الفَصلُ الرَابِع

434 63 40
                                    

كَان الموقِفُ غريباً والمشاعرُ مُضطربة ومُختلفة،بومِقيو يقسمُ بأنهُ يعرفُ هذهِ الفتاة ولكنهُ لا يعلمُ مَن هِي أو متى تقابَلا،'كاميليا'؟الإسمُ غريبٌ عليهِ بالكامِل،أما الأُخرى فكانَ شعورها صعباً أن يوصفْ،فهي بحدِ ذاتِها عاجزةٌ عن شرحِه!

حَمْحمَ الأُستاذُ محاوِلاً السيطرةَ على تِلكَ الهالةِ الغريبة التي تحُومُ حولَ الإثنانْ ويبدوا أنهُ قد نجحَ بهذا بالفِعل فبومِقيو سُرعان ما آدارَ وجههُ ناحيةَ النافذةِ مُجدداً وكامِيليا إكتَفت بالجلوسِ ورسمِ إبتسامةٍ مُصطنعة تُمرر الموضوعَ كأن شيئاً لم يكُن

رَنَّ الجرسُ يعلنُ إنتهاءَ الحِصة لتنظُرَ الصُغرى نحوَ الأكبرِ بهدوءٍ،تنتظرُ ردةَ فعلٍ كسؤالهِ عن كيف تعرفُ إسمهُ وكنيته إِلا أنَ هَذا لَم يحدُث حيثُ إكتفَى بإرتِداءِ سماعاتِه والنظرِ للنافِذة مُراقباً تساقُط حُبيباتِ الثلج بوجهٍ هادئٍ خالٍ مِن التَعابير

بُرودهُ قَد أزعَجها بَعضَ الشيئْ لكِنها أخفتْ ذالِك جيداً عبرَ رسمِ إبتسامةٍ لطِيفة وسحبِ سماعةِ أُذنهِ بِرفق

"مَرحباً بُومِقيو،أنا كامِيليا"

صمتٌ معَ نظرةٍ باردة هِي كُل ما تَلقته،سكَنتْ هيَ الأُخرى لِوهلةٍ قبلَ أن تُعاوِدَ الحَديث

"ما رَأيُكَ لَو نُصبِح أصدقاء؟!"

يدُها إمتدت كاشِفةً عن أنامِلٍ بيضاءَ رقيقة،رَمقَها الأَكبرُ ببرودٍ بدايةً قبلَ أن يسحبَ سماعتهِ مِن كفِها الآخر موجهاً إياها نحوَ أُذنهِ مرةً آُخرى

"أعتبرُ هذا رَفضاً؟"

ومرةً آُخرى تَتلقى الصمتْ،وكم أصبحت تبغُضه

"تِشوي بُومِقيو!"

صاحتْ بنفاذِ صبرٍ ليلتَفِتَ ناحِيتها بِحدة

"ما يُؤكدُ لكِ أني تِشوي بُومِقيو؟"

نبسَ بتساؤلٍ وإستنكارْ لتجيبهُ الأُخرى بذاتِ النبرة معَ تعابيرٍ ساخرة ونظراتِ تحدٍ

"الإسم مُرفقٌ على زِيك"

إبتَسمَ بِسُخريةٍ قبلَ أن يردفْ

"ورُبما هَذا ما كُتبَ فحسب؟"

"ما تَعني؟"

أجابتْ بشكٍ تنفي ما تَبادرَ لِذهنِها إثرَ أولِ مرةٍ رأته لتتسعَ إبتسامتهُ تِلكَ نابِساً

"لأني بِذاتي لا أعلمُ ما إسمي،وَكأَنَني خُلقتُ لأكونَ تشوي بُومقيو فَحسب!"

"لأني بِذاتي لا أعلمُ ما إسمي،وَكأَنَني خُلقتُ لأكونَ تشوي بُومقيو فَحسب!"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أَحلامٌ حُلوة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن