الفصل الثاني عشر

177 21 4
                                    

الفصل الثاني عشر

تبقيت حالة واحدة فقط تنهدت بتعب شديد فالأمر متعب ليس كما يبدو ، دخل رجل يبدو في مثل سنها ، كان يرتدي كمامه سوداء وثيابه جميعها باللون الأسود الداكن ، جعلها ذلك تنظر نحوه ببعض الصدمة ، أشارت له بالجلوس وهي تحاول إخفاء خوفها الذي ارتابها منه لعدة ثوان لكنها سرعان ما صرخت بمفاجأة ما إن رأت مسدس ظاهر من جيب ذلك الرجل

كادت تصرخ بشدة لطلب المساعدة لكنه كان اسرع منها وكمم فمها سريعًا بيده مانعًا إياها من الصراخ ، كل ما فكرت به تلك الثانية هل يعقل ان هذا هو حاتم ألم يمت ؟!! ، هل أتي شخص ليثأر له رغم كونها لم تفعل له أي شئ تحدث ذلك الرجل بصوت حاد : أياكي تصرخي انا هفهمك علي كل حاجة بدون صريخ انا مش جاي ائذيكي اصلًا انا جاي هنا زي اي مريض نفسي تاني انا هشيل ايدي بس متصرخيش

اومأت تغريد برأسها سريعًا حتي يبتعد عنها ، نظر لها الرجل بتردد ولكنه ابعد يده ببطئ مقررًا إذا صرخت سيقتلها علي الفور ، هدأت تغريد بعد أن أبتعد عنها وقد فكرت انها إذا صرخت ستكون مختلة فبالطبع سيقتلها عندها تحدثت بلهجة حاولت قدر الإمكان جعلها تخرج هادئة : اقدر اساعد حضرتك في أيه

نظر الرجل ببعض الدهشة ما هذا كيف لها أن تكون بهذا الهدوء بعد كونه كاد يقتلها ، اخفي الرجل سريعًا دهشته وكم كان بارعًا في ذلك تحدث بجمود شديد : ياريت تعامليني زي اي مريض تاني وتنسي اللي حصل من ثانيتين ده

اومأت تغريد بحماس ، وقد بدأت تشعر بالفضول حقًا كيف لهذا الرجل الذي يبدو مخيف جدًا يحتاج إلي طبيب نفسي بل اتي لفتاة لاتزال تبدأ مسيرتها الطبية ، هز الرجل رأسه بعدم تصديق كيف يمكن لتلك الفتاة ان تكون هكذا هل يرحل ويترك تلك المخبولة ام ماذا ، هز رأسه بضيق وبدأ بالتحدث وقد بدأت تغريد للعودة إلي رشدها فكم كانت مخبولة عندما اومأت برأسها بتلك الطريقة ولا يجدر بها أن تكون هكذا ، اخبرها في بداية الأمر انه يدعي مؤيد وأنه لن يخبرها بعمله بالطبع بدأ يروي له الاشياء الاهم بينما يراقب تأثير كلماته علي ملامح وجهها التي كانت تتغير كل ثانيتين

اخبرها انه تم تبنيه من رجل من أقوي الرجال في البلد، اخبرها انه جعله نسخة منه ، لقد تعلم امساك السلاح والإطلاق به في سن العاشرة ، كبر وقد زرع به ذلك الشخص الإنتقام والكره لمن حوله ، جعله يعده انه لن يتوقف عن القتل مهما حدث إذا قطع هذا الوعد فليسلم جميع ممتلكاته لعمه الفاسد مثله ويرحل وينسي انه كان لديه ابًا من الاساس ، كان ذلك هو الدافع الاساسي الذي يجعله يكمل في عمله ذلك رغم عدم حبه له تحدث بلهجة ساخرة مفاجأة : انتِ متخيلة اني مكنتش عايز اكمل في ده بس كملت علشان هو عمل اللي محدش عمله معايا قبل كده

نظرت نحوه تغريد ببعض الشفقة ولكنها حاولت إخفائها سريعًا ، حتي لا يتوقف الأخر عن الحديث لم يهتم الاخر لها نهائيًا واكمل حديثه أن اكبر شيئ فعله هو قتل والديه الحقيقين والذين باعوه ببعض النقود التي اعطتهم لهم مديرة الملجأ الحقيرة ، ورغم كرهه الشديد لهم عندما عرف بالحقيقة فعل الأمر وحسب مقررًا انه لا يوجد ما يمكنه خسارته ، سيطر عليه الحزن وقتها وكاد ينهار حتي وجد شقيقته الصغيرة كاد يقتلها هى الاخرى لكن يده تخشبت لم يستطع فعله ابدًا كيف يمكنه أن يقتل تلك البريئة المسكينة ، انقذها ذلك الرجل البغيض عندما اخبره وقد حذره من قتلها واخبره أن يأتي بها إلي القصر الخاص بهم ، كاد يطير فرحًا عندما اخبره بذلك ظن انه سيعاملها بإحسان وقد اطمئن قلبه لكن ذلك لم يحدث فقد تم اعطائها لامرأة كبيرة مخبرا إياها أن تتظاهر بانها خالتها وان تفعل ما تريد ، بعد وفاة الاب والعم ورث مؤيد كل املاكهما وقرر انه لم يعد ملتزمًا بعدم البحث عن شقيقته وجدها بعد أن تسببت في إشعال حريق عند ذلك الشخص الذي باعته خالتها إليه ، شهقت تغريد بعدم تصديق عند سماع تلك الاشياء انه يتحدث عن دارين وعن حادثة إشعال قصر حاتم

لم يعطها مؤيد فرصة لزيادة صدمتها أكثر ، فقد قاطعها ناطقًا بجمود شديد وكأنه لم يفعل اي شئ : ياريت دارين متعرفش اي حاجة عن الموضوع ده واحترمي أن دي خصوصية المريض ، انا كل اللي انا عايزه اني ابطل قتل بس مش أكتر

نظر نحو تغريد التي كانت ملامحها متخشبة تمامًا وكأنها لا تصدق ما استمعت إليه ، أبتسم ابتسامة ساخرة ووقف بينما يهندم ثيابه نطق بجمود : شكل حضرتك مش قادرة تستوعبي الموضوع يا دكتورة هجيلك مرة تانية تكوني قدرتي تتمالكي نفسك سلام يا دكتورة

نطق أخر كلماته باستهزاء واضح واتجه إلي الخارج،  بينما يفكر ان ما يفعله صحيح حتي إذا كان قد كذب في بعض الاشياء
__________________________________________________________
وقفت تغريد وامسكت الهاتف سريعًا وبحثت عن اسم دارين حتي تخبرها بكل شئ لكنها سرعان ما توقفت عند أخر لحظة قائلة أن تلك حماقة عليها احترام خصوصية المريض بالفعل كما انه بحث عنها من الاساس وانه كان خائف عليها

اتجهت تغريد إلي الأسفل بذهن شارد ، وتوقفت عند الطابق الخاص بعيادة ليل لتجلس علي احدي الكرسي منتظرة ليل ، أخذت تغريد تفكر انها كادت تقتل والديها المزيفين حتي إذا كانوا مزيفين كانت ستعيش بذنبهم إلي الأبد من الجيد أنها استطاعت أن تتراجع عن ذلك في آخر ثانية وإلا كانت ستعيش نفس معاناة مؤيد

أنهت ليل عملها سريعًا واتجهت إلي تغريد الشاردة الذهن ، ولكنها لم تسألها فهي تعرف تغريد جيدًا ستخبرها أن تلك خصوصية المريض ولا يمكنها أن تروي لها أي شئ ، أخذت ليل تحاول المزاح معها حتي تنتشلها من شرودها وقد نجحت بفعل ذلك بالفعل

يتبع
____________________________________________________________
رائيكم 🥺❤

توقعاتكم للأحداث ❤






ظلام قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن