|| ستولد ساحرة ||

١٦

فتحت عيني باِنزعاج من الضوء، إنها عطلة نهاية الأسبوع وكان علي النوم لوقت طويل ولكننا نسينا الستائر مفتوحة، كالعادة أرتيم يستعمل ذراعيه ليحبسني معه، لحسن الحظ هو نائم وإلا كان سيمنعني عن النهوض، قبّلت جفونه المغلقة برفق وحررت نفسي من السرير.

اتجهت للنافذة وأمسكت الستائر مستعدة لسحبها، لكني رأيت أكاديا وروب في الأسفل وماكستون معهم يستعد لرمي حجر صغير على النافذة.

لوّحت لهم بحماس، كانوا يطالبونني بالنزول، اِلتفتُّ فأفزعتني رؤية أرتيم خلفي تماماً.

"جميل جداً يا تارا… أين تذهبون؟" إنه يتصرف بشكل غريب الآن.

"سوف نقضي قليل من الوقت مع بعضنا، لم نفعل أي نشاط خارج المدرسة غير تدريبي يوماً"

تنهد باِنزعاج وألقى نظرة عليهم في الأسفل ليتفوه "روب أيضاً!… أنا غاضب من ماكستون كثيراً، وأرغب بقتل روب بمخالبي، ولكن ماذا أفعل، أنتِ تحبينهم!"

"لماذا تقول هذا الآن! إنهم أصدقائيء"

"أعرف ذلك، إنهم فقط يثيرون حِنقي، إستمتعي بوقتكِ معهم ولكن لا تتأخري"

لم أعرف كيف أجيبه، إذا أعطيته فرصة للنقاش فلن أذهب اليوم، إنه يفكّر بالمشاعر الفاشلة التي كنت أكنها لماكستون ويشعر بالغيرة، وأن روب حاول قتلي وهذا يجعله غاضب… سوف أتحدث إليه عندما أرجع، هو لا يعرف أني لم أُحِب أحد يوماً كما أُحِبه هو.

كان الجو شديد البرودة في هذا الوقت المبكر، أرتديت ملابس كثيفة وخرجت إليهم، ركضواً إليّ وعانقوني بينما روب يقف في مكانه ويعلِّق أنظاره في كتاب في يده.

أكاديا اعتصرت وجنتيّ وقالت "تبدين ظريفة وأنتِ مستيقظة للتو!"

"اوه!" تأوه روب فجأة ووضع يده على جبينه، كان أرتيم قد استيقظ للتو وجاء إلينا، لكن لا أعرف لماذا رمى حصاة على جبين روب.

"عذراً لقد رميتها عن طريق الخطأ" تحدث باِبتسامة ساخرة ليتابع بجدية "إعتنوا بها!"

قالت أكاديا بدعابة "لا تقلق سوف نجعلها طعام للتماسيح فقط!"

أكاديا قادت سيارتها ساعة كاملة وأخذتنا لرؤية أحواض السمك، حيث الجدران والسقف مصنوعة من الزجاج الذي يحبس الأسماك داخله، لقد كان مذهل، أكاديا كانت تعبث بالأسماك بالسحر وتجعلهم يسبحون بشكل بهلواني لكني أوقفتها قبل أن يرانا أحد.

في نهاية مشوارنا أوصلت كل شخص إلى منزله، لكنها عرضت علي التدرب على السحر، تقول أنها تعرف مكان جيد لهذا، وافقت على الفور، لن تسنح لي فرصة التدرب مع أكاديا كل يوم.

بعد أن قادت سيارتها لوقت طويل بدأنا بالسير على الأقدام، المكان الذي نحاول الوصول إليه هو بقعة مليئة بطاقة الأرض.
أكاديا كانت تغني طوال الوقت ومسيرها سريع، كنت على وشك الهلاك من المشي خلفها.
"دعينا نأخذ استراحة أرجوكِ!"