٢

217 26 6
                                    

ينتظر منذ نصف ساعة قطار المترو الذاهب قرب الحى الذي يسكن به بمحطة المترو المزدحمة وهو على وشك أن يغفو واقفًا؛ فلقد ظل مستيقظًا لثلاثة أيام ينهى العمل على أغنية ما بصحبه صديقه.

لسوء حظه قد تعطلت سيارته اليوم ليضطر أن يستقل المترو والذي قد تأخر اليوم أيضًا عن موعده المعتاد.

بينما هو ينتظر داعبت نسمة هواء لطيفة بشرته لتذكره أن الشتاء قد قارب أن ينقضي، وأن رياحه المثلجة قد رحلت اخيرًا عن مدينته.

لقد وصل مترو أخر ليهرع عدد كبير من الناس إليه بينما هو ظل ثابتًا لكون هذه الرحلة ليست رحلته، ولكن تحرك الناس جعله يرى إحدى الجدران التي كانت محجوبة بأجسادهم عنه، وقد خُطَ على ذلك الجدار بخط جميل جملتان أثاروا تفكيره.

«لقد ظللنا نهرب من ضيق الأماكن علينا و لم نكن نعلم ان الضيق لصدورنا لا الأماكن.
لقد كنا نختنق من كثرة افكارنا ليس من نقص الهواء.»

سيلكوث

وكعادته اخرج هاتفه ملتقطًا صورة لذلك الجدار، فمن يعلم، ربما يكون ذلك الجدار ملهمًا له.

ولحسن حظه، قد وصل المترو اخيرًا.

Selcouth/ سيلكوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن