10

34 4 0
                                    

التقطتْ سلفيا تلكَ القلادةِ ثمَ نظرتْ إليهِ
هذا الشخصِ الذي يقفُ أمامها الآنَ أصبحَ ملكا لها ..
لكنها لمْ تفهمْ ذلكَ

أرادتْ إبقائهِ معها ..
أرادتْ أنْ تحبهُ كما يحبها

لكنَ ..
ماذا لوْ رفضتْ عائلتهُ وحدثتْ لهُ بعضِ المشاكلِ بسببها
لا يمكنها أنْ تصحبهُ إلى أيِ مكانِ بسببِ عملها

" يجبُ أنْ تعودَ إلى منزلكَ لابد أنَ والديكَ قلقينَ علي . . . "

تذكرتْ بينما تتحدثُ بحزنِ أنها قدْ قابلتهُ عندَ البحيرةِ .. كانَ يجلسُ على الجسرِ دونَ مبالاةٍ

" ليسَ لي عائلةٌ ..
لمُ اعرفْ ولنْ أعرفَ أحدا غيركَ ..
إنَ كنتي سترفضينني الآنَ فلا ارغبْ بانَ أعرفُ شخصا آخرَ

هذا يبدو كمزحةٍ منْ نوعِ ما ..
الجميعَ تخلى عني ..
حتى الشخصِ الذي رسمتْ في خياليٍ "

تكلمَ بينما ينظرُ إلى آثارِ الحروقِ في يديهِ

" لمَ يتخلو عني .. سيكونُ الأمرُ أفضلَ بكثيرٍ أنْ كنتُ قدْ فتحتْ عيني لأجدَ نفسي ملقى في بابِ المشفى أوْ عندَ مزرعةٍ
لقدْ تخلو عنْ قلبي فقطْ .. "

كانَ كلُ شيءٍ يخبرُ سلفيا بأنَ عليها إبقائهِ

" ما خطبي
ههُ .. أتحدث بتفاهةٍ
بجديهِ أنتي لستي مجبرةٌ على البقاءِ معي

حياتي ليستْ مسؤوليتكَ
لديَ مشاكلُ كثيرةٌ قدْ تتورطينَ فيها لذا .. أنا سأرحلُ الآنَ لقدْ ضيعتْ الكثيرَ منْ وقتكَ "

فجأةِ شعرَ بشخصٍ يحضنهُ بقوهُ
كانَ يشعرُ بالألمِ شعرَ بانَ جميعُ أضلاعهِ قدْ انغرستْ في قلبهِ لكنَ لسببِ ما أحبَ هذا أحبَ هذا الألمِ

كما لوْ أنهُ لمْ يشعرْ بشيءٍ طوالَ حياتهِ

وضعَ يديهِ على ضهرها بضعفٍ
شعرتْ بالمهْ فابتعدتْ بقلقٍ

وضعتْ يدها على رأسها محرجةً مما فعلتهُ
دفعها بلطفِ على الأريكةِ ثمَ جلسَ على الأرضِ أمامها كالجروِ اللطيفِ بعينيهِ اللامعتينِ

مدتْ يدها لتلتقطَ قطعةَ حلوى
" هيا الحقّ بها "
قالتْ بينما تضحكُ بلطفِ ليتذمرَ الآخرِ

يمكنها أنْ تشعرَ بسعادتهِ رغمَ تذمرهِ
كانتْ تلكَ المداعباتِ بينهما علامةٌ على قبولِ كلِ منهما للآخرِ

غفىْ في حضنها بعدَ أنْ كانَ مرهقٌ لسنينَ
كانتْ أولَ مرةٍ ينامُ بعمقٍ

كانتْ سلفيا تراءِ فيهِ جمالُ غريبا ..
أمضتْ ساعاتٍ تداعبُ شعرهُ الناعمَ حتى غفتْ بجانبهِ في النهايةِ

لَحْظَةٌ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن