داء حُبك

505 40 62
                                    

وصل يونغي إلي الشقة التي يسكن بها جيمين مع تايهيونغ، كان يلهث بأنفاس ضائعة وهو يقوم برن الجرس مع محاولاته العَديدة بالإتصال بذلك الذي أغلق هاتفه، حينما فُتح له الباب من قبل جونغكوك عَاري الصَدر شعر بالقليل من الذهول وهو يقول

"انت! ما الذي تفعله هنا؟"

نظر له جونغكوك بتهكم وهو يحاول فتح عيناه بطريقة صَحيحة

"ما الذي تفعله أنت هُنا؟"

تنهد يونغي قبل أن يقول متفاديًا تلك الطريقة غير الرسمية التي يتحدث بها الأصغر "لا يهم هذا الأن، هل جيمين هنا؟"

عقدَ جونغكوك حاجبيه قائلًا بعد أن فكر للحظات

"أعتقد، لقد سمعت صوت أحدهم يأتي في الصباح"

دلفَ يونغي بعد أن أزاح جونغكوك عن طريقه إلي داخل الشقة الفارهة ذات الطابع الكلاسيكي الأنيق الذي يدل علي ثراء متحفظ، بحث بعيناه عن الغرفة التي قد تكون خاصة فتاه الضائع لكنه تاه رفقة الكثير من الأفكار التي لم تكن لطيفة في عقله عن ما قد يكون حدث.

"هُناك"

قالها تايهيونغ الذي خرجَ من احدي الغُرف وهو يُشير إلي غرفة جيمين، نظر إليها يونغي ثم سرعان ما أقترب منها وأخذ يدقها برفقٍ يعلو مع الوقت.

كان يحتاج لأن يفهم سبب رحيل الأخير دون أن يترك أي شئ خلفه، لم يكن يونغي غبيًا، لم يكن غبيًا إلي الحَد الذي لا يلاحظ فيه الحزن في عينان صغيره.

لم يكن غبيًا للدرجة التي لا ينتبه فيها إلي كلماته التي تتحدث عن الإنتحار، لكنه كان يحفظ تلك الكلمات جيدًا في رأسه وينتظر فقط الوقت المناسب كي يفتح فيها نِقاش، لكنه خاف كثيرًا في هذه اللحظة، خاف مِن أن يفوت الأوان.

الشخص الذي يريد حقًا الانتحار لن يخبرك أنه سيحاول فعله، من يخبرك بذلك هو شخص يحتاج منك أن تراه، ان تكون معه، هو يحتاج الي رفقة في حياته تجعله يزيح فكرة الانتحار عن رأسه لكن المنتحر حقًا يفعلها دون أن يعطيك ولو تلميحًا صغير عن ما سيقدم عليه.

الشخص الذي ينوي الإقدام علي قتل نفسه لا يملك سببًا للعيش، ماتت كل الأسباب في عيناه، كانوا يقولون إن المنتحر جبانًا ومعهم حق فهو شخص تقطعت بهِ السبل الخارجية ونسي أن أكبر سبب للعيش يكون في نفسه هو بحد ذاته.

داء حُبك | YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن