الفصل الثامن عشر

154 11 2
                                    

الفصل الثامن عشر

صمتت تغريد لبعض الوقت ، وهي تفكر بما تجيبه هل تخبره الحقيقة ام تكذب ، إذا أخبرته بالحقيقة فسيتم قتلها وإذا لم تفعل فسيكون كاذبة نكست رأسها مقررة قول ما توصلت إليه فحسب نطقت بارتجاف لاحظه والدها وشقيقها : اللي حصل أني كنت خارجة اتمشي بعدها لقيت عربية وقفت قدامي وحد شدني علشان اركب العربية وخدروني ولما صحيت لقيت نفسي هنا

اجل قررت عدم إخبارهم بالحقيقة فهي لن تأذي نفسها ولن تؤذيهم ، فلن تستفيد شئ إذا اخبرتهم بالحقيقة ، نظرت لهم بقلق عندما وجدتهم يتبادلون النظرات المتعجبة ، أجل تعترف أن تبريرها ذلك كان اغبي تبرير قد يسمعانه في حياتهم ، كيف يكون هنالك شخص قد خدرها وضربها وفي النهاية يجدونها ملقاة أمام المشفي ، طال صمتهم وقطعه والدها الذي اقترب منها وعانقها بحنان ، ناطقًا بسعادة شديدة وقد ظهرت علي ملامحه الراحة : خلاص يا حبيبتي كل ده مش مهم ، المهم اني رجعتلنا كويسة ، ومتقلقيش انا هخدلك حقك من اللي عمل فيكي كده اوعدك بكده

نطق أخر كلماته بعزم ، سينتقم لها مهما حدث ، لن يدع ذلك الشخص الذي اذاها يعيش في سلام هكذا فكر ، ذعرت تغريد نوعًا ما بسبب قلقها عليه ، هي تعلم انهم يمكنهم القضاء علي عائلتها إذا حاولت أن تؤذيهم وهي لن تسمح أن يحدث ذلك ، نظرت نحو ثائر الذي كان شاردًا ولكنه ما إن لاحظ نظراته إليه حتي أبتسم ليقبل جبينها بهدوء ، عازمًا علي تنفيذ وعد والده لتغريد
_______________________________________________________________
مرت الايام وقد عادت تغريد إلي القصر ، لم يحدث أي شئ أخر جديد ، لم يسمح لها والدها بالخروج حتي إلي عيادتها خوفًا عليها ، مقررًا عدم جعلها تذهب إلي أي مكان ، من قلقها عليها فقد قلق أن يتعرض لها هؤلاء الاشخاص مرة اخري ، مر اسبوع كامل وقد توقف ثائر وليل عن العمل في الفيلا الخاصة بها حتي يطمئنوا تمامًا علي تغريد ، وعلي كونها لم تعد معرضة للخطر بعد الان

بينما قضت تغريد الاسبوع هذا في خوف وقلق شديد ، تدري ان والدها لم يصدق ما تقوله ويدري أن هنالك شئ ناقص في حديثها ، كانت تغريد خائفة بشدة من ان يتصل بها احمد ، ويأمرها بالخروج ، هي عندها لن تستطيع أن تخرج بسبب والدها ، ظلت تدعي وتتمني أن لا يتصل بها إلا عندما يطمئن الجميع عليها ، ويدعوها تخرج بمفردها كما كانت من قبل علي الاقل حتي تستطيع الذهاب إلي العيادة ومقابلته هناك او فعل ما يقوله لها هناك

شردت وهي تفكر في دنيا ، لن تستطيع ابدًا أن تؤذي دنيا خاصة ، فهي صديقتها وزوجة ابن عمها لن يطاوعها قلبها علي فعل هذا ، كما انها لن تستطيع أن تؤذي دارين ايضًا فهي صديقتها المقربة ، وافصل صديقة تعرفت عليها كما الخال مع دنيا ، لكنها للاسف لن تستطيع الا تؤذي دارين فهي لا تزال شقيقة هذا الحقير المسمي لمؤيد عليها فعل ذلك لأجل انتقامها وحتي تظل علي قيد الحياة

وكأن القدر لا يريد أن يحالفها الحظ ابدًا ، فقد وصلتها رسالة في نفس التوقيت الذي كان تفكر به ، مضمونها كان غريبًا وقد جعلها تذعر بشدة كيف عرف ذلك كان مضمون الرسالة كان التالي * اهلا يا تغريد اعتقد انك عارفة كويس مين اللي بعتلك الرسالة دي وانا عرفت قبل ما ابعتلك انك ممنوعة من الخروج لوحدك ، مع اني شايفة ان دي حاجة ملهاش اي تلاتين لازمة ، عارف ان اهلك بيدوروا عليا بس للاسف عمرهم ما هيعرفوا يلاقوني ، علشان انا مقدر لوضعك ومقدر انك مش هتعرفي تخرجي فأنا مش طالب منك غير انك تتصلي بدارين وتقوليلها انها تجيلك علشان وحشتك ، هتقعد معاكي شوية وهتمشي اكيد علشان اخوها واللي هو غدر بيكي انا كنت عايز ائكد عليكي بس لا تكوني نسيتي الموضوع وانا هتكلف بالباقي طبعا مش محتاج اقولك ايه اللي هيحصلك لو منفذتيش اللي انا بقولك عليه وعارف انك مش عايزانا نأذي دنيا وأعتقد أن ده حقك محدش مننا هيأذيها زي ما انتِ عايزة *

صمتت تغريد ولم تظهر علي ملامحها اي علامات صدمة ، وكأنها كانت تنتظر تلك الرسالة تنهدت بشدة  ، وهي تفكر هل تنفذ ام تنتظر ، نظرت نحو هاتفها لبعض دقائق قبل أن تحسم رأيها سريعًا ، أمسكت الهاتف وبحثت علي اسم دارين لتضغط علي زر الاتصال بدون تردد أمسكت الهاتف ناظرة نحوه بتوتر منتظرة رد الاخري ، هي تعلم ان دارين إذا لم تجب ستعود تغريد في قرارها ، مرت عدة ثوان قدتهم تغريد في توتر قبل أن تسمع صوت دارين الذي اتاها قلقًا : انتِ كويسة يا تغريد انا عرفت باللي حصل معاكي بس اخويا رفض اني اجيلك علشان متعبكيش اكتر ، طمنيني عليكي انتِ احسن دلوقتي

اغلقت تغريد عينيها بندم شديد ، كادت تتراجع عن ما كانت ستفعله ولكنها أجابت دارين قبل أن تتوتر أكثر من ذلك وتظهر للاخري أن هنالك شئ ما غريب الاطوار بها : اه يا دارين انا كويسة دلوقتي بس انتٍ وحشتيني اوي فيعني كنت متصلة بيكي اسألك ، لو ممكن تيجي عندي ونقعد شوية سوي علشان انتِ بحد وحشاني اوي

ابتسمت دارين بسعادة ولم تعترض اغلقت تغريد الهاتف بعد أن اتفقا علي اللقاء بعد قليل ، ظلت تغريد تسير في الحجرة ذهابًا وإيابًا والتوتر يسيطر عليها ، سمعت طرقات علي باب غرفتها ، لتدخل دارين بعد أن سمعت صوت تغريد يخبرها أن تدخل ، ابتسمت دارين ما إن رأت تغريد وقد بادلتها تغريد البسمة عانقنها دارين بسعادة لرؤيتها تحدثا قليلًا قبل أن تأتي دنيا وتشاركهما الاحدايث ، ظلت دارين لبعض الوقت قبل أن  تقف فجأة ناطقة بنبرة متضايقة : معلش يا جماعة والله بس مضطرة امشي دلوقتي علشان اخويا قالي متتأخريش وعمال يرن عليا

ابتسمت لها دنيا متفهمة لتودع دارين ، نظرت دارين ودنيا باستغراب لتغريد التي شردت ، قلقت دارين عليها حقا ، فتغريد تتصرف بغرابة مؤخرًا ، لاحظت تغريد انتباههما لها لتبتسم لهم وتودع دارين معتذرة عن شرودها تلك الفترة ، تفهمت دارين الأمر ، لتغادر نظرت دنيا لتغريد ببعض القلق لتقرر أن تبقي مع تغريد لبعض الوقت فربنا تستطيع أن تتحدث معها كما كان حديثهما من قبل

ظلت تغريد تتمني أن يكون مؤيد قد توصل إلي حل ما وان تكون خطة احمد قد فشلة ، اغمضت عيناها بندم ما إن سمعت صراخ دارين ......

يتبع
_________________________________________________________________
رائيكم 🥺❤

توقعاتكم للأحداث ❤





ظلام قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن