Part-3-

9.8K 350 8
                                    


الحُبُّ يَفْعلُ بِنا ما لا يَفْعَلُ أَيَّ شَيْئٍ آخَرْ...
-أثير عبدالله النّشمي

"أمّي،لقد عدت"قالت تلك الفتاة بينما تدخل إلى غرفة المعيشة،
كلّا،هذا ليس منزلها،ذلك الصرّاخ ليس صوت والدتها،هذا ما أقنعت نفسها به يينما دموعها تأخد مجراها على خدّيها من ذلك المشهد القابع أمامها.

"أمّي"
صرخت مانيسا شاعرة برجفة تسري في كلّ أنحاء جسدها،هي فقط تريد الهواء،هي تجاهد حتى تسرق بضع أنفاسٍ من الهواء،
شعرت بتلك اليد التي توضع على كتفها بتلك الظلمة الحالكة لتنتفض شاهقة بخوف بينما ترجو من أمامها أن يتركها،
"كلّا أرجوك."
"مانيسا،هذه أنا ايلّا استعيدي وعيك."صرخت ايلّا لتلك التي لا زالت تداري صدمتها وتتفقّد المكان حولها،
نعم هي بخير،على الأقل الآن،
شهقت ببكاء بينما اندفعت نحو حضن الأخرى تفرغ كل ما فيها من عذاب،
عي ولو بكت أبد الدّهر لن تشفي ما في قلبها،
لن تستطيع أن توقف الحروب داخلها،
ايلا:"ابكي عزيزتي أريحي قلبك."
بكت حتى انهارت،
بكت بعينيها،
بقلبها،
وبكل أحاسيسها،
بكت لوالدتها،
بكت لأبيها،
بكت لعمرها الذي ذهب هباءً،
شعورٌ بالغثيان قد داهمها فجأة،هي فقط كلّما تتذكّر ما حدث تشعر بالغثيان،
ركضت نحو المرحاض،تقيّأت كلّ ما بجوفها،تقيّأت روحها....
لحقت بها إيلّا بينما تحمل بيديها علب الأدوية فهي متأكّدة أنّ مانيسا ستعاني من نوبة فهذه عادتها بعد أن تتقيّء،
كانت تغسل وجهها بينما دموعها لا تكفُّ عن النّزول والأخرى تحاول تهدأتها،كانت تشعر بيديها وشفاهها ترتجف ،الخوف كان يأخذ مجراه داخل عروقها كالموت تمامًا،
كانت تشعر أن كلّ ما حولها سراب،
لم تشعر إلّا وهي تضغط بيديها على أذنيها ،صوت الصّراخ لا زال يرنّ في أذنيها حتى الآن بينما ايلّا تحاول تهدئتها وتلك الأخرى دموعها لا زالت تنزل على صديقتها بحرقة،
"أرجوك مانيسا اهدئي وحاولي التركيز معي،كلّ شيئ بخير،لا أحد هنا،كلّ ما تشعرين به خيال هيا خذي دوائك ،أرجوك."
وضعت حبة دواء بفم الأخرى مع بعض المياه،
أنزلت يديها بهدوء محرّرة أذنيها تزامنًا مع صراخها ببكاء
"إنّه لا يذهب إيلّا ،أنا لا زلت أتألّم ،لا زلت بأولئك المجرمين حولي،لا زلت أراهم كلّ يوم بكوابيسي بنفس القذارة التي كانوا عليها قبل سنوات،اللعنة فقط اللعنة عليهم جميعا،اللعنة على كلّ دقيقة يعيشوها."

انقضت ليلتها كالكثير من الليالي،كوابيس،بكاء هستيري والكثير من حنان ايلّا ومواساتها لصديقتها،كانت الوحيدة التي تفهم معاناتها.

.....
استيقظت في اليوم التالي تشعر بثقل رأسها بسبب البكاء،وتلك اليد التي تحيطها برقّة كانت ايلّا لا زالت تعبث بخصلات شعرها أثناء سهوها فهي لم تنم طوال الليل وبقت تهدّء مانيسا كلّما رأت كابوس.

استقامت بينما دثّرت ايلا بالغطاء بهدوء داخلة للمرحاض كي تستحم،فتحت الصنبور تشعر بتلك المياه تبلّل جميع أنحاء جسدها ،أنهت لافّة جسدها بمنشفة بيضاء،وقفت أمام المرآة تتأمّل تلك الندبة على ضهرها أسفل رقبتها بقليل،لطالما كانت تخفيها بالملابس أو تسدل شعرها أو عليها أو بكريمات التّجميل،
هي فقط تملكها لتتذكّر ما حصل،أقرب الناس قد ذاقو الأذى أمامها بكلّ أنواعه،
حين خرجت كانت السرير فارغا أي أن ايلا ذهبت لتجهز نفسها،ابتلعت أقراص دوائها
ونزلت إلى الأسفل متجهة نحو المطبخ لتحضر قهوتها،
شعرت بتلك اليد التي تحاوط كتفها
"أوه ما هذا الجمال أميرتي منذ الصباح،أنا متأكدة أن ذلك النبيل آركاين الإيطالي سيقع لك اليوم منذ أول اجتماع لكما في الشركة."
مانيسا:"توقفي ايلا أرجوك تعلمين كم أكره الرجال،هل جماله يعني أنه جيّد؟بالتأكيد لا."

Aphrodite-حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن