أخذت نفس عميق وأطفأت الشموع، صحيح أني غاضبة على أرتيم ولكني مازلت أتبع نصيحته، كنت واقفة أمام عتبة منزلي وتلك العُلبة الصغيرة المُغلّفة بين يدي ستكون تذكرة دخولي إلى منزل الجيران المليء بالضوضاء هذه الليلة.
لا أخطط للبقاء طويلاً في هذه الحفلة، فقط آمل أن تعجبه هديته، مشيت بتردد إلى هناك، كان الباب مفتوح، الكثير من المراهقين يحتفلون ويثيرون المتاعب هنا وهناك، لم أرَ أي أحد من تلاميذ مدرستنا لحسن الحظ، ولكن لم أرَ ماكستون أيضاً.
سألت بعض المُحتفلين وأخبروني أنه سيكون في الحديقة الخلفية، بذلت جهد كبير حتى وصلت إلى الباب الذي يوصلني إلى هناك، الجميع يتحركون بصخب ويحاولون إكراهك على الرقص.
تحققت من غلاف هديتي من جديد ثم خرجت إلى تلك الحديقة، عثرت على ماكستون، لكني رأيته يعانق فتاة، كان يتحدث إليها بلهفة ويقول أنها فتاته المُقدّرة وأنه كان يبحث عنها دائماً، أمام وجهي خائب الملامح.
أنا الغبية، وماذا كنت أتوقع، ليس وكأنه سوف يحبني يوماً ما، لكني مازلت أشعر بكسر في القلب، لماذا على حبي الأول أن يكون مؤلم هكذا...
وضعت الهدية بهدوء على الأرض حتى لا أقاطعهما وركضت للخارج، كانت دموعي الغبية تسير وحدها، لم أستطع إيقافها، لذلك بدأت بالركض، أريد أن أتخطاه ولكن لا أستطيع...
أركض مع الريح ودموعي تتطاير، أحاول جعلها تتوقف، لكني سقطت على ركبتيّ مُتعثّرة بغصن شجرة، وجدتني وصلت إلى الغابة، لم يُسمع فيها غير صوت بكائي.
نهضت باِنكسار وحاولت مسح دموعي فرأيت شيء قادم إلي من بعيد، غشاء الدموع لم يسمح لي برؤيته جيداً لكني عرفته من حجمه، أرتيم ومَن غيره.
"تارا!" قال بذهول بينما يقترب إلي أكثر "أنتِ تبكين!؟" كان صوته مليء بالصدمة، وضع يديه على كتفي، بدى كأنه يريد قول شيء، لكنه عانقني فجأة لأشعر بالإنهيار وبالدموع تندفع إلى حافة عيني أكثر.
هو لم يتحدث، بكيت لوقت طويل، في النهاية حاولت التماسك وأسكتُّ تلك الأصوات المُثيرة للشفقة، فصل أرتيم العناق، كان ينظر لوجهي ويتنهد
"دعينا نمشي، لربما تهدأين"وضع يده على ظهري ومشيت معه، أكره البكاء أمام أحد ولكن أرتيم يجعلني أشعر أنه الوحيد الذي أستطيع فعل أي شيء معه دون القلق من أحكامه، كنت غاضبة وبائسة، مسحت بقايا ضعفي عن وجهي بعنف لأتلفظ "الآن أدركت أنه ليس لدي أصدقاء، أنت كل ما أملك في هذه اللحظة وأنا لا أستطيع كتم هذا... هل يمكنني استغلالك؟"
"أوه تارا" قال بعتاب "أنا أكثر شخص يعتني بك ويحميكِ من الوحوش، أنسيتِ؟ أنا أعتبركِ صديقتي، حتى لو لم تعتبريني كذلك"
قوست شفاهي بغضب "هذا ما يزعجني... أنا لا أُجيد تصنيف الناس الذين حولي، اعتقدت أن ماكستون سيكون نصفي الآخر، لكن يا للغباء... هو لا يلاحظني حتى"

أنت تقرأ
|| ستولد ساحرة ||
Werewolfلا تعلموا أطفالكم ألا يلعبوا بالنار فهناك لعبة أخطر منها. السحر... لا تلعب بالسحر. 07/06/2022