٩

12.1K 1K 134
                                    

"تارا! استيقظي!"

فتحت عيني بصدمة مُستفيقة من كابوس شنيع حيث الشمس لم تشرق بعد، كنت أشعر كأن جلدي يشتعل ناراً، كان أرتيم بالجوار وعينيه تتوهج في ظلام الغرفة فحادثني بتعابير قلِقة "هل أنتِ بخير؟!"

كانت الحرارة تزداد سوء كل دقيقة وأنا أكتم تأوّهي، دموع الألم انزلقت من أطراف عيني، بدأت أتنفس بصعوبة، لا أفهم كيف يحصل لي شيء كهذا، لقد كنت بخير للتو.

عندها سمعت أرتيم يشتم ليهرع إلى زوايا الغرفة ويفتح كل النوافذ ثم عاد ورفعني على ذراعيه ليأخذ بي إلى الحمام، وضعني في الحوض وفتح الماء البارد علي، أمسك كتفيّ قائلاً "ستكونين بخير! إصبري فقط!" تعابيره كانت مليئة بالذُّعر، لماذا أشعر أني على وشك الموت...

كنت أكزّ على أسناني وأنا أقاوم الصراخ والألم وأرتيم يحاول مواساتي ولكن لا فائدة أبداً... كان يعانق رأسي ويقول الكثير من الكلام الذي لم أسمعه من بين تأوهاتي وصرير أسناني.

نهض أرتيم وقال برجفة في صوته "سوف أجلب المساعدة" بعد لحظات دخلت امرأة ما الحمّام وجلست خلف رأسي، لم أستطع تمييز وجهها بسبب الدموع في عيني، وضعت يديها على جبيني وبدأت بتدليكه وهي تهمس "سمعت أنكِ تملكين سِحر شخص آخر... الأُم دائماً تعتني بصِغارِها"

الماء البارد والرياح التي تدور في المكان كانت تساعد بعض الشيء وأوقفت الحرارة عن النمو، هذه المرأة التي خلفي صنعت لي معروف لن أنساه بحياتي وجعلتني أنام... بطريقة ما حيث لن أُضطر للتعامل مع الألم بعد...

لاحِقاً بعدما أشرقت الشمس، كنت أحاول فتح عيني، في ذلك السرير المعتاد، لم يعُد هناك أثر للحرارة المُمُيتة تلك، شاهدت أرتيم يتحدث إلى فتاة ما بهمس عند عتبة الباب.

"لقد كانت أسرع حالة حرارة رأيتها في حياتي، كانت تتألم ثم فجأة سكتت وغرقت في النوم! والحرارة تلاشت وكأن شيء لم يكُن!"

"لا أعرف... مازلت قلقة بأن ترجع الحرارة لاحقاً... حسناً ربما لا نستطيع مقارنتها بالمستذئبات، إنها ساحرة، لا بد أنها وجدت طريقة تُعالج نفسها بها" همست الفتاة.

ربت أرتيم على كتفها بتنهد "شكرا لمساعدتك، يمكنني تولّي المهمة من هُنا"

رحلت الفتاة، عندها حاولت النهوض ونجحت في ذلك، اِلتفت أرتيم إلي وقال بلهفة "تارا!" مشى باِتجاهي وبشكل غير متوقّع عانقني... فجأة بلا سبب... كان يستنشق شعري تحت وجهه بنهم.

شعرت بالبُخار الوهمي يخرج من أذني، والفراشات النّافرة بمعدتي، حاولت فصل ذراعيه القويتين عني وعندها بدى أنه انتبه لأفعاله للتو وفصل ذلك العناق الغريب.

"آسف... لقد قلقت عليكِ! كيف حالكِ الآن!؟"

شددت القميص الجاف الذي أرتديه وقد أدركت للتو أن ملابسي تغيّرت لأتمتم بصدمة "مهلاً مَن_!؟"

|| ستولد ساحرة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن