4

58 4 9
                                    

مخيلة هذا الفتى ليستْ مزحةً
يمكنهُ صنعُ عالمٍ بأكملهِ يوافقُ معاييرهُ

عالم يستطيعُ أنْ يكونَ نفسهُ فيهِ

قدْ يعدهُ البعضُ مريضا نفسيا لكنهُ لا يؤمنُ بما يقولونهُ

البشرَ يهذونَ كثيرا
ليسَ منْ الصوابِ تصديقَ كلِ هرائهمْ
كلَ ما يهمُ هوَ أنهُ يشعرُ بالراحةِ بجانبِ سلفيا

لا يهمُ أنْ كانتْ حقيقيةً أوْ وهمِ أوْ مجردُ انعكاسِ منْ النافذةِ لأشعةِ الشمسِ يشكلُ شمسا تعطي حياتهُ دفئا ونورا

" سلفياا لنخرجَ قليلاً " قالَ بطفوليةٍ ليكسبَ تعاطفها

" أنتَ مرهقٌ جدا يجبُ أنْ ترتاحَ الآنَ "
قالتْ بينما تمسكَ يديها بالغطاءِ

" لاا . . أريدُ الخروجُ معكَ الآنَ "
قالَ رافعا الغطاءَ مجددا

لمْ يكنْ منها إلا أنَ توافقَ
ذهبا إلى البحرِ ليجدا صاحبَ المزرعةِ يتحدثُ إلى شابٍ غريبٍ بينما يجلسُ بسيارتهِ الفاخرةِ

" أوهْ جينَ منْ الجيدِ إنكَ هنا
هذا سيكونُ صاحبَ المزرعةِ الجديدِ
لقدْ أكملنا العقدُ الآنَ "

قالَ صاحبُ المزرعةِ بينما يبتعدُ متبعا " سيدي أنهُ عاملٌ في المزرعةِ يمكنكَ طردهُ أوْ فعلِ ما تشاءُ "

" مرحب... " لمْ يكملْ جينُ عبارتهِ حتى قاطعهُ الآخرُ
" لا تروقني أيها النحيلِ . . انظرْ إلى جسدكَ هلْ تستطيعُ حتى حملِ المجرفةِ ؟

ربما يمكنكَ العملُ كفزاعةِ تلكَ الهالاتِ أسفلَ عينيكَ سترعبُ حتى البشرِ " قالَ بتهكمِ لتضحكَ تلكَ العاهرةِ بجانبهِ بدلعْ متفاعلةً معَ كلِ حرفٍ يقولهُ

" لابدُ أنكَ تستمعُ بالبحرِ هنا . . لكنني أراهنُ أنَ البحرَ لا يستمتعُ بوجودكَ ..
أينَ عمالُ النظافةِ عنكَ "

قالَ جينُ متناسيا أنَ الذي أمامهُ سيكونُ رئيسهُ الجديدُ
ليحصدَ حقدا معَ الثمارِ في اليومِ التالي

حالما دخلَ المزرعةَ استقبلهُ صاحبُ المزرعةِ الجديدِ بالانتقاداتِ والاستهزاءِ

ليسَ مختلفا عنْ صاحبِ المزرعةِ السابقِ
لكنَ جين كانَ يتجاهلهُ
أوْ ربما هوَ فقطْ لا يعي بوجودهِ حتى

هوَ لا يرى شيئا سوى عالمهِ المسالمِ فقدْ اكتفى تماما منْ كلِ هذا الصخبِ حولهُ

بعدَ أنْ خرجَ منْ المزرعةِ صاحبها تاركا جين لوحدهِ غمرُ جينِ وجههِ في الماءِ مخفيا دموعهُ عنْ سلفيا التي كانتْ تشاهدهُ طوالَ الوقتِ وتعلمِ كلِ شيءٍ ..

هوَ ليسَ غيرَ مبالي هوَ فقطْ يتضاهرْ
يعلمَ حدودهُ تماما .. لا يمكنهُ أنْ يظهرَ ضعفهُ فلا أحدَ سيهتمُ على أيِ حالٍ

لَحْظَةٌ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن