١

299 36 5
                                    


في أحد المقاهي الهادئة في الصباح الباكر، وبينما الجميع منشغل ببدء يومه، كان هو يجلس منتظرًا قهوته الصباحية أن يتم تحضيرها.

جلس يتأمل المكان من حوله، ولكن لم تكن الجدران المطلية بلون سكري دافئ أو الكراسي الخشبية الموضوعة حول الطاولات بتنظيم ما لفت نظره.

لم تحصل رائحة القهوة والمخبوزات التي تملأ المكان أيضًا على كامل إنتباهه، بالرغم من كونها معطية الجالس شعورًا بالدفء حتى في أكثر شهور السنة بردًا.

لقد حصل شيء واحد على كامل تركيزه، وقد كان ذلك الإطار المعلق على إحدى الحوائط حاملًا فوق سطحه جملة بسيطة.

«إن أشيائنا المفضلة لا تفقد لزتها، ولا تنطبق عليها قاعدة المرة الأولى، فكل مرة لنا هي كالمرة الأولى»
                                                                  سيلكوث.

لقد قرأ ذلك الاقتباس لما يزيد عن العشر مرات، ولم يشعر بنفسه سوى وهو يُخرج هاتفه من جيب معطفه الأسود ملتقطًا صورة له كي يحتفظ به لأطول مدة؛ خوفًا من أن ينساه.

لطالما كان هو محبًا للأقتباسات والخواطر القصيرة، وقد اعتاد أن يجمعهم و يدونهم بدفتره الصغير.

قاطع شروده بذلك الإطار صوت النادل ينادي بإسمه كي يعلمه أن قهوته قد جُهزت، فاستقام هو آخذًا إياها و خرج متجهًا لعمله، حاملًا ذلك الكوب الذي كتب خارجه «تشان».

Selcouth/ سيلكوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن