من وجهة نظر تارا:
إنها الفراشات التي تتخبط في جدار بطني، والحرارة التي ترتفع في أطراف وجهي كأنه على وشك الغليان، لا أستطيع… لم أستطع مواجهة أول اعتراف لي، الشخص الذي حظي بقبلتي الأولى، هربت من هناك فقط.
حملتني قدميّ إلى الغابة من جديد، توقفت هناك في البقعة التي اعتدنا على القتال فيها، كنت فقط أتلمّس شفاهي وأحاول إزالة الطِلاء وأنا أستمع إلى رفرفة قلبي…
"ماذا عن رفيقته!" تمتمت لنفسي وخرّبت كل تلك المشاعر الجميلة، هذا مستحيل، أنا رفيقته بلا شك! لا يمكن لأرتيم أن يُقدِم على الإعتراف لي إن لم يكن واثقاً بالأمر.
كنت أقفز في مكاني كالأطفال، قطع تصرفاتي غريبة الأطوار صوت خطوات تقترب، كان هناك رجلين غريبان يتشكّلان من خلف الأشجار، جهّزت السحر في أطراف أصابعي سريعاً.
سرعانما خرج واحد منهم من خلف الشجرة ورأيت عباءته السوداء المألوفة رميت عليه كُرة من الدخان لعله يبتعد عني لكنه بشكل ما استطاع صدّ حيلتي.
"آنسة تارا… يؤسفنا أنه علينا إعتقالك، تدور شبهات حولك بأنكِ ساحرة نار"
شخص ما قيّد يدي من الخلف على حين غرّة، فقدت صوتي وتبعه الإغماء المُفاجئ، آخر شيء أتذكّره هو رائحة قوية لشيء يحترق.
فتحت عيني بصدمة وبنفس السرعة جمّد الخوف أطرافي، كنت نائمة على أريكة جلدية سوداء، في مكتب مليء برفوف الكتب والخرائط المعلّقة على الجدار، كنت وحدي تماماً، سرعانما شاهدت الباب الخشبي المزخرف اندفعت نحوه لكنه كان بالطبع مُقفَل.
كان بعض الرماد يتساقط من شعري وملابسي، لم أفهم سبب وجوده في الأصل. في هذا المكتب توجد نوافذ ضخمة موصدة بالسّحر، كانت الغرفة برمّتها تحتجز طاقتي وتمنعني عن استخدام مهاراتي.
مهلاً… التخاطر ليس سِحر، إنها قدرة يملكها التوأم فقط، جلست على الأريكة من جديد وأغمضت عيني وأنا أتخيل يدي تمسك بيد خالي، نجح الأمر وسرعانما وصلت إلى عقله أخبرته كل شيء، أني مختطفة في مكان غريب، والإطلالة خارج النافذة هي شاطئ رمليّ، لكنه لم يجبني أبداً، كما لو أنه لا يسمعني، كززت على أسناني وقطعت التواصل.
بدأت أبحث في أدراج المكتب ولم أعثر على أي شيء مفيد، كان على طاولة الكِتابة إسم منقوش على قطعة معدن "روب ويتشسون" صوت قِفل الباب جعلني أتجمّد حيثما أنا، رأس مُرتفع دخل أولاً، إنه شاب طويل ذو شعر فحميّ، إنه روب ويتشسون بلا شك، لقد كان بارد التعابير بشدة رغم انه يراني واقفة خلف مكتبه والأدراج مفتوحة.
أغلق الباب خلفه بحركة سحرية ثم تلفظ "أتعرِفين، كان يمكن أن تجدي نفسكِ في زنزانة بارِدة ورطبة لولاي"
"هل تنتظر مني امتنان" حادثته بحِدّة.
لكنه لم يأبه، إنه مثل قطعة ثلج لا تذوب "لا، بَل أحاول تنظيف سُمعة مجلس السحرة"

أنت تقرأ
|| ستولد ساحرة ||
Hombres Loboلا تعلموا أطفالكم ألا يلعبوا بالنار فهناك لعبة أخطر منها. السحر... لا تلعب بالسحر. 07/06/2022