المشهد الحادى عشر

238 10 0
                                    

مشهد ١١

« آه، بل أنا أملك حلاًّ أفضل من كلا حليك» أجابه عماد ينتشل مسدّسه من جعبته التي يعلقها بخاصرته، وصوّبه مباشرة نحو رأس أخيه يهدده به قائلاً«بإمكاني أن أقتلك وأدفنك هنا وأعود الى حفلتي، أستمتع بها، ومن بعدها أعود الى قصري برفقة زوجتي وإبني، ما رأيك؟»

جفل عمر من تهديد أخيه مصدوماً من قسوة نظراته الإجرامية، يبدو مستعداً لقتله دون أن يرف له جفن، يدرك بأنّه أوقع نفسه ونايا بمأزق لا مخرج منه، عماد مستعد لقتله في سبيل عدم خسارته لنايا، مستعد لتشويه سمعته وخسارة الإنتخابات بمقابل أن لا يطلق سراح نايا المسكينة.....
حبس أنفاسه يرى فوهة مسدس أخيه موجّهة نحو رأسه، عازماً ينتظر إختياره....
« عماد توقّف، هل جننت؟» تدخلت منيرة ترى عائلتها المتماسكة التي ضحّت بالكثير من أجل الحفاظ عليها وعلى صورتها وسمعتها تنهار أمام عينيها، وقفت بين ولديها تنهر بكرها، مستنكرة تصرّفه« أنزل المسدس حالاً» أمرته مؤنّبةً « إنّه أخيك بحق السماء، لحمك ودمك»
« وأي أخ هذا الذي  يهدد أخيه بفضحه أمام الناس ويطالبه بتطليق زوجته» هتف عماد بثبات، ما يزال مسدسه مصوّباً إتجاه عمر الواقف قبالته بذهول...
« من تجرأ وصوّر ذلك التسجيل وأرسله لك؟» سأله يدفع فوهة المسدس نحو رأسه
آثر عمر الصمت يفكّر بأمينة التي أرسلها بعيداً، أعطاها مبلغاً وفيراً من المال وطلب منها مغادرة البلاد الى مكان آمن كي تبدأ هناك هي وولدها وعائلته حياةً جديدة بعيداً عن إنتقام أخيه.....

« هناك إثنين لا ثالث لهما يدخلان جناح نايا، وهما نايا وأمينة»
بهتت ملامح عمر يدرك أن أخيه حصر شكّه بإثنين لا ثالث لهما.
« من منهما أخذ التسجيل؟» أعاد سؤاله بهدوء تام، ملم بكل نواحي المشكلة تحت سيطرته التامّة.
اللعنة
شتم عمر
يدرك بأنّه لا يملك شيئاً من مكر وحنكة أخيه، من قدرته على إدارة الأمور بسلاسة بالرغم من تعقيدها وخروجها عن السيطرة......
يدرك خطورة الوضع
وبأنّ أخيه من المستحيل أن يرضى بالخروج من معركته خاسراً أو حتّى متعادلاً.
بل سيخرج منتصراً لا محال......وبأي ثمن....لا يهم....

« من منهن تجرأت على فضح خصوصيات وأسرار غرفة نومي يا أخي العزيز؟»
إزدرد عمر بلعابه، يشعر بذرات العرق تتكاثر فوق جبهته، بأنفاسه تشتعل بصدره يتمتم« أمينة، إنّها أمينة»
أخبره يلحظ تراخي ملامحه يدرك بأنّ أخيه كان قلقاً من أن يكون الخائن هو نايا....
ومأ يسأله« هل لك علاقة بإختفائها هي وعائلتها؟»
هزّ عمر برأسه يقول بالحال« لا، لقد أعطتني التسجيل وإختفت، يبدو أنّها كانت تعلم بأنّك لن ترحمها عندما تكتشف الحقيقة»

« وهل تظن بأنّها ستسلم منّي، سأجدها ولو من تحت سابع أرض» جز من بين أسنانه بغضب إحتواه ببراعة يتابع تحقيقه« ولماذا أختارتك أنت بالذات؟كيف وثقت بك وأنت أخي؟ الم تخف من أن تأتي من صفّي وتفضحها؟» عقد حاجبيه تتجهّم ملامحه، تتزايد أسئلته يردف« ومن أين أنت تعرف أمينة من الأساس، ولماذا تهتم بما أفعله مع زوجتي؟ هل إشتكت لك؟»

مشاهد سجينة جدران قلبه لكاتبة أمل القادرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن