أنا لست بخير، هناك ضيق بصَدري، ودمع يقف على أطراف عيني، حتى قلبي يؤلمني جدًا.
......................................................................
-عقل غير راضٍ وجسد غير مرتاح وقلب ساقط في الخوف والألم كيف لم أفكر أن هذا قد يجعل روحي تسقط في ظلام دامس لا خروج منه ؟
-ماذا تقصدين ؟
-لقد كنت أعلم أن ذاك اليوم سيقلب موازين حياتي سيغير كل شيء إلا أنني كنت أكذب على نفسي بأنني نسيت أمره
-هل يمكنكي أن تكوني أكثر وضوحا حتى أستطيع المساعدة ؟
-إنه اليوم الذي استجبت فيه لإلحاح صديقتي في الذهاب لقارئ طالع بعدما بدأت أشعر أنني أتلاشى فبعد انتحار أخي الذي كان كل شيء لي كنت قد توفيت إكلينيكيا حاولت صديقتي المساعدة فأخبرتني أن أذهب لواحد من هؤلاء الذين يخبرون ماذا يخبئ لك القدر وماذا قد تريد منك الحياة .. فورما دخلت رمقني بنظرة لن أنساها كأنه ذعر مني ولم أعلم لما ..توقفت قليلا أمامه لا أعلم ماذا أفعل وهو لاينفك عن النظر لي تجرأت قليلا فتقدمت لأجلس أمامه لم يسمع حتى سبب مجيئي وبادر سريعا بخطاب لن أنساه
"لا تعلمين حجم السواد الذي ينبعث من روحك .. لقد سقطَت في الظلام "
نظر أمامه سريعا إلا أنه استكمل قائلا "فور دخولكي امتلأت تلك الغرفة بالهالة السوداء التي تغطيكي بالكامل .. روحكي قد تلاشت بالفعل"
صدمت من حديثه على الرغم من أنني لم أفهم ما يرمي إليه إلا أنني بدون تفكير سألته كيف يرى ذلك كيف يعلم !
نظر إليَّ مجددا ليستدعيني للنهوض فيقربني من غطاء أبيض يخفي شيئا ورائه أزاحه بقوة لتظهر مرآة كبيرة للغاية لم أستطع النظر فيها مباشرة إذ أغلقت عيني من النور الذي انبعث منها لأفتح عيني بعد ثوانٍ فلا أستطيع إغلاقهما من هول المنظر..
لقد رأيت نفسي.. رأيتني أنا لكنني لم أكن بالحالة التي أنظر منها فقد رأيت نفسي بملابس سوداء ممزقة من كل الجوانب هناك آثار حريق على كامل جسدي أنظر لي بألم وخوف ممزوجين بمقت .. لم أدرِ ماذا أفعل بل لم أشعر بشئ فقد سقطت مغشيا علي استيقظت بعد فترة لأجد نفسي أمام ظهر ذاك الرجل الذي لا أعلم كيف علم أنني استيقظت إلا أنه توجه إلي مباشرة بالحديث قائلا
"هذه روحك التي سقطت في الظلام إما أن تطهريها أو تتبعيها"
-عذرا آنسة كارما دعيني أوضح أمر لقد كنتي عند أحد الدجالين وقد أخطأتي بفعل ذلك كان عليكي التوجه لطبيب نفسي ما رأيته هو ما أراد أن يجعلكي ترينه بعدما قام باستدراجكِ واللعب بعقلك .. لا تسقطي في فكرة أن هذه أنتِ
-لقد كانت أنا أيها الطبيب .. لستُ سهلة الإنخداع لكن هذه كانت أنا حقا كانت حقيقتي .. لقد أراني نفسي التي أحجبها بمظهري هذا .. لا عجب أنني ذهبت إليه لأعلم لماذا أشعر بكل هذا الأسى والبؤس لكن هذه ليست نهاية القصة أيها الطبيب
-ماذا تعنين ؟
-لقد تركت ذاك المكان أركض بكل قوة أردت الخروج من هذا المكان إذ شعرت بضيق في صدري .. ظللت أصطدم بأشخاص وأتوقف أمام سيارات كادت تقتلني حتى استطعت الوصول للمنزل بأعجوبة .. فورما دخلت تجنبت النظر للمرآة وقد كنت في حالة هلع جعلتني أتعهد ألا أنظر في المرآة مجددا لقد ارتميت على السرير ولم أستطع التحرك حتى سقطت في النوم .. أو ما كنت أظنه نوم
-ثم ؟
-ثم حدث ما أتيت لأجد تفسيره عندك .. لقد استيقظت بعد فترة لكنها لم تكن فترة نوم طبيعية فقد كنت أحلم بشيء يشبه القصة .. ليست كتراهات الأحلام تلك بل كانت قصة محبوكة عن كوني وقعت في حب شخص اضطر لتركي لحمايتي وقد قابلت شقيقه ولم أعلم أنه كذلك وقد وقع في حبي تدخل القصة شخصيات أخرى وتنتهي بطلب البطل يدي عند قبر والدي .. لقد كان حلما طويلا للغاية ولا عجب أنني عندما استيقظت وجدت التاريخ يشير إلى أنني ظللت غائبة عن الوعي لأكثر من أسبوع تسائلت كثيرا كيف لم أستيقظ لشرب المياه أو الأكل أو لقضاء حاجتي ؟ أو ربما فعلت وأنا لا أتذكر فالأدهى أن ملابسي حين نظرت للمرآة كانت مختلفة تماما عن اليوم الذي سقطت فيه نائمة
-مهلا لحظة .. نظرتي في المرآة ؟
-أجل ! فور استيقاظي أنا لم أشعر بشيء مما كنت أشعر به
-أتعنين في ذلك اليوم ؟
-ليس ذلك فقط بل أيضا ذاك الشعور الذي اضطرني للذهاب لذاك الرجل .. شعور التلاشي والدمار .. بل شعرت أنني في قمة الحيوية والنشاط .. أريد فعل كل شيء .. اختفت الهالات السوداء وأصبح وجهي أكثر نضارة حتى أنني نسيت أمر ملابسي المختلفة وأمر غيابي عن الوعي لأكثر من أسبوع وهممت بالخروج .. لكنني وجدت ردات فعل غريبة أشخاص يخبرونني لماذا أعمل بحانة ؟ وآخرين يخبرونني أنهم مستائون لأنني تعاملت معهم مؤخرا بشكل وقح .. هذا ماذا يعني ؟
-لا مستحيل !!
أنت تقرأ
أحببتهما (قلبان)
Randomعادة ما يكون لكل قصة دراما بطل أول وثانٍ.. تقع البطلة في حب الأول مهما كان الثاني مهتما وحنونا أكثر.. هكذا عهدنا الدراما لا عدل فيها.. ولكن ماذا لو قُلب الحال.. قُلب ليعكس جميع النظريات ويقلب جميع الأوزان.. ولكن ليس بوقوع البطلة في حب الثاني.. بل و...