8

39 4 0
                                    

نظراتهُ كانتْ تخترقُ عينيها ..

كانَ يتوسلها دونِ قولِ حرفٍ أنَ تأتي وتعانقهُ وتسحبهُ منْ الجسرِ ..

أنها مجردُ جزءٍ منْ خيالهِ منْ المفترضِ أنْ تفعلَ ما يرغبُ بهِ فقطْ دونَ التفكيرِ في رغباتها الخاصةِ لأنها ليستْ شخصَ حتى ..

" هلْ أنتَ بخيرٍ .. تبدو مرهقا للغايةِ وأيضا هذهِ الضماداتِ .. تبدو كما لوْ أنكَ خرجتْ منْ المشفى للتوِ "

قالتْ سلفيا بحذرِ ممسكةً بيديهِ برقهِ لتتفحصَ جروحهُ التي ما زالتْ آثارها عميقةً

أما هوَ فقدٌ كادَ يفقدُ وعيهُ منْ شدةِ الصدمةِ ..
سلفيا نسيتُ كلُ شيءِ بشأنهِ لكنْ لماذا ..
لما تبدو كالغرباءِ الآن

يديها الدافئتينِ
عيونها الهادئةُ ..
نظراتها الحنونةَ لهُ ..
لمْ يتغيرْ شيءُ إطلاقا

لما تقولُ إنها لا تعرفهُ
سحبها بقوهُ وضمها لمْ يكنْ يريدُ معرفةَ المزيدِ منْ التفاصيلِ كانَ يريدها فقطْ

ابتعدتْ عنهُ ببطءِ
" اتبعني "
قالتْ بينما تبتعدُ متجه إلى سيارةٍ قريبةٍ

كانَ مشوشٌ تماما
سلفيا كانتْ مجردَ شخصيةٍ خياليةٍ كيفَ يمكنها قيادةَ سيارةِ والتجولِ في المدينةِ

فيزيائيا هيَ ليستْ موجودةً
ولكنها تبدو واقعيةً جدا هذهِ المرةِ

هوَ يمكنهُ الشعورُ بلمساتها تماما
كما لوْ كانتْ حقيقيةً

تبعها إلى السيارةِ فأخذتهُ إلى منزلٍ فاخرٍ
نزلتْ فتبعها
اتجهتْ إلى غرفتها وأغلقتْ البابَ بعدَ أنْ دخلَ هوَ أيضا

جلسَ على الأريكةِ مستغربا كلَ شيءِ
" ماذا يحدثُ ما الذي تفعلينهُ . . هذا المنزلِ . . " قال بتوتر

جلستْ بجانبهِ وأمسكتْ بيدهِ
" سلفيا فلوريس
25 عامٍ
ممثلهِ وعارضهُ أزياءَ
منْ تكونُ أنتَ ..

لمْ أقابلكُ منْ قبلٌ ولمْ آتيَ إلى هذهِ البلدِ حتى
لكنْ يبدو أنكَ تعرفني ..

أوْ ربما تعرفُ اسمي فقطْ
مما يعني أنكَ لستُ معجب أوْ شيءِ منْ هذا القبيلِ "

لمْ يعرفْ جينُ إنَ كانَ عليهِ قولُ شيءِ أمٍ يجبُ أنْ يصمتَ ويستمعُ إلى صوتها فقطْ

" أنا لمْ أقابلكُ قبلَ أيضا ..
لكنكَ كنتي بجانبيْ طوالِ الوقتِ
سنتينِ ..
أجلٌ أنا أعرفكُ منْ سنتينِ

ضهرتي في حياتي فجأةِ دونَ أنْ تخبرينيَ أيَ شيءِ عنكَ
لكنْ رغمَ ذلكَ
تقبلتكَ كما لوْ كنتي جزءً منْ حياتي منذُ أنْ ولدتْ

هلْ أنتي جادةً الآنِ ..
هلْ تخبرينني بأنكَ شخصٌ حقيقيٌ
وتتوقعينَ أنْ أصدقكَ ؟ "

قالَ بخوفٍ منْ ردِ فعلها
لمْ يكنْ يتوقعُ أنْ تصدقهُ على أيِ حالٍ

أنَ كانتْ ممثلةٌ مشهورةٌ فمنْ الطبيعيِ أنْ يتصرفَ معجبٌ بهذهِ الطريقةِ ليجذبَ انتباهها

لَحْظَةٌ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن