الجزء الرابع
_ ما تصنيف هذه الحالة !؟ ولماذا تم تحويلها على المستشفى هنا بسرية تامة هكذا!
ألقى أرسلان بالسؤال إلى ذلك الطبيب الذي قام بتحويل هذه الحالة إلى المصحة الخاصة به.
_ هذه رحيل صهيب، من فريق تمثيل المسرح الذي احترق منذ فترة، ومن يوم الحادث وهي بالمستشفي الخاصة بنا، والحروق التي في جسدها تعافت بشكل كبير، ولكنها تعاني من شيزوفرينا مُنذ أستيقظت، ووالدها رفض إن يعرف أحد أن هذه حالتها، لذلك طلب مننا أن نحولها في سرية تامة إلى مصحة نفسية، ولم يكُن أمامنا إلا المستشفى خاصتك في الوقت الحالي لا يوجد أحسن من سمعتها.
استمع أرسلان إلى ذلك الحديث الغريب نوعًا ما، فالذي يتحدث عنها وتخرج أوراق غير رسمية لتحويل مريضة هذه ليست مشفى طبي إذًا، هذا مشروع استثماري.
_مَن الذي قام بتشخيص هذه الحالة علي إنها شيزوفرينا، أنتَ!؟
تحدث ذلك الذي يجلس أمامه بسماجة.
_ بالتاكيد لا، يوجد طبيب نفسي مخضرم خاص بالمستشفى من قال ذلك، وهذا هو التقرير الطبي.
عن أي تقرير يتحدث هذا المختل!؟
وهل يثق في مثل تلك التقارير من مكان كهذا قرر تشخيص مثل هذا المرض في هذه المدة الزمنية القصيرة؟!
_ حسنًا اترك الملفات هنا وأنا سوف أقوم بتقييم الحالة بنفسي.
كان هذا رده باقتضاب، بعد أن تراجع عن عدم قبول الحالة فهؤلاء وأمثالهم لا يصعب عليهم الأمر، من الممكن أن يأخذونها للتخلص منها في أي صندوق للقمامة أمامهم.
انصرف ذلك الطبيب ليذهب أرسلان في اتجاه غرفة المريضة الجديدة أولًا، كان يتطلع عليها من ذلك الزجاج الذي يتيح له النظر إليها ومتابعة حركاتها دون أن تشعر٬ ولكن في الحقيقة هو لم يلاحظ أي حركة من الأساس، فهي راقدة على السرير٬ تنظر بانتظام إلى هذه البقعة في سقف الغرفة، من الواضح أنه سوف يبذل مجهودًا كبيرًا في هذه الحالة بالتحديد٬ ظل ينظر إليها بتمهُل ولا يعرف أن هذه ستكون البداية فقط.
وفي اليوم التالي.
يأتي أرسلان وهو عازم على تنفيذ شيء ما، فقد استحوذت حالتها الغريبة تلك على كل تفكيره من الأمس، ليتجه إلى غرفتها وجدها على نفس حالها تائهة لا تشعر بما حولها، ولكنه لا يعلم لماذا يطيل النظر إليها، شعرها الملفوف بفوضوية حولها، ملامحها الهادئة برغم تعبها الظاهر عليها، وجروحها التي تترك أثر، وشحوب وجهها، ولكنها تبدوا كالقمر المكتمل في بدره.
ليفيق من حالته تلك وهو يرى تعابير وجهها تتغير كل ثانية، تعقد حاجبيها في انزعاج واضح أو قلق يصيبها.
ليبدأ بالاقتراب نحوها:
_ ما الذي يجعلكِ تائهه هكذا؟
استمعت هي إلى ذلك الصوت، ولكنها كذبت ذلك الاحساس، يمكن أن يكون الصوت من داخلها.
_الحُزن لا يليق على ملامحك الجميلة هذه، يبدو أن شخصيتك قوية، بالرغم أن تعبك ظاهرمن ملامحك الحادة، يظهر أنك مغرورة وواثقة من نفسك ووضعك هذا لن يستمر كثيرًا، يجب أن تنهضي.
أثقلها بذلك الحديث دفعة واحدة لكي تعلم أنها لا تتخيل، وعند ذكره لهذا قد تذكرت حالها قديمًا، نظرت إلى هذا الغريب الذي اقتحم عالمها الخاص بها، يبدو في حالة يرثى لها، شعره المشعث، عينه التي تحيط بها هالات سوداء كثيرة، حافي القدمين، وكأن لعنة الجنون حلت عليه وخرج من مشفى المجانين بشكله هذا!
مَن هذا الغريب الذي يتحدث معها هكذا!
لتسمع له وهو يقول
_بالطبع يظهر علي وجهك التعجُب أنني أحدثكِ هكذا، وأنتِ لا تعلمين من أنا ؛ فأنا أرسلان، سوف نلتقي كثيرًا عليكِ معرفتي جيدًا.
ليتركها في حالة تشتت غريبة وكل مايدور في عقلها هل هو شبح، أو هو بشر، كيف تستمع له من هذا الذي يحدثها ثم يتركها هكذا فجأة، يبدو أنها تتخيل هواجس كثيرة، لقد أودى بها الحال إلى الهاوية.
وعند أرسلان فقد اقتنع أن هذا هو الحل الأمثل لعلاجها فقد فكر كثيرًا ليستقر به الحال على هذا.
ليمر يومين وهو يذهب إليها، يتحدث كثيرًا، وهي تقاوم عقلها بشدة، كيف يحدث هذا! وكثير من الصراعات بداخلها تدفعها للمحادثة مع هذا الغامض، الذي لم يخبرها إلى الآن من هو؟!
لتتغلب على حالها وهي تتصبب عرقًا، تحاول أن تطلق أي كلمة، لماذا تشعر أن لسانها قد شل، لتذهل من نفسها عندما نطقت في أحد الأيام.
_ من أنتَ؟ كيف تحدثني وأنا لا وجود لي!؟
_أخبرتك سابقًا أنا أرسلان، لم أتعرف علي الأميرة!
ألقى بهذه الجملة وهو ينظر إليها بابتسامة بلهاء.
ابتعدت هي عنه بسرعة رهيبة إثر خوفها من ذلك الشخص.
_يبدو أنك مجنون! أخبرك أنني لا وجود لي الا تفهم أنا فاقدة للحياة، كيف اتحدث أنا!!
ليقاطع هذيانها بسرعة
_وأنا أيضًا مثلك.
تقارب حاجبيها بضيق، وهى تحاول المعرفة
_كيف هذا أنت فقدة حياتك مثلي صحيح!!
بداء أرسلان بحديثه الكاذب يخبرها
_أنا مثل حالتك، ادخلوني هذا المكان بعد أن هربت من مكان آخر مثل هذا، كنت هناك قبل هذا، لا أحد يصدق أنني مَيْت، وإني في عالمي الثاني غير عالمهم الغريب.
_عالمك ! عالم ماذا!
_عالم الأرواح.
_ما هذا العالم؟!
_عالم بأكمله حكايات، يتحدث عن أرواح كثيرة من العالم الثاني، أرواح تبعثرت نتيجة عالم مؤذي جلاد، عالم تعرضت للظُلم كثيرًا فيه كانه أمام ضغط نفسي، حُكم عليهم بالإعدام والموت نتيجة تجربة صعبة أثرت علي حياتهم، هل أنتِ مستعدة من أجل أن تدخلي معي عالم حكايتي، كل يوم حكاية روح واقعية، عالم سيكون خاص بأرسلان و....
لتردف بخفوت
_رحيل.
#يُتبع
أنت تقرأ
مصائب قوم (مكتمله)✔️
Mystery / Thrillerزينب سلامة _ روضة مجدي العمل مأخوذ من احداث حقيقة .. لم أتحدث عنها كثيرًا٬ ولكن بإمكاني قول انك ستدخل الي عالم جديد لم تأتي إليه من قبل بقلم /زينب سلامة _ روضة مجدي