صاحِبة الحَشرة 3

17.6K 716 463
                                    

‏شخص ما كان قريبا مني، أهداني صندوقا ممتلئا بالعتمة. اِستغرقت عمرا كي أفهم أن العتمة كانت هدية أيضا.
‏__ ماري أوليفر.

💙💙💙💙💙
صباح يوم الآخر
فتحت ألين عينيها بصعوبة الا ان عدم ارتياحها جعلها تستيقض متلمسة جلد الأريكة أسفلها لتتذكر بإنها نامت هنا بعد خروج جهم ، وعلى ذكره يبدو إنه هو من وضع الغطاء على جسدها

رفعت رأسها لترى بإن خيوط الشمس الخفيفة قد اخترقت زجاج الشرفة لتحول انضارها نحو سرير جهم الا انها لم تجده ، قطع عليها صوت غرفة الثياب وقد خرج منها جهم بينما يرتدي ساعته

ليلقي نظرة عليها قبل ان يردف بهدوء"صباح الخير ...انهضي لنتناول الفطور"انهى كلامه ليأخذ معطفه مقترباً منها حالما رأى بإنها لا تنظر في وجهه

جلس على طرف الطاولة التي امامها فارجاً عن قدميه قبل ان يبدا بإلقاء مواعظ ونصائح لما حصل"لن أخبر احد عما حصل في الأمس ولكن تأكدي إن حصل شيئاً كهذا مجدداً لن أوقفك ...لكونك اخترتي ان تعيشي في جهنم مرتين ، مرة في الدنيا ومرة في الآخرة ، لن تستفيدي شيئاً من قتلك لنفسك سوف يزداد عذابك أضعافاً حتى إنك سوف تتمنين ان تعودي لتعيشي هذا الألم ، منذ الآن سوف اكون المسؤول عنك لذا اي شيء يحصل او يفعلونه معك من في هذا القصر سوف تأتين إلي دون تردد هل هذا واضح ، وأيضاً اعتذري من جدي عما قلته بشأن هروبه من المعركة أنتِ تعلمين بإنه اخر من بقي في الساحة لذا اضطر للنجاة"

سقطت دموعها واحدة تلو الاخرى وهي تستمع لكلامه الذي جعلها تشعر بكمية غبائها بإنها فكرت في هذا ، "قلت هذا لإنني كنت غاضبة لكون جدي أهان والدي انت تعلم بإن جدي ويامن لن يدعوني وشأني الى متى سوف تستمر بحمايتي"تمتمت بحرقة لشعورها بالثقل

"سوف استمر حتى اجد شخصاً آخر غيرك انشغل بحمايته"هتف بجدية ودون تفكير ناظراً لعينيها بثبات وكإنه يخبرها أن تثق به ليردف بنبرة ذات معنى"وانتِ أيضاً سوف تجدين شخصاً يحميك الى الابد"

هل من المعقول انها سوف تجد هذا الشخص وهي تعيش هنا....لحظة انا اعيش في قصر عائلة تورباش من اين يضن انني سوف اجد شخصاً يحميني الى الأبد ...إنه لا يقصده أليس كذلك؟

ابتلعت ألين ريقها نافية ما بعقلها وقد تذكرت إبتعاده في ليلة أمس وتجاهله لها حتى لم يتعب نفسه بالوقوف والمشاهدة ، "لا تفكري كثيراً سوف اذهب قبلك"صوت جهم قد خرج بعد رؤية صمتها وقد اختار الخروج

ما ان ذهب حتى اخفضت ألين قدميها لتستشعر برودة الأرض اسفلها، ابن عم مجنون إنه يعشق البرد والشتاء إذ لا يضع اي سجادة في غرفته إضافة الى الاضواء المطفئة

اسرعت بخطواتها ملتفتة حولها لتركض نحو غرفتها بالرغم من ألم جسدها عندما قام جدها بإلقائها على الأرض، نصف ساعة قد مرت لتنتهي من وضع لصقة اسفل حاجبها وقد اخفت اثار اصابع جدها بمساحيق التجميل

الرَسِيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن