غدا قادمة لقد أنهيت كل أعمالي."
ايلا"أخيرا كدت أموت هنا وحدي وأيضا تعلمين لا أستطيع البقاء بدونك."
مانيسا"أنا ذاهبة وداعا."
ايلا:"وداعا"إستقامت بجسدها المتناسق عن ذلك الكرسيّ الّذي كانت قد لازمته لساعات،أزالت ذلك القلم من بين خصلاتها جاعلة من شعرها ينسدل بخفّة ونعومة ليصل إلى ما بعد خصرها خارجة من ذاك المكتب عصريّ البناء.
دخلت إلى حمام الفندق فاتحة صنبور المياه تغسل وجهها علّها تخفف ألم رأسها،علّه يغسل ما بعقلها من أفكارٍ وذكرياتٍ قاسية،لكن...لم ينفع...
أعادت الدّخول إلى غرفتها تبدّل ثيابها إلى سروالٍ بنيّ اللون مع سترة باللون نفسه وقامت بالتقاط مشبكٍ عم المنضدة أمامها جامعة شعرها على شكل كعكة لطيفة مع بعض الخصلات على جبينها مغادرة تلك الغرفة.
لم يكن لها مزاج للقيادة فهي حقًّا تحتاج إلى كوب قهوة ليريحها ويخفف من وطئة الألم،مشت بلا وجهة في ذلك البلد الغريب فهي في رحلة عمل منذ شهر وللآن لم تكن قد تجوّلت في شوارع نيويورك ولو لمرّة،كانت مداومة على الذهاب إلى الشركة التي قامت بعقد عمل معها والعودة إلى الفندق ليلًا بعد نهارٍ كامل من العمل،هي فقط كانت تحاول إشغال نفسها دائمًا بأيّ شيئ حتى أضحت حياتها تقتصر على العمل،تخاف الإنفراد بنفسها،تعمل حتى أواخر الليل ،تنام وتعيش ماضيها من جديد بكوابيسٍ لا تفارق جفنيها يوميًا،تبتلع حبوب المهدّئ وتحرق جفنيها بدموعها،هي فقط لا تستطيع السيطرة عليهم بعد كابوسٍ أرهق قلبها وأتعب كاهلها.
انتبهت بعد شرودها بالشّوارع إلى ذلك المقهى عصريّ التصميم وتلك اللمسات التاريخيّة إلى جانب الطريق،دخلت وما إن تخلخلت رائحة القهوة أنفها حتى أغمضت عينيها بإدمان.
أنت تقرأ
Aphrodite-حُب
Romansaهما كالأسود والأبيض،النار والثلج،فهو يحرق بألمه،وهي تداوي بجراحها،عانوا من الحياة الكثير ولكلٍّ منهم ردّة فعل تجاه ماضيه. هو رجل أعمال،يملك سلجة عالية في الدولة،وهي سيّدة أعمال،كيف سيجتمعوا،كيف ستتوّج قصة حبّهم. سيعشق ضعفها وحنانها،رقّتها وطيبتها وس...