إن قانون حماية حق المؤلف رقم (٣) لسنة ١٩٧١ ينظم حقوق المؤلف ويحميها. وقد عُدِلَ ذلك القانون بموجب الأمر رقم (٨٣) لسنة ٢٠٠٤ الصادر من سلطة الائتلاف المؤقتة، حيث بينت المادة (2) من القانون المذكور المصنفات الفكرية المشمولة بالحماية التي يوفرها القانون كالمصنفات المكتوبة وبرامج الكومبيوتر والمصنفات الموسيقية والسينمائية وغيرها.
وقد بينت المادة (44) من القانون المذكور أحقية صاحب المؤلف الذي اعتدي عليه في المطالبة بالتعويض المناسب، أما المادة (45) فقد بينت المبالغ المالية التي تفرض على أعمال القرصنة الفكرية والتي اقرها القانون كعقوبات جزائية.🌼🌼🌼🦋🦋🦋🌼🌼🌼🦋🦋🦋🌼🌼🌼🌼
وقعُ الهوى..💫💫
#في ماردين
المحطةُ الأولى.. 1..
المدينةِ التي تشتهِرُ بفنِّ العمارةِ الأرتقية، وتقعُ جنوب شرق الأناضول.. متميزةً بموقعِها الأستراتيجي على تلةٍ صخريّة بالقربِ من نهرِ دِجْلة.. وترتفعُ بشكلٍ حاد فوق السهولِ المُنبسطةِ مما يعطيها طبيعةً خلاّبة ويجعلها مركزاً سياحياً ومُثمراً في التجارةِ.. يسودُ حكم الآغا الذي يلقي ظِلالهُ منذ العهد العثماني.. في المركز هناك تُعرفُ عائلة الآغا يوسف كريملي وولديهِ يالتشين الأبنُ الأكبر ويمان الأخ الأصغر... ويقطنُ معهم أخته سلطانه التي ترمّلت قبل سنوات عديدةٍ ذوتَ وأبنها سليم..
تدورُ زهورُ الأيّام في هذه العائلةِ ويسودُ حكمهم وعدلهم ويحظون بإحترام الناس في مشارق ماردين وغربها.. حتّى يتوفى الآغا الكبير يوسف وتعرفُ التقاليد بتولي إبنه البكر وتسنّمه لهذا المنصب وتسلّم مفاتيح الآغا لإبنهِ يالتشين...
يالتشين الشابُ صاحبُ الثمانية والعشرين ربيعاً بملامحهِ البيضاء وفي سحنتهِ بعضٌ من البشرةِ الشقراء يزيدهُ وقاراً شيبٌ خفيف يغطّي لحيتهُ الغزيرة التي تُحدّدُ وجههُ بعينيهِ العسليتينِ وتسريحة شعره المتعالي وفي وجنتيهِ غمازة حفرتها النجومُ تزيد وسامتهُ كلما بانت منهُ إبتسامة.. مما يعطيه منظراً رجولياً يوحي بالقوةِ إلى جانب العاطفةِ إذا إقتضتَ الحاجةُ ودعا الأمرُ..
يتولى أمور والده المتوفي والذي لم يستطع أقامة مراسم العزاء والتأبين وما إنقضت بضعةُ أيّام حتى طالب المجلسُ بإختيارهِ لزوجةٍ من أهالي ماردين تكون خليلة حياتهِ حسب التقاليد السائدة وعليهِ أن يلتزم بها..
في إحدى جولاتهِ التفحصيّة يلمحُ الرئيس الأكبر للعمال
وابنتهُ كوثر التي أحضرت لهُ الغذاء.. تظهرُ بوادرُ الإعجاب جليةً لدى يالتشين وبعد عدّة لقاءاتٍ وقرار.. يتقدّمُ لخطبتها برفقة عمته سلطانه..
كوثر الفتاةُ الشابة طَلقة الملامحِ بشعرها الناري ووجها المدوّر وبشرتها ذات النمش القليل المنتشر ك سنابلِ قمحٍ في أرضٍ زكيّة ذات الواحد والعشرين ربيعاً وعائلتها المكونة من والدها كمال رئيس العمال لدى آلاغا الأكبر وأخيه، وأختها سهر الطلفةُ ذات الثلاث عشرة ربيعاً بوجهها القمري وصفاتها المشاكسة الفتاةُ المرِحةُ، المُحبّةِ للحياة والمعطاءةِ بلا حدود.. وأخوهما فرات الشاب ببشرتهِ الشقراء وعينين زرقاوتين كأعماق المحيط وجسده العريض ومنكبين واسعين..
يُسعد كمال كثيراً بقدوم سلطانه ويتمّ الزواج خلال مدةٍ قصيرة بحفلٍ فخمٍ لا ينقصهُ شيءٌ من الزينة والتحضير وإطلالة العروسين وحضور الجميع للتهاني وسط فرحة كوثر ويالتشين.. ليسافر بعدها يمان صاحبُ الخمسة والعشرين ربيعاً في اليوم التالي لزواجهم إكمالاً لدراسة الماجستير في لندن بعد أن استلم اخوه الآغوية وأستقرّ متزوجاً..
تمضي الأيّام هادئةً وحافلةً بالسعادةِ لا يشوبها شيءٌ سوى إنتظار الزوجين لمولودهما..لِتأخّرِ كوثر في حملها.. حتى بارك الله بهما أن يزرع بذرة زوجها فيها ثمراً ويُرزقانِ بطفلتين توأم سمّياهما سيلين وإيلين..على الرغم من أنتظار العائلة لوريثٍ ذكر يحملُ إسمها..
أطعماهما حبّاً وأغدقا عليهما الحنانَ ولم يبخلا أن تشبّ التوأمين بالخِلال الصحيحة الحسنة يجودانِ وقتهما لإبنتيهما.. حتى شاور يالتشين زوجتهُ مُقترِحاً الذهاب في سفرةٍ ترفيهية يُعيدا فيها نشاط زواجهما وتكليل حبّهما بعد أن أصبح عمرُ الأختين ستّ سنوات..
وقع إختيارهما على مدينة♡ أضنة♡ التركية.. الواقعة على نهر ♡سيحان ♡وعلى بُعد ثلاثين كيلومتراً من البحر الأبيض المتوسّط جنوب الأناضول.. المعروفِ عنها بانّها مدينةُ المعادن لكثرة المناجم.. ويتيحُ لها مركزها أن تمتلك موقعاً إقتصادياً وحضارياً وثقافياً.. حيثُ يمرّ طريقها نحو سفوحِ جبل طوروس مُنتجةً إنخفاضاً للحرارةِ مع كلّ شبرٍ نحو الصعود والإرتفاع..
لكن تواقيت الموت وأسبابهُ مختلفةٌ دوماً.. تحلّ فجيعةُ خبر وفاتهما على العائلتين، أثقل قلوبهم و رَمَد أرواحهم في حادثٍ مأساوي في الطريق حتى قبل وصولهم إلى النزل..
أربكَ ذلك الخبر قلبي المسافرينِ يمان وسهر..
لتعود من إسطنبول وهي في المرحلة الجامعية الأخيرة لدراستها الهندسةِ المعمارية ويمان الذي أنهى دراسة الدكتوراه في إدارة الأعمال وقد استقرّ في لندن بعد فتح شركةٍ للإستيراد والتصدير..
بعد إتمام مراسيم العزاء تقررُ ماما ناردة والدةُ سهر أن تعتني بالطفلتينِ لكون سلطانة في منتصف الستيناتِ أو نيف فلا يمكّنها ذلك من التفرّغ لرعايتهما..
تدورُ الآراءُ برغبة كلا العائلتين بحضانة الطفلتين وهما يتنافسانِ على ذكر ميزات وتاريخ كل عائلةٍ..
يمان.. الذي إنقلبت حياتهُ وُوضع جبراً لتحمّل مسؤولية الآغا يجدُ نفسهُ مجبراً على تقبّل هذه المنصب والعمل بالمسؤولية التي يكنّها على عاتقهِ..لكنّ ليس لإحدٍ سلطةٌ على إقناعهِ بالإرتباط حسب تقاليد الآغويةِ..
سلطانة... التي رأت في سهر إمرأةً ناضِجة و قُدّت في ملامحها جمالاً لا يأفل وفرصةً ليحمل أبنُ سليم مجد الآغوية كريملي..تُصارِح عائلة كمال برغبتها في زواج سليم وسهر وبذلك أيضاً يحصل الإثنانِ معاً على حضانة الطفلتين..كان حضورُ سليم مع والدتهِ لهذا الحدث والحديث بعد أن أقنعتهُ مقابل عدم حِرمانه من المال... وسليم بذلك فعّالٌ كُل ما يُطلبُ منهُ ليقينها إن يمان صلبٌ وذا بأسٍ في قراراته ولن يتوانى..
كان ذلك اللقاء أشعل في قلبه مشاعر الإعجابِ والتملّك وهو يرى سِحرها وتميّز ملامحها وإعتداد نفسها..سليم الشابُ الذي يصغرُ يمان بعامين رجلٌ عريضُ المنكبينِ،طويلُ الأنفِ حادّ التقاسيم برونزي اللحية كثيفٌ شعرها..بشرتهُ تميلُ للإسمرارِ قليلاً..شابٌ متهورٌ بمقارنته مع يمان..يسعى لإمتلاكِ كلّ الثروةِ والمال..
تقرّر سهر أن تمنح نفسها مهلةً للتفكير..وبالفعل تجتمِع بعد إسبوع معهُ في مقهى وقد دعاها خارجاً..
إبتدأت سحر بالتحيّة وقد وجدت سليم سبقها في المجيء والإنتظار..تحدّثت وقد إتخذت مجلسها بتعاملِ سليم معها بمظاهر الأتيكيت العامة وسحب المقعدِ بتأدّبٍ لها:
-مرحباً سيد سليم..
-أهلاً أيّتها الجميلة...مجيباً إيّاها بطاقتهِ بأريحيّةٍ...
لم تعلّق سهر على كلامهِ..وقد أوجس قلبها ريبةً منهُ:
-أرجو أن تسمعني..لن أطيل لقاءنا..في الواقع أنا أعلمُ إنّك وافقت على هذه الزيجةِ لإجل ثروتكَ ونصيبك..ولإن التوأمين هما سببُ إرتباطنا هذا..فأنا موافقة..
ينظرُ إليها وقد إتّسع ثغرهُ بإبتسامةٍ وضاءت عينيهِ إلتماعاً..لِتُكمِل ما يجولُ في خاطرها:
-لكن ذلك لا يعني ما يخالهُ الجميع.. أي سيكون زواجنا شكلياً لا غير..ضماناً لحصولي على الحضانة ثمّ يسيرُ كُلاًّ في طريقهِ..
لم يجد سليم بداً من إضطرارهِ لموافقتها..وهو يخفي في طيّاتهِ نياتهِ المخيفة..
أنت تقرأ
وقعُ الهوى🖤♥
Roman d'amour💡قصة مكتملة تملُّك🔥🖤آغاا📍 خبرٌ وفجيعة.. تصادمُ الطّرقِ في عالميهما.. أن يتركا كلّ ما وراءهما.. يعودانِ إلى الوطن.. بضعُ ساعاتٍ فقط.. ليكتشفا إنهما يمضيانِ ورقة زواجهما..مغامرتهما بهذا القرار.. محفوفٍة بكلّ القسوةِ أو الحبّ... .. #لمحبّي اللغة ال...