أعشقكي

114 11 1
                                    

ذاكرة ضبابية تحمل من سواد الذكريات ما تحمل ذكريات تقتل الجسد والعقل والنفس، تطفئ الحياة وتخمد الروح

......................................................................

انطلقت السيارة منذ دقائق ليعم الصمت وسط سخونة الموقف .. يلمع شيء ما بجانبه يلاحظ لمعته بطرف عينه فالتف لها ليری عقده يزين رقبتها فابتسم وأخذ يمازحها

-هذا العقد ليس متناسق مع الملابس يبدو رديئا

نظرت إلی موضع حديثه

-أنت محق كيف لم أنتبه له وأنا أرتدي ملابسي .. لا يبدو جيدا أبدا

اعتقد أنها تبادل المزحة بالمزحة لكن ملامحها المتعجبة للعقد لا توحي بذلك أبدا استغرب كثيرا لهذا الموقف وهبطت ابتسامته .. لكن لا خيار لديه عليه فقط أن يصدق أنها تمزح فمن المستحيل أن تكون فقدت الذاكرة فيما يخص عقده

وصلا إلى حيث المقصد .. يخت يقبع بالقرب من اليابس

فتح لها باب سيارته لترتجل منها بنظرات فضولية

-ما هذا أتنوي اختطافي ؟

-لقد نويت ذلك بالفعل

-لكنني لا أخطط لأن يتم اختطافي

-لكن عليّ ذلك قبل أن يبادر آخر بالأمر .. فالعيون عليكي كثيرة

ابتسمت على حديثه قبل أن يمد لها يده ويستدرجها ليخته الذي يتتوق لكي ينطلق هاربا إلى المياة وسط ظلام الليل وضوء القمر .. وسط النجوم التي تتراقص في السماء

صعد هو أولا ليلتفت لها ممسكا يدها مرة أخرى ثم يتمسك بخصرها فيرفعها نحوه .. اقتربا كثيرا .. كثيرا حقا حتى اختطلت أنفاسهما .. واشتعل معها صدره .. إنها أقل من اللحظات حتى لكنه استطاع أن يتمعن النظر في عينيها حتى كاد يخترقهما .. بادرت بالابتعاد لكنه لم يكف عن النظر لها فيما نظرت هي للأرض ..

-هذا .. إنه المكان المفضل لي .. حين تقابلنا في بداية الأمر وأخبرتكي أنني أريد أن نقيم نخبا في مكان ما .. كان هذا هو المكان الذي أشير إليه

ظلت تنظر حولها بتمعن .. تدقق النظر في كل شيء حولها ثم نظرت لأعلى حيث السماء

-هذا جميل حقا .. أحببت ذلك .. شكرا لك

-أنتِ أول من يدخله

نظرت له أخيرا لتشعر نوعا ما بالإحباط .. فكرت للحظات بكارما التي تستحق هذا الشرف .. كيف ستشعر حين تعود لجسدها وتدرك أن حبيبها يظنها أول من دخل جزء جميل من حياته فيما هي الفاعلة ..

-ما الأمر

-لا شيء فقط .. فقط كنت أفكر في أننا علينا أن نتحرك به

أشار لها بيده إلى مكان جلوسها .. فيما قدم لها الفاكهه لتختار الفراولة .. خلع معطفه وهو ينظر لها كثيرا .. اقترب أكثر فأكثر .. خطف بشفاهه قطعة من فراولتها بعدما قامت بتناول أول قطمة مباشرة .. لم يكتفي بالأمر .. يشعر بالطمع لفعل شيء آخر فيما هي لا ترمش حتى .. قام بلمس أعلى شفتها بإصبعه ليقوم بتذوقه أخيرا

-إنها .. لذيذة

ابتسم بعد رؤيتها لا ترد ولا ترمش .. فقط متجمدة في مكانها

-سأتحرك

مضت دقائق منذ قام بتشغيل المحرك والسير بيخته مبتعدا عن اليابس .. هما الآن وسط المياة .. أغلق المحرك ليقترب منها .. تهوي هي بوجهها لتنظر إلى المياة .. شعرها يتطاير بفعل نسمات الهواء .. جلس بجانبها في صمت يتأملها .. انتبهت لتلتفت له

-ماذا هناك ؟

-أنا أعشقكي

لحظات من الصمت وهي تشعر بالصدمة مخلوطة بنبضات ترتفع وصدر يعلو ويهبط بسرعة

-ليس فقط أحب رؤيتكي أو أحب قضاء الوقت معكي .. أنا أتنفسكي .. أتخيل أننا معا طوال الوقت .. حين كنت في تلك المهمة .. كنت كلما حل علي الليل نظرت للسماء وتخيلتكي بجانبي .. تقومين بالابتسام لي فأبادلكي .. كان الأمر واقعيا حقا

أريد أن أكون معكي طوال الوقت .. لا أدري متى تداركت الأمر لكن .. أنا أحبكِ

أحببتهما (قلبان)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن