الفصلُ الثَالِثْ

494 64 42
                                    

إجازةُ الشِتاءِ قَدْ ولَّتْ وحانَ وقتُ العودةِ إلى المُسماةِ بالمدرَسة

بومِقيو وكأيِ شخصٍ يُماثلهُ عمراً لَم يُحبَ المدرسةَ قط ولكنه يختلفُ عَنِ الآخرين جَذرياً فهُم يكرهونَها لأنهم لا يريدُون التَعلم ويحبذونَها لإِلتقائهم بأصدقائِهم أما هُو فكانَ على عَكسِهم تماماً،كرهَ التجمُع،وكره أي مكانٍ قد يحصلُ فيه على ما يَدعونهُ بالصَديق

لا تَلُوموهْ،مثلهُ قد قاسى مِن تجربةٍ مريرة،لرُبما ذالكَ الوجهُ مُجردُ قناعٍ زائف تختبِئُ خلفهُ العديدُ مِن الجرُوح،تِلكَ التي لا عِلاجَ لها،لأنها لم تُخلف عَلى جسدهِ بل فِي دواخله وفي خافِقه تحديداً

رفعَ نظرهُ حَول طُلابِ قسمهِ بلا ملامحٍ أو تَعابيرْ،هُناكَ وجوهٌ جديدة خَمنَ بأنها قَدْ تَعودُ للمنتقلينَ مِن الشُعبةِ المُجاورة،وآخرى إختفتْ ومعْ ذالِك هُو لا يَهتَم أبداً

أشاحَ بِنظرهِ للناحيةِ الآُخرى أينما إِتصلت حَدقتاهُ بفتاةٍ متوسطةِ الطول ذاتَ شعرٍ قصيرٍ نسبياً يصلُ لِمُنتصفِ كَتِفِها

هُو وبطريقةٍ ما جذبهُ شيئٌ ما نَحوَها وقد عَللَ ذالِك بأنهُ الفضول حَولَ ما يدفعُ الطَلبةَ للتَجمهُرِ مُتحلِقينَ حولَها بهذا الشَكلِ ولربماَ وجهُها المَألوفُ أيضاً؟!

صوتُ تصفيقٍ عالٍ أصدرهُ المُعلِم فورَ دلوفهِ جاعِلاً الجميع يركضونَ نحوَ مقاعِدهم بِسرعة

"مرحباً بِكُمْ فِي فصلٍ دراسِيٍ جَديد،أتمنىَ أن تكونوا قدِ إستمتعتُم بإجازَتكُم الشتوية وآديتُم جميعَ الأشياءِ التي كُنتم ترغبونَ بِفعلِها،حسناً دعونا لا نَستثقلِ الأمر بما أنهُ يومُكم الأول ولنتعارفْ فأنا آرى وُجوهاً جديدةً هُنا"

"أولاً وَقبلَ أن نبدأْ دعوناً نُرحب بِزميلتِكُم المُنتقلة مِنَ اليابان،هِي كُوريةُ الأصلِ والمنشأ ولكِنها إنتقلت لظروفِ عملِ والدِها،تفضلِ كامِيليا"

"مَرحباً،أنا كِيم كامِيليا،أتمنى أن تَعتنوا بِي!"

بلِطفٍ نبست بينَما إنحنتْ بِخفة للبَاقينْ

"يوجدُ مكانٌ فارغٌ بنهايةِ الصفِ الثالث،إجلسِ قُرب الفتى بِجوارِ النافِذة"

هُنا إضطرَ هُو لرفعِ رأسه،أزاحَ خُصلاتهِ قليلاً مِما أتاحَ رؤيةَ تقاسيمِ وجههِ الفاتِنة،كان سيُعارض والجميعُ يعلمُ بِهذا والمعلمُ جهزَ أعذارهُ سابقاً لكنهُ توقفَ عِندما رآها،لِم تبدوا مَآلوفةً للغاية؟،صدمةٌ إكتسحت تعابيرها هي الأُخرى لتردفَ بصوتٍ عالٍ

"تِشوي بُومِقيو؟!"

"تِشوي بُومِقيو؟!"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أَحلامٌ حُلوة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن