وَطن

632 72 86
                                    

منشفة بين يداه ينظف بها ما يعلوني من بللٍ، يجلسني أعلي حافة التخت ويجفف دمع السماء من جَسدي برقةٍ معهودة وملامح هادئة شعرت بها أنه يلومني علي أفكاري وظن السوء بهِ.

"أنا آسف"

قلتها بهمسٍ أنظر إلي عيناه الناعسة، رفعهم لي ثم أبعدهم عني و وقف بإستقامة يبدأ بتجفيف شعري، أشعر معه بأنني طفلٌ صغير وهو والدي وأمي، أخي الأكبر، حبيبي وكل شئ.

شعرت بهِ يرحل بعيدًا فأمسكت بيده الحانية بكلتا قبضتي يدي ورفعت عيني أنظر إلي السواد في عيناه الحَانية 

"انا لست متضايق منك، انا أشعر بالضيق من نفسي لأني لم أثبت لك كم أحبك"

"يون.."

"جيمين، أنا لن أتركك أبدًا، ليس بعد أن أقتربت أنت مني، أبدًا، لكني سأفعل في حالةٍ واحدة، حينما ترغب أنت في بعدي او عدم وجودي سأفعل"

قالها وهو يقرفص أمامي أعلي الأرضية فيكون تقريبًا أقصر مني أثر جلوسي أعلي السَرير، تحدثت بنبرة باهته

"لن أرغب بذلك أبدًا"

تسللت إبتسامة أعلي شفتين من خمرٍ يحلُ لي، أقتربت واضعًا قبلة أو أثنين أو حتي ثلاثة أو أربعة ، أبتعدت بإبتسامة أشعر بالسُكر أري وجنتيه ترتفع بخفة بإبتسامته التي توسعت كثيرًا

"أريد أن أنام أعلي صَدرك، بداخل حُضنك"

قال جاعلًا من قلبي يرتعش بالنبضات، أبتسمت بهمسٍ أخبره

"حُضن أم عِناق؟"

وقفَ يجذبني إلي التخت للنوم عليهِ، جعلني أرقد واغلق الأضاءة الدافئة جاعلًا من ضوء الصباح الذي يتسلل من قماش الستائر الرقيق يكون هو من يُنير ملامحه الناعسة .

غطاني ثم تسلل إلي حُضني واضعًا رأسه أعلي صَدري العاري جاعلًا من النبضات ترتفع، قال بعدما تنهد براحةٍ أربكتني

"أحب لفظ حُضن، يجعلني أشعر بأنني أنتمي إليك"

وضعت أناملي بداخل شعره الناعم المنسدل علي عيناه التي أعشقها، أمسده برقةٍ شاعرًا بنعومته، شعرتُ بها يذهب إلي عالم الاحلام بدقائق صغيرة، إبتسمت أشعر بتنفسه ينتظم مع أنفاسي، أن شهيقه أصبح رفيق شهيقي وزفيري، همستُ رفقة إغلاقي لعيوني

"أنت تنتمي لي وانا لا أنتمي لسواك"

شعرت بإبتسامته أعلي صَدري ،فأبتسمت بالمقابل أشعر بعقلي يرتاح ويهدئ، أري رفيق البحر و أرقص أمامه، أشعر بنظراته واتلمس خيبته وحزنه، البحر يغرقه بأمواجه لكنه ثابت كما بناية لها ألف سنة تميل للخراب ولا تقع.

داء حُبك | YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن