أخذت كارما تصب المشروب وهي شاردة تماما لا تنظر إلى الكأس الذي تملؤه .. بل إلى الفراغ
-كارما
-أجل
ردت بلا ملامح بلا نظر إلى موضعه .. بلا النظر إلى عينيه
وضعت الزجاجة على الطاولة لتمسك كأسها وترتشف منه أولى رشفاتها لليوم وللأيام السابقة منذ بدأت العلاج .. لا تأبى
-ماذا بكِ ؟ هل أزعجكي سؤال كيونجسوو هيونج عن أخيكي ؟
-أتعرف .. لم ينصفني التوقيت مطلقا
-ماذا تعنين ؟
-في الثامنة عشر .. عندما دخلت أولى علاقاتي حدث ذلك في نفس الوقت الذي كنت قد بدأت أخرج من قوقعتي .. عندما التقيت بأصدقاء واستطعت إظهار جانبي المرح
سرعان ما تبدد الحال إثر دخولي تلك العلاقة .. فقد كنت أشعر بإنهاك شديد جعلني أبتعد مجددا عن الجميع .. وأثره السلبي ظهر على وجهي وتصرفاتي .. بل ومع مرور الوقت كانت خلافاته مع بعض الأصدقاء سببا في قطيعتي لهم إذ اعتبرت حاله هو حالي الأمر الذي لم يفعله هو
وعندما لاحظت الكثير من عيوب تلك العلاقه .. حيث الخذلان المرير والابتعاد المبالغ به .. أبسط الأمور حرمت منها .. أتذكر نفسي كثيرا وأنا أضع مساحيق التجميل في حمام العمل فقد كنت أعمل وقتها موظفة خدمة عملاء بجانب الدراسه .. ظنا مني أن رسالته أين أنتِ ؟ تعني أنه قادم ليقلني أو ليصالحني إذا اختلفنا .. إلا أن اليوم كان يمر وكنت أبدد تلك المساحيق على اللاشيء.. لم يكن يحادثني بعدها حتى
كم مره أخبرني سآتي ولم يأتي .. كم مره أذابني الانتظار ولم يظهر
كنت أعيش على ما رأيته منه في بداية علاقتنا .. أن يقص علي كل ما يحدث معه .. أن يُعجب بصورة لي أرسلها له .. تفاصيل كثيرة كنت قد غذيت بها عقلي وقلبي .. إلا أنها لم تكتمل تبدل حاله كما هو حال الجميع .. أصبح لا يشاركني شيئا .. لا يبالي بكلامي المعسول .. لا يخبرني هو كلمة طيبة تهون عليّ ذلك التبدل ..
ولحظة انفجاري كان توقيتها دائما غير منصف .. حيث تكون مناسبة مهمه بالنسبه له أو وقت عصيب وعلى الرغم من أنها ليست مبررات ليقسى علي إلا أنه كان دائما ينجح في تحويلها لمبرر وكنت دائما أفشل في الابتعاء عن تلك الأوقات .. ولكن كيف وكانت جميع أوقاته عصيبه بالنسبه له ؟
صادف ملاحظتي لكم الأذى الذي أعيشه وفاة أخي .. ليظلمني التوقيت مره أخرى .. فأشعر بالوحدة والقطيعه وأتقوقع في حضنه ..
لأشعر أنه لا مفر منه إلا إليه .. كنت أحزن كثيرا لعدم اتصاله بي .. فأحادثه وأنا أبكى وأختلق شيئا ما يحدث معي لأسمع صوته وهو يواسيني وألملم شتات نفسي وأرتب عليها وأخبرها .. أنظري ؟ كل شيء بخير أنتما تتحادثان وهو مازال يحبكي
أنت تقرأ
أحببتهما (قلبان)
Randomعادة ما يكون لكل قصة دراما بطل أول وثانٍ.. تقع البطلة في حب الأول مهما كان الثاني مهتما وحنونا أكثر.. هكذا عهدنا الدراما لا عدل فيها.. ولكن ماذا لو قُلب الحال.. قُلب ليعكس جميع النظريات ويقلب جميع الأوزان.. ولكن ليس بوقوع البطلة في حب الثاني.. بل و...