|| ستولد ساحرة ||

١٤

اتخذت قراري وحشرت ملابسي وأغراضي في الحقائب، خالي كان يبدو مغتاظ ولكنه يحاول إخفاء ذلك.
عانقته وهمست له "هل أنت متأكد أنك لا ترغب بالمجيء معنا؟"

"لا، إنه بيتك يا تارا، إعتني بنفسك" قال وعانقني مجدداً، لماذا يودعني كأنها آخر مرة… أنا سوف أرجع بالتأكيد.

وضع أرتيم حقائبي في السيارة ثم قاد بنا إلى القصر المعزول في الغابة، ها قد وصلنا، الجميع كان باِنتظارنا، الجميع كانوا يرحبون بي بحرارة مثل المرة السابقة، منذ بداية جلوسي بدأت تلك الأسئلة تنهال علي، الجميع يعرف أني رفيقة أرتيم الآن.

"نحن جائعان، مَن يُعِدّ الغداء اليوم؟" أوقف أرتيم ذلك الصخب والإحراج بسؤاله.

"أنا" قالت أخت أرتيم بثقة، اتجهنا إلى المائدة، كان من المبهر رؤية أصناف كثيرة من الطعام وشخص واحد فقط أعدّها، كان لدي مكان شاغر بجانب أرتيم، كل شيء يبدو لذيذ.

سألت بفضول "هل تتبادلون الأدوار في الطبخ كل يوم؟"

"أجل"

"ربما عليكم أن تسمحوا لي بمساعدتكم في هذا بما أني أعيش معكم الآن"

"أوه لا تشغلي بالك كل شيء تحت السيطرة"

رفعت كتفي "سوف تفوتون الوصفة السرية خاصة جدتي، أرتيم تذوقها من قبل"

"اوه لا! لدي فضول لتجربتها الآن، هل سوف تستطيعين إعدادها لثماني أشخاص؟"

قالت اخت ارتيم "اوه بالطبع! سوف أساعدها بهذا"

"لقد قررتم بالفعل أني سأعد الطعام غداً!"

"ولكن نستطيع فعلها بأنفسنا إن لم ترغبي بهذا!"

"بفف بالطبع لا إنها مزحة!"

بعد الأكل ساعدت بتنظيف الطاولة، لم يكن الأمر مُنهك مع مساعدة الباقين، بعد ذلك خرجت للحديقة، كان البرد قارِس لكن المنظر جميل، توجد لديهم نافورة ماء ضخمة بشكل ذئب يقف فوق جبل، الغيوم تخفي القمر خلفها وصوت عواء الذئاب من بعيد.

امرأة من أفراد القطيع شاركتني في المكان، كنا نتحدث عن أمور عشوائية، تقول أن لكل منهم منزل مستقل بالفعل ولكن يبقى البعض كل فترة لإحياء روح العائلة وحتى لا يبقى الألفا وحده.

"هل عثرتم على رفيقكم بالفعل! الجميع!؟"

أجابتني "ليس جميعنا بالطبع، عثرت على رفيقي منذ ثلاث سنوات، أنتِ تعرفينه لقد ساعدكم بإصلاح النوافذ"

"اوه اعرفه فعلا، إنه رجل لطيف لقد قدم لنا مساعدة كبيرة"

ضمت ذراعيها لصدرها بتنهد "مع الأسف لم نساعد برفع عدد المستذئبين، نحن نوشك على الإنقراض والنساء قليلات جداً وفوق كل هذا الأجنّة تموت ولا تصمد حتى الشهر الرابع"