الفصل الخامس

297 26 7
                                    

الفصل الخامس

نقلت تغريد بصرها نحو الصورة متفحصة إياها لتصدم بشدة عندما رأت فتاة تتوسط العائلة ويبدو أنها صغيرة نوعًا ما في السن ليست مثل من يحاوطونها تبدو في مثل عمرها او تفوقها بعدة سنوات صغيرة

لاحظ حاتم شرودها في تلك الصورة وعلامات الصدمة واضحة علي وجهها لم يحتج الأمر إلي ذكاء حتي يعلم سبب نظراتها ، ابتسامة غامضة ارتسمت علي وجهه ليبعد الصورة عن وجهها ، لتفيق فورًا من شرودها ناظرة نحوه بكره واضح

اتسعت ابتسامته أكثر مما زاد من اضطرابها ، علي ماذا يبتسم ذلك المخبول ، تعلم جيدُا بأنه مهووس بالامتلاك تلك المسكينة ، تظن أن هذه هي نهاية الامر وأنه لا توجد خفايا أخري مخبئة ، تحدثت فجأة بلهجة باردة بشدة محاولة إظهار قوتها وانها غير ضعيفة بالمرة : وبعدين يعني انا بقولك اهو انا عمري ما هنفذ اللي انت هنقولهولي ، واللي انت عايز تعمله اعمله بقي ، انا مبقاش بيفرق معايا حاجة

توقعت منه ان يثور ويصفعها ، أو يصرخ في وجهها بشدة غاضبًا من إجابتها ، يفعل اي شئ يظهر به غضبه ، توقعت كل شيئًا ، إلا ما حدث فقد زادت ابتسامته أكثر مرددًا بنبرة اشبه بفحيح الافعي : تعرفي انا معنديش اي مانع اخلص عليكي واخلص من الموضوع ده بس انا للاسف محتاجك ، ولو خلصت عليكي هخسر كتير اوي وانا مبحبش الخسارة

ظلت نظراتها جامدة وكأنها لم تسمع منه اي شئ ، كانت تعلم جيدًا انه يقصد إخافتها بشدة لكنها قررت انها لم ولن ترتعب من احد مرة أخري وليفعل ما يقدر عليه فلم يعد يفرق معها اي شئ ، تحدثت بعدم اهتمام وقد عادت برأسها إلي الخلف جالسة علي الاريكة باريحية قاصدة إثارة غضبه : اللي عندك اعمله انا مش هساعدك مهما حصل ولو عايز تموتني انا اهو قدامك موتني زي ما تحب لاني مش فارق معايا بصراحة

ازدادت نظراته غموضًا وقد ارتسمت علي شفتيه ابتسامة سعيدة للغاية علي عكس سابقتها الغامضة مما أثار قلقها نوعًا ما انحنى ليحاصرها علي الاريكة بين يديه بطريقة جعلتها تتوتر رغمًا عنها متحدثًا بلهجة تحذيرية مختلطة بسعادة غريبة : يعني ده اخر كلام عندك

رغم خوف تغريد الذي تغلب عليها وجعل شجاعتها منذ ثوان تتبخر في لمح البصر ، حاولت إظهار ثباتها أمامه ، لتومئ برأسها وتنقل بصرها إلي المكتب متفحصة إياه بعدم اهتمام مصطنع تحاول أن تجد ما يشغلها عن خوفها الحالي ، تقدمت انامل حاتم ببطئ إلي وجهها قاصدًا إخافتها لكنها لن توضح خوفها مهما حدث ، لكنها سرعان ما صرخت بهستيرية عندما جذب حاتم خصلات شعرها بكل قوته بحركة مفاجأة ، وضعت يدها علي يده محاولة تحرير خصلات شعرها بألم

لكنه لم يترك لها الفرصة حتي للمحاولة بل جذبها بعنف إلي خارج المكتب وهو ممسك بها بنفس الطريقة ، ظلت تصرخ مستنجدة بأحد ما ينفذها من ذلك المختل ، لكن لا يوجد اي فائدة ، فلم يستمع احدًا إلي صراخها او ربما تجاهلوه عن عمد هي لا تعلم حتي صعد بها الدرج ، ولكن لحسن حظها انقذها رنين هاتفه من اى يكن الشئ الذي كان ينوي فعله بها ، رماها علي الارضية بعدم اهتمام وكأنها جماد لا يشعر بالالام ، لينادي بعلو صوته علي اسم خادمة ما ، وسرعان ما وصلت إليه تلك الفتاة في ثوان معدودة بسبب ركضها وفزعها من صوته الغاضب ، أشار إلي تغريد مرددًا بغضب شديد وصوت جهور : خديها من وشي علي الاوضة اللي فوق واقفلي الباب بالمفتاح يلا

ظلام قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن