7

42 5 1
                                    

أخوهُ كانَ يراقبُ بهدوءِ بعيدا
لكنَ ذلكَ الهدوءِ لمْ يستمرْ بعدُ أنْ خرجتْ الشرطةُ لينهالَ عليهِ بالضربِ والشتمِ

ابتسامةَ جينِ الجانبيةِ كانتْ تستفزهُ بشدةِ
لمْ يستطعْ أنْ يتحكمَ بنفسهِ فكسرَ ثلاث منْ أضلاعهِ

كانَ بعضٌ منْ رجالِ الشرطةِ ما يزالونَ قريبينَ
حالما سمعو الضوضاءِ عادو إلى الغرفةِ

لكنَ الأوانَ قدْ فاتَ
لكنهمْ على الأقلِ استطاعو إنقاذِ حياةِ جينٍ معَ بعضِ الكسورِ والحروقِ

نقل إلى المشفى حالاً بينما والدهُ في سيارةِ الشرطةِ
ليلحقَ بهِ أخيهِ

لمْ تكنْ حالتهُ خطرةً لكنْ كلُ حركةٍ تشعرهُ كما لوْ أنهُ يقتربُ منْ أعماقِ الجحيمِ أكثرَ فأكثرَ

لقدْ أخذَ كلُ أفرادِ عائلتهِ إلى الهلاكِ ..
هذا أفضلَ منْ أنْ يهلكَ لوحدهِ

قضى شهرينِ في المشفى معَ سلفيا
لمْ تكنْ اسوءْ شهرينِ في حياتهِ

هدوءً تامٍ ..
لا أحدَ يلعبُ بهِ كالدمى
لا أياديَ أطفالِ تمزقهُ وترميهُ في الطينِ

لكنَ ما زالَ الفراغُ يستحوذُ على قلبهِ
خرجَ منْ المشفى مستندا على الجدرانِ ليجدَ أخوهُ يترقبهُ

خمسَ تهديداتٍ في نفسِ اليومِ
لمْ يستطعْ النومُ في منزلهِ حتى

سامٍ منْ هذا الشعورِ
الشعورُ بعدمِ الراحةِ ..
الحذرُ ..
الخوفُ منْ أنْ يفتحَ عينيهِ ليجدَ منجل حاصدٍ الأرواحِ حولَ رقبتهِ

سيكونُ الأمرُ رائعا لوْ ظَهرَ أحدهمْ ليخبرهُ أنَ حياتهُ منذُ أنْ ولدَ كانتْ مجردَ مقلبٍ

اتجهَ إلى الجسرِ لينظرَ إلى البحيرةِ الساحرةِ
لقدْ اتخذَ قرارهُ بالفعلِ
كلَ شيءٍ بلا قيمةٍ

هوَ لمْ يعدْ يريدُ عيشَ حياتهِ الغيرَ مرضيهِ
جلسَ ينظرُ بهدوءِ ليتفاجأَ بوجودِ سلفيا التي حذرها منْ تتبعهِ

" سلفيا . . ما الذي تفعلينهُ هنا "
سألَ بتذمرٍ ..

هوَ لمْ يرغبْ بأنْ تراهُ يرمي طعاما لأسماكِ القرشِ في تلكَ البحيرةِ التي كتبَ عليها ألفَ علامةَ تحذيرٍ

" أنا .. أتيتُ فقطْ لاستمتعَ بجمال البحيرةِ "
قالتْ سلفيا ببراءةٍ غيرِ واعيةٍ لما يحدثُ

ابتعدتْ ببطءِ متجاهلةً وجودَ جينٍ لتجعلَ الآخرِ يتذمرُ أكثرَ
" سلفيااا ..
إلى أينَ أنتي ذاهبةً الآنِ ..

اعترفَ أنني لمْ أرغبْ بأنَ تأتي ولكنْ بجديهِ ..
هلْ سترحلينَ فقطْ "

قالَ جينٌ بينما ينخفضُ صوتهُ وتزدادُ دموعهُ حرقهُ معَ كلِ كلمةٍ
" عذرا .. منْ تكونُ أنا لا أعرفكُ "

قالتْ سلفيا مستفهمةً غيرَ متوقعةٍ لردِ فعلهِ

لَحْظَةٌ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن