(( لساعة الآن الثامنة والنصف صباحاً ))
استيقظت الجميلة بيترا لتستقبل يوماً جديداً بنشاط، فاليوم ستزورها صديقتها العزيزة نيفا.. تبتسم ابتسامة عذبة للشمس التي دخلت غرفتها رغم حرارتها وازعاجها لنومها.. لكنها هكذا دائماً تستقبل زوّارها بابتسامة مهما كان حجم حزنها وألمها.. رتبت سريرها وذهبت لتلقي تحية الصباح على امها وماي.. تمشي نحوهم بفرح ونشاط فاليوم لن تعمل بالحقل لأن أولو المزعج لايزال يعاني من ألم عينيه وقد اعتذر غونتر لها نيابة عن أخيه.. وهو لم يعلم أنها سبب ماحدث له.. وهي بالتأكيد لن تخبره.. لتقل في داخلها ببعض الغضب ( انه يستحق ماجرى له أولو الغبي ذاك ).. لتعيد ملامحها للابتهاج لاتريد لشيء ان يفسد مزاجها.
هي دائماً هكذا تعيش على الأمل.. تخبر نفسها أن الغد أجمل سأعيش من أجل الغد.. هو ليس معها بعيد عنها كل البعد بل يعيشان في عالَميْن مختلفيْن كل الاختلاف.. لكن يكفيها ان رؤيته ليست أمراً مستحيلاً.. وأنها تستطيع رؤيته في النهاية مهما طال انتظارها له.. اذاً هي ستنتظره ولن تيأس من ذلك ابداً.
وصلت إلى حيث والدتها تجلس على السرير لتتقدم نحوها وتقل بابتسامه : صباح الخير امي.. هل اساعدك حتى تجلسي على الكرسي المتحرك.
لتأتي ماي من المطبخ فقد كانت تعد طعام الفطور وتقل باستنفار : صباح الخير آنسة بيترا.. ارجوكي لاتفعلي ذلك وحدك.. لننقلها معاً.
لتلتفت بيترا لها وتقل بتفاجؤ : انتي مستيقظة يا ماي!
لتقل والدة بيترا بابتسامه مع ضحكة صغيره :
اليوم ماي استيقظت قبل ابنتي النشيطة يبدو أن ابنتي قررت الاتكال على الآخرين. ونظرت إلى ابنتها بنظرات تغيظها بينما هي ممسكة بها من جهة وب ماي من جهة أخرى كي تنتقل إلى كرسيها المتحرك
لتقل بيترا باحراج طفولي بعد أن انهضت جسدها : لا امييي ليس صحيحاً.. انا الأنشط هنا.. ثم اردفت بجديه وتسلط :سأعد طعام الفطور وانتم انتظرو هنا.
لتقل لها ماي بلطف : اهدئي انستي نحن نمزح وحسب لقد استيقظنا للتوّ.. وانا هه لاأزال ابحث عن الشاي لم اصنع اي شيء من الفطور.
لتنفجر الثلاثه ضحكاً وتقل والدة بيترا : بيترا احضري صندوق الشاي الكرتوني من المستودع لاشكّ ان الشاي قد نفذ.. لتذهب بيترا بعد أن اومأت بنعم.
احضرت الشاي وبعض الحاجيات الاحتياطية التي قد تلزم لتلمح في غرفة المستودع الصغيرة سترة قديمه لوالدها معلقه بمسمار بالحائط .. اقتربت من تلك السترة المغبرة وأخذت تنفض الغبار عنها وقالت في داخلها ( هذا ليس صحيحاً.. انا لاافتقدك وهذه الدموع *لتلمس الدموع التي تساقطت على وجهها *هي بسبب الغبار الذي دخل عينيّ ) .. لتبقى تتأمل هذه السترة قليلاً ثم مسحت دموعها بكفّ يدها وحملت مامعها من أغراض وغادرت الغرفه التي تعيد لها ماضيها مع والدها فلطالما حبسها فيها بلا طعام ولا شراب حينما كان يعاقبها.(( الساعه الآن العاشرة صباحاً ))
دخلت كل من نيفا وبيترا غرفة بيترا بعد أن فكاّ العناق الحارّ فقد مضى وقت على لقاءهما مذ بدأت نيفا الاختبارات في جامعة المدينة والتي دامت لمدة شهر بين دراسه وتقديم مواد.. لتفتح بيترا حديثها بسؤال نيفا عن حالها وامتحاناتها في الجامعة.
لتجبها نيفا بعد أن نفخت خديها : انا بخير.. لكن لااشعر انني قدمت جيداً.. انا حقاً خائفة من العلامات.
لتقل لها بيترا محاولِةً تهدئتها وقد تذكرت هذا الشعور الذي لم تذقه منذ ست سنين : انتِ فعلتي ماتستطيعين صحيح؟! .. اذاً لابأس حتى وان كانت علاماتك ليست ممتازه انتي تستطيعين بذل المزيد من الجهد في المرة المقبله لاتيأسي.
لتقل لها نيفا معاتبةً نفسها وقد تحولت ملامحها للحزن : انا آسفه حقاً بيترا ماكان ينبغي عليّ التشكّي عن أمر سخيف لك انتي فأنتي يكفيكي.. لكن بيترا قاطعت كلامها بملامح جدية وقالت : لماذا تعتذرين؟! انا التي سألتُكِ عن امتحاناتك.. أيضاً لابأس ان تشكي لي حول اي أمر يزعجك.. اطمئني لست ضعيفه عاجزة.. انا استطيع مساعدتك ونصحك فأنا قوية مهما بلغت ظروف حياتي من صعوبة.
لتقل لها نيفا : اجلْ اعرف يابيترا.. ولو كنتُ مكانك لما استطعت الصمود بقدرك ولما كان لديّ هذا التفاؤل الذي تمتلكينه.
لتقل لها بيترا بعد أن نفخت خديها هيَ الأخرى : لاتظني أنّ صديقتك صلبه كالحديد فهنالك ألم يجعل قلبي يذوب تدريجياً.. هو الأمر الوحيد الذي اضعفُ في مواجهته.
لتسألها نيفا رغم معرفتها عمَّ تتحدث : هو الحب صحيح.. حبك ل ليفاي اكرمان؟!
لتبتسم بيترا بألم محاولةً كبح دموعها وتشرب القليل من العصير ثم اجابتها بصوت فيه نبرة البكاء : لقد انتظرته لأكثر من شهر هذه المرة.. انا حقاً اشتقتُ له.. أخشى أن يغيب لفترة أعجز فيها عن انتظاره.
لتقل لها نيفا بحزن : ارجوكي يابيترا اريحي كاهلك من هذا الحمل الثقيل.. لقد مضى ستّ سنوات ولم يخبركِ أنه يحبك.. اذاً مالذي يجعلك تهيمين به هكذا.. لتردف بغضب مع بعض الجدية تنظر لعينيّ بيترا مباشرةً : هو لايستحق حبك.. شاب عابث.ثم شربت عصيرها دفعةً واحدة.
لتقل لها بيترا ببرود تنظر للفراغ : انتِ أيضاً دائماً ماتخبريني بأنه عابث مخادع.. ألم اقل لك انه سافر لمدة ثلاث سنين مع والدته إلى فرنسا بأمر من خاله فقد واجهت شركاتهم بعض المشاكل والفوضى ولم يكن بمقدور خاله التعامل مع شركاته وشركات والد ليفاي الراحل وحده.. ولكن مع ذلك كان يتصل بي كل يوم ويرسل عمالاً ليساعدوني واطباء ليفحصو والدتي.. كان يغمرني بشيء من الدفء والأمان الذي لم يستطع احد غمري به.. كنت خائفه من مواجهة قسوة الواقع وحدي مع امي العاجزة ولكنه رغم بعده كان دائماً بقربي يدعمني نفسياً وجسدياً.. لايبخل عليّ بوقته الثمين.. وحينما عاد إلى طوكيو كان يأتي كل أسبوع لزيارتي وحينما يغيب لأكثر من اسبوع يعتذر بطريقه طفولية وارتباك وكأنه مُلزم بزيارتي..وأيضاً..
كانت نيفا تصغي لبيترا التي استرسلت بحديثها عن عشيقها يائسه.. لتقاطعها ببعض التساؤل : هل انهيتِ
حديثك عنه ام هو حديث لاينتهي.. لقد تكلمتِ كثيراً.. لكن أخبريني لماذا لم يأتي هذه المرة وهل اتصل بك؟!
لتجبها بيترا وقد تذكرت كل مافعله أولو من قبل حينما كان يراقبهما : هذه المرة.وصمتت عن الكلام لاتستطيع اخبارها عن أفعال أولو فهي لاتعلم كيف ستكون ردة فعلها تخشى ان يزيد الطين بله لو اخبرتها فعلى الاغلب أن نيفا ستخبر والدها وتفضح أولو وعندها قد يزيد سخط أخيها عليها ولم تعد تستطيع توقع ماقد يفعل بعد مافعله مؤخراً..لكنها قررت ان تخبره هو...نعم يجب أن يعلم أنها لم تفعل مافعلتْهُ من قبل بإرادتها.. بل كان هنالك وغد يفسد دائماً كل شيء.. صحيحٌ انها تجهل كيف ستكون ردة فعله.. لكنها تريد فقط إيضاح الأمر له يؤلمها ان يظنّ أنها لاتحبه وأنها تريد التهرّب منه.. فهي غير ذلك تماماً.. لايهمها مهما كان ردّ فعله سواءً بارداً ام هائجاً.. كل مايهمها ان يعود ذلك الوقت الجميل الذي كانت فيه من ممتلكاته الثمينة ولن تطلب أكثر.
اخذت تتساقط دموعها على خدودها رغماً عنها بينما تنظر للفراغ سابحةً في أفكارها تلك.
لتنشلها نيفا من تلك الدوامة التي كادت تغرقها بينما أمسكت بكفيها بلطف وعجز وجه صديقتها الباكي ومسحت لها دموعها وقالت يائسه حزينة : انظري اليّ بيترا.. انا بتّ الآن عاجزة تماماً عن فهم حبكم هذا انا لستُ أهلاً للتدخل في عالمكم المعقّد انه حب يصعب على عقلي السطحي فهمه.. اردتُ اخبارك بأمر منذ وقتٍ طويل لكنني كنت دائماً مااتردد باخبارك به.. اتعلمين حتى حبي ل جان ليس عظيماً ك حبك ل ليفاي.. أيضاً الوقت الذي يقدمه لك ليفاي مابين اهتمام ولطف يجعل منه عاشقاً ملاكاً.. لايمكن مقارنته بأي عاشق انه مختلف.. بصراحه ان اردتُ تجسيد الحبّ في علاقةٍ حية فهي علاقة حبكما انتما فقط.. مهما كانت غامضه ومُبهمة.. لذلك اعذريني انا لااستطيع مساعدتك في مشوار حبك.. ولن اقدم لك النصح أيضاً سأكون خارج الموضوع تماماً.. ارجو ان تتفهميني.. لكن انتي وقتما تريدين يمكنك الحديث والتشكّي لي وتأكدي أني سأكون داعمه لك.. حتى لو بتجفيف دموعك وعناقك.. انا سأفعل كلما استطيع فعله من اجلكْ.
لتمسك بيترا كفيّ نيفا وتبتسم وتقول : شكراً لكِ نيفا.. يكفيني أنكِ بقربي الآن.. اتعلمين ان الوقت الذي اقضيه معك هو الوقت الوحيد الذي استطيع فيه إطلاق العنان لدموعي واحزاني.. الوحيد الذي استطيع فيه البوح عما يجول في داخلي بصراحه.. انا حقاً بحال افضل الآن.
لتبادلها نيفا الابتسامة وتقل محاولةً تغيير الموضوع حتى تضفي جوّاً مرِحاً لطيفاً : تناولي قطعه الكيك هذه من يدي واستعيدي تلك الذكرى حينما كان ليفاي يطعمك وغمزت لها.ثم أمسكتْ شوكة بيترا وقامت باطعامها.
لتقل بيترا بعد أن ابتلعت مافي فمها : لكنه كان يطعمني بشوكته ههه.
لتقل لها نيفا بخبث : ياله من منحرف هذا يعني قبلة غير مباشرة يافتاة.
لتضحك بيترا بعد أن سكبت لها ولصديقتها العصير مجدداً وتقول : لالا كان يطعمني بها قبل أن يستعملها.
لتقل لها نيفا بضحك : دعيني اسرح بخيالي قليلاً يالك من مزعجه هههه.
لتبادلها بيترا الضحكات وتقل : ذكرتيني حينما أصبحت معلمته كنت معلمه صارمه هه اااه ليت تلك الأيام تعود يانيفاااا.
لتقل لها نيفا : معلمة صارمة وصديقة صارمه أيضاً.. اسمعي * ونظرت في عيني بيترا ببعض الجدية * حينما يأتي ليفاي أُلكميه بقوة على وجهه وقولي له : أحمق كيف تغيب عني كل هذا القدر ولاتتصل أيضاً اهكذا تعامل صديقتك المقربة!!
لتضحك بيترا ولم تقل شيء فبادلتها نيفا ضحكها.
أنت تقرأ
انتي فقط
Fantasíaمن انا بالنسبه لك... انت ذو مكانه راقية وشهرة واسعة.. لديك الكثير من الجماهير والمعجبين بفنك وتألقك.. محبوب لدى الفتيات.. تعيش حياة الترف والرغد.. ومع هذا تأتي كل مرة الى هذه الفتاة الفقيرة المثيرة للشفقة من الطبقة الكادحة في قرية منسية تاركاً خلفك...