-هذا لا يمكن أنه يحدث الآن
همت بالوقوف وهي تمسك رأسها بقوة وتحاول حمل جسدها والسير في أي اتجاه فهي لا ترى أمامها جيدا .. تعرقلت فلوت كاحلها وسقطت أرضا وهي تتألم ألمين .. ألم رأسها الذي تشعر كأنه سينفجر .. وألم قدمها الذي التوى
فقدت الأمل في التغلب على النعاس الذي يحل عليها كأنه غمامة سوداء .. فزحفت نحو منزل كيونجسوو آملةً أن تستطيع رن الجرس حتى قبل السقوط في النوم عله يفتح لها فيؤويها في منزله حتى تستفيق مجددا فتفهم ما الذي آلت إليه الأمور .. إلا أنها فور اقترابها من الباب هوت أرضا لتدخل في سبات التحول
استيقظت بعد دقائق معدودة كارما الأخرى .. لكن بملامح كارما الحقيقية كأنها لم تتحول ..
هناك شيء غريب يحدث الآن
نظرت حولها لتحاول فهم ما الذي تفعله أمام هذا المنزل .. يبدو أنها لا تتذكر شيئا .. ليس عن آخر ما حدث عندما كانت بالشخصية الرئيسية فبكونها الآن كارما الأخرى فمن الطبيعي أنها لا تتذكر آخر ما قامت به مالكة الجسد .. لكن أمر بديهي أن تستنتج إن كانت في حالة طبيعية أن كارما قدمت إلى بيت كيونجسوو لتفسر له ما يحدث .. لكن يبدو أنها لا تتذكر آخر ما حدث في أمسية كلتاهما .. بل الأدهى .. أنها ليست على دراية بأنها خرجت في هذا التوقيت وهو ليس توقيت خروجها
لم تأبه لكل ذلك .. وكان أول ما هتفت به حين استفاقت
-لما أفتقده هكذا
أخرجت هاتفها لتتصل به .. لكن مهلا لحظة
هي لا تقوم بالاتصال بجونج إن .. هي لا تحمل أصلا رقم جونج إن ..
فمن هذا الذي تهتف أنها تفتقده ثم تهم بالاتصال به من هاتف كارما ؟-كارما هل تمزحين معي الآن! أين أنتِ بحق الجحيم .. أحاول الوصول إليكي طوال اليوم بلا استجابة .. حتى أنني جئت إلى منزلكي ومازلت أنتظركي .. كدتُ أفقد عقلي بحق الله
-أفتقدك
-كارما .. أنتِ بخير ؟
غير تماما من نبرته لتتحول من نبرة صارمة لنبرة مهتمة قلقة
-أنا كذلك .. لكنني فقط أفتقدك كثيرا .. أودُ رؤيتك أيضا هل نتقابل في المنزل ؟
-بالطبع .. أنا أمامه على أي حال
-ليس منزلي سيهون ..لقد كان سيهون هو ذاك الشخص .. ولكن المتُحدثة هي كارما حبيبة جونج إن فكيف لها أن تُدير حوارا كهذا معه ..
وصلت إلى منزل سيهون الذي لم تأتِ إليه من قبل بصفتها كارما الأخرى فكيف لها أن تعرفه ؟
همت برن جرس الباب فيفتح لها .. لتبتسم له ابتسامة كبيرة ولكنها ابتسامة متعبة ..
رأى الضمادات على وجهها وحال يدها ليُذعر مما يراه ..
-كارما أنتِ مصابة !
قالها وهو يتحسس وجهها بقلق
-أنا بخير كليا لا تقلق
-هذا! كيف حدث ؟ هل قام أحدهم بإيذائك !
قالها ومشاعر الغضب والحيرة تحتلانه .. هو على وشك أن يفقد صوابه الآن
-هل لي بالدخول أولا ؟
قالتها ليلاحظ أخيرا أن خلال كل هذا الوقت لم يقم بإدخالها المنزل
تنح جانبا ليفسح لها المجال للدخول فلاحظ العرجة التي تسير بها
-قدمكي متأذية أيضا ؟
-فقط لويتُ كاحلي
أغلق الباب ليتوجه خلفها سريعا فيقوم بحملها حتى لا تضغط على كاحلها
لم تحاول مجادلته فيما يفعل .. فقد أحبت الوضع
قام بإراحتها على الأريكة ووضع وسادة خلف ظهرها وأخرى تحت قدمها وهم بالجلوس أمامها ليفحصها بحزم .. فيما ملامحه صارمة للغاية
-هل ستخبرينني ما حصل؟ وأين كنتي حتى الآن ؟
كيف تخبره وهي لا تتذكر شيئا .. ولا تهتم الآن حتى بالتذكر .. كل ما يعنيها هو إمضاء الوقت مع سيهون .. كأنها تريد التشبث به جيدا ولا تريد للوقت أن يمضي
-هذا .. حسنا لقد ذهبت لشراء بعض المعدات الجديدة للمقهى وسقطت من على أدراج المتجر فآذيتُ نفسي .. توجهتُ للصيدلية لتطهير الجروح وتضميدها .. وها أنا ذا
رفع نظره لها ليُفزع مما قالت
أومأت له .. لتبتسم
-لكن لا داعي للقلق أنا حقا بخير .. ولا أشعر بشيء حقا
استشاط غضبا لكون حبيبته تأذت وهو لم يكن معها .. والأدهى أنها قامت بكل شيء دون حتى أن تحادثه فيهرع إليها ليقوم هو بتطييب جروحها ..
-كارما هل تعين ما تفعلينه ؟ تأذيتي ولم تتصلي بي ولم تجيبي على اتصالاتي طوال اليوم وتأتين إلي وأنتِ بتلك الحالة ! أنتِ ماذا تحاولين أن تفعلي
نظرت له بإحباط ..
-أنا .. أنا لم أرد فقط أن أجعلك تقلق أنا معتادة على التصرف جيدا في تلك الأمور وهو ليس بالأمر الجلل على أية حال
-إذا مازلتي لم تعتادي على وجودي معكي .. مازلتي تتصرفين كأننا لسنا معا ..
تنهدت لتقرب جسدها منه .. أمسكت يده لتضعها على قلبها
-اسمع جيدا سيهون .. أنا الآن على وشك إخبارك بأهم حديث قد يدور بيننا على الإطلاق
أنا لن أسمح لك مجددا أن تتهمني بكوني لا أشعر بوجودك بحياتي أو أن علاقتنا لا تعني لي .. أنت أهم شخص بحياتي الآن سيهون .. الآن وفيما بعد .. لن يكون هناك من هو أهم منك في حياة كيم كارما .. أنت تملؤ حياتي وتضفي عليها كل أنواع المشاعر المميزة
علاقتنا .. أنا أعتز كثيرا بها .. أنت قمت بإصلاح أمور كثيرة داخلي
لذلك لا تخلط الأمور ببعضها .. فقط حادث عابر لا تجعله يقلل من صلابة علاقتنا ..
أعدك من الآن فصاعدا أنني سأخبرك بكل شيء .. إن جرحتُ إصبعي حتى سأقوم بالاتصال بك لإخبارك بالأمر .. لأنني أريد فعل ذلك .. أريد مشاركتك كل شيء .. وأريدك أن تكون من يقوم بتضميد جروحي كما تقوم بإضحاكي وإبهاجي .. سنكون معا في كل شيء .. حسنا ؟
لم يستطع سيهون إخفاء ما اعتلى وجهه من رضا وسعادة بحديث كارما .. شعر أنها توطد ما بينهما بكلماتٍ من حديد .. أزاحت سريعا تخوفاته من كون كارما التي اعتادت العيش بوحدة لا تقبل الآن بالشريك .. وأراحت باله وقلبه كثيرا بمبادرتها باحتواء الموقف وحرصها على عدم خلق سوء فهم
رفع الآخر يدها ليضعها على قلبه .. لتكتمل الصورة .. كأنهما يختمان الوعد بقلبيهما
-أعدكي كارما أن هذا القلب لن ينبض لغيرك ..
ابتسمت له لترتمي في حضنه .. فيلتصق الجسدين وتلتصق معه الروحين ..
-لا تتأذي مجددا .. كاد قلبي يقفز من صدري لرؤيتكي بهذه الصورة ..
-لن أفعل .. سأكون دائما بخير
-إذا كيف تودين إمضاء الليلة ؟
نظرت حولها لتحاول اكتشاف أي نوع من الأنشطة قد يقومان به معا .. هل مشاهدة فيلم ؟ أم إعداد وجبة شهية وتناولها معا ؟
لفت نظرها مسجل أغاني قديم يتوسط إحدى الطاولات
-ماذا لدينا هنا ؟
قالتها وهي تهم بالوقوف ليقوم سيهون سريعا بمساعدتها وسندها لتدفع بيدها الصغيرة نحو صدره بخفة فتعيده مكانه
-أستطيع تولي الأمر
أشار لها بيده بعلامة الأمر متروك لكي لتبتسم بفخر .. فتترنح في سيرتها محاولة الضغط على قدم واحدة لتتوجه نحو المسجل فتقوم بالضغط على زر التشغيل
* بالليلة التي تلامست بها أنفاسنا وانبعث الدخان من أفواهنا ، لقد عانقنا بعضنا البعض بدفئ مع ضحكة سعيدة ، الليالي التي حلمنا بها أن الغد سيشرق كالنجوم*
كانت كلمات الأغنية التي صدرت عن المُسجل .. لتدندن كارما مع الأغنية التي تحفظها جيدا وتحرك رأسها مع نغمات البيانو التي تُعزف في الخلفية .. لتلتفت لسيهون أخيرا الذي يراقب شغفها بتلك الأغنية .. فتسير في اتجاهه لتمد يدها إليه داعية إياه إلى رقصة
أمسك يدها واقترب منها .. وضع يضعه على خصرها ليرفعها عن الأرض بخفة .. حتى يحرك جسديهما في تناغم مع اللحن
* سأبحث بالكون حتى أجدك مجددا ، لن أتخلى عن الأمر حتى هذه الذكريات الصغيرة ، ذكرياتنا منقوشة بالفصول ، تذهب وتأتي مرات عديدة لكن سأستمر بمناداتك*
استمر الثنائي بالتراقص وسيهون يتمسك جيدا بخصر كارما و لا يتيح لقدمها الفرصة في ملامسة الأرض حتى لا تتألم .. فيما كارما تضع يديها على صدره .. وتقوم كل آن وآخر بتحريك يدها لتُلامس بها كتفيه ثم رقبته .. وهو مستسلم للمساتها التي تستهويه ..
أمسك خصرها بيد واحدة حتى يستطيع بيده الأخرى ملامسة شعرها .. ثم وجهها .. ثم شفتيها التي تدندن ألحان الأغنية ..
ليقوم أخيرا بطبع قبلة خفيفة عليها .. ابتعد بوجهه آنية .. ثم عاد ليقوم بنفس الأمر .. لتبتسم كارما كثيرا من تصرفه .. فتضع كلتا يديها على وجنتيه وتقوم بإبراز شفته .. فتبادره الأمر .. تطبع قبلة خفيفة فتعود برأسها للوراء ثم تعيد الكرة ..
خلق الثنائي لحظة رومانسية جديدة لا تنسى .. لمساتهما وقبلاتهما تحملان في طياتهما كثيرا من المشاعر الرقيقة
توجه سيهون بكارما إلى الغرفة وهما على نفس الوضعية .. قام بإراحتها على السرير فيصبح هو أعلاها .. وشفتيهما ملتصقتان .. والمسافة بينهما معدومة
قضي الأمر .. الشخصية الأخرى التي صُنعت لتحمي كارما .. هي بين ذراعي سيهون الآن .. تقلب بذلك جميع الموازين
ليس بكونها فقط تقوم بخيانة جونج إن .. ولكن كذلك بخيانة كارما
لكن هل تعلمُ حتى أنها تقوم بذلك ؟
أنت تقرأ
أحببتهما (قلبان)
Randomعادة ما يكون لكل قصة دراما بطل أول وثانٍ.. تقع البطلة في حب الأول مهما كان الثاني مهتما وحنونا أكثر.. هكذا عهدنا الدراما لا عدل فيها.. ولكن ماذا لو قُلب الحال.. قُلب ليعكس جميع النظريات ويقلب جميع الأوزان.. ولكن ليس بوقوع البطلة في حب الثاني.. بل و...