العناق الأخير

520 52 82
                                    

مرَ التيرم بخير، رفقة نظراته ولمساتٍ نسرقها بين الحين والأخر، قبلاتٍ نغتصبها من وقتٍ لا نملكه، حنينٌ رغم أننا أمام بعضنا.

أجلس في حصته، أنظر إليه واسمع همساتٍ معجبة له، ولا ألوم أصحابها حقًا، إنه أستاذ جيد واخ لطيف لمن يحتاج واحيانًا يصل إلي حدود الأبوة مع بعض الطلبة رغم عمره الصغير، وتلك الميزة الأخيرة كانت نقمة قليلًا لأنه كان محض نظرات كثير من الفتيات وكي لا أكون عنصريًا رفقة الفتيات كان هناك فتي وحيد يحبه بل يعشقه وهذا الفتي يملكه.

أشعر بفرحةٍ عارمة في كل مرة أنظر إليه وأتذكر أن هذا الرجل النبيل يحبني.

أتذكر حديث والدتي صباحًا قبل ذهابها، كانت حزينة للغاية لأنها ستتركني في امتحانات نهاية العام وحيدًا مع يونغي لأنها يجب أن تذهب إلي والدي المتعب، أشعر بأنني حقيرٌ بعض الشئ لأني في أعمق نقطة بداخلي قد أحببت ما حدث كي ابقي معه، رغم قلقي علي والدي وحبي إلي أمي، لكني اريد البقاء معه في النهاية.

وهنا الآن في أخر حصة له لهذا العام معنا، يضحك بتناغم ويتحدث بحرية معهم.

"هل لديك حبيبة يا أستاذ؟"

سأله أحد الفتية، رأيت أبتسامة هادئة تحاوطة رفقة نظرة عابرة لي، فقالت فتاة وهي تقهقه بتأكيد

"من يملك تلك النظرة يكون محبًا بالتأكيد"

قال حبيبي بأسفٍ وهمي "إنها خُسارة حقًا لكن هناك شخصًا قد ملكَ قلبي بالفعل"

لا أنكر أنني أحببت أنه قال  -شخصًا-  وأن لا أحد انتبه لذلك علي أية حالي سوي أنا وصديقي الذي يرسل لي نظرات تحرق عُنقي.

ومع أسئلتهم عن من تكون، كان هو ينظر لي وكأني أعظم أنتصار في حياته، نظرة عادية جدًا، لكن حالمة بكل تأكيد، كيف مع كل ذلك لا أحبه؟

لقد بدءت أفهم كيف قد يأتي الحب مع الوقت، رغم أنني أعي أن هناك أشخاص مهما فعلوا لأشخاص أخرين لن يحبهم الاخر مثلما فعلت له، لكنه مختلف، هو يون، هو شخصًا يحبني حد الجحيم وانا اعلم ذلك، هو يموت في عشقي، يتأرجح في هاوية منزلقة، لا يمانع الإعتراف بي، هو يحبني، وهذا يكفيني.

مع رن الجرس قال حبيبي وهو يهدءهم كي لا يذهب أحد للخارج

"أعلم أنه من الصعب أن تقرروا ما هي الخطوة القادمة، لكني أملك لكم نصيحة أخيرة، لا تتجاهلون أحلامكم، أن تسعي إتجاه شيئًا تحبه أفضل من أن تحقق كل الاشياء التي لا تريدها، سيكون الأمر أشبه بأنك تملك أموال العالم لكنك لا تشعر بالسعادة"

داء حُبك | YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن