مشهد ١٣ والأخير
ومر الوقت
تجاوزت الساعة الواحدة
وعماد ما يزال لم يعد، إنقباضة قلبها تُشعرها بأنّ هناك شيئا ً مريبا يحصل ، يتملكها القلق الشديد، ولكنها بكلا الحالات ، لا تملك حلا ً سوى الانتظار
إنتظار يتآكلها بصمت........تململت تستيقظ من غفوتها، تفتح مقلتيها المشوشتي الأنظار تحدّق بسقف الغرفة بغرابة، ضيّقت حدقتيها تشعر بشيئ دافئ بجوار صدرها.
« يزن» همست تتراخى ملامحها، تتذكر أحداث الليلة الماضية، تنتبه بأنها غفت بغرفة صغيرها بينما كانت تنتظر عودة عماد.
تصلّب جسدها عندما سمعت طرقٌ طفيف على الباب، تنتفض عن السرير بذعر، خائفة من ردّة فعل عماد لفعلتها.....
تركت السرير تتفقد الساعة الصغيرة الموجودة على المنضدة، ترتبك عندما إكتشفت أنّها الخامسة والربع صباحاً....
تتساءل( أيعقل أن عماد قرر تركها نائمة بغرفة يزن؟
أم أنّه ما يزال بحفلته الى الآن؟
أم أنّه عاد متعباً ودخل غرفته دون أن يتفقدها ويعلم بأنّها ليست نائمة بغرفتها؟)
وإذ بالطرق الطفيف يعود، يذكرها بأنّ هناك من يطلبها....وبهدوء توجهت نحو الباب، فتحته واجدة مربية المنزل خلفه، من مظهرها تبدو كأنّها كانت غارقة بنوم عميق وهناك من أيقظها على عجل.
« سارة، ماذا هناك؟» سألتها بقلق واضح الملامح، تستغرب وضعها...
« آه، هناك، هناك سيّد بالأسفل يقول بأنّه شقيق السيّد عماد، يريدك» همست سارة بتوتر
«شقيق السيّد» هتفت نايا بدهشة
« نعم، السيّد عمر»
« عمر» هتفت نايا بصدمة تسألها« هل تعلمين ما إذ كان قد عاد السيّد عماد من الحفل ؟»
« لا، لا أظنه عاد، لأنّ، لأنّ زوجي ما يزال لم يعد الى الآن» أخبرتها سارة تبتعد عن دربها، تفسح لها المجال بتجاوزها....
« هذا غريب!» همست نايا تقطع الرواق على عجل،
حافية القدمين ترتدي منامة حريرية محتشمة، عبارة عن بنطال أسود طويل، وقميص بأكمام طويلة أسود مزيّن بنقاط بيضاء.
« هل أخبرك ما سبب قدومه بهذا الوقت؟» سألتها نايا عاجزة عن التفكير بسبب منطقي يبرر لها سبب قدومه بهذا الوقت.
« لا سيّدتي»عماد ما يزال خارجاً!
أمرٌ غريب!
وعمر بالقصر لأوّل مرّة على الإطلاق، وخاصّة بعد أن علم عماد بمعرفتهما السابقة، أمرٌ غريب آخر!دخلت غرفة الإستقبال، يواجهها ظهره المنحني، يسند جبهته الى الزجاج المواجه لحديقة المنزل، الشمس تبعث خيوطها الحديثة الولادة عبر الأفق، إنقبض قلبها لمظهره، إذ ما يزال يرتدي ثياب الحفلة.
التفت اليها لحظة شعر بها، صادماً إيّاها بهيئته المزرية، عينيه المنتفختين الحمراوتين، شعره الأشعث، ودماء.... هناك دماءٌ على قميصه وعنقه....
« عمر» هتفت بإسمه يغوص صوتها بأعماقها، يرتعش قلبها...
إقتربت منه وهو بقى بأرضه، تعود مقلتيه للغرق بدموعهما، يبكي، يتنشق دموعه، مسح على صفحة وجهه، يتنهّد بعمق، يهرب من نظراتها الفزعة والمتساءلة.
وصلت اليه تسأله« ماذا حصل؟ أين عماد؟ وماذا تفعل هنا بهذه الهيئة؟»
« لقد....لقد» تمتم يغرق بموجة بكاء من جديد« لقد فقدناه، لقد مات نايا، لقد مات بين يدي هاتين، ولم،،، ولم أتمكن من إنقاذه»
حدّقت به بذهول،
بصمت،
بصدمة،
تشعر كأنّ الكون توقف من حولها، هدوء عميق سيطر على كيانها، سكون سكن جنباتها......
![](https://img.wattpad.com/cover/297677481-288-k700925.jpg)
أنت تقرأ
مشاهد سجينة جدران قلبه لكاتبة أمل القادرى
Romanceسجينة جدران قلبه قبض على ذراعها بقسوة، يدفعها ناحية الجدار، يثبّتها هناك، يحتويها بجسده، قبض على فكّها بعنف يدنو بوجهه من وجهها، يكتفي بتأمّل الذعر والألم يجتاح ملامحها، ولكنّها بذات الوقت تتحلّى بالتحدّي، تعلمه بأنّه إذ حرمها من يزن ستحوّل حياته ل...