الفصل الثامن
اتجهت تغريد للمكتب وهي تلتفت حولها بزعر ، تخشي ان يتم كشفها ، اخرجت تغريد المفتاح الذي سرقته من جلال في أحد الأيام ، قامت بفتح تلك الخزنة بينما تلتفت ناظرة إلي الباب أكثر من مرة بخوف ، أمسكت بعدة اوراق تتفحصها حتي تجد الاوراق الصحيحة وقعت منها عدة اوراق علي الأرض بالخطأ والتي كانت مخبأة بحذر ، التقطتها من الارض وكادت تعيدها لكن فضولها تغلب عليها وجعلها تتفحصها حتي تري ماهيتها ، اتسعت عينيها بصدمة ما إن رأت محتوي تلك الاوراق التي تظهر ان ذلك الرجل الذي يدعي جلال يكون جدًا لها وأنها في الواقع ابنة قاسم كما مكتوب في الأوراق
سقطت منها الأوراق بعد أن بدأت يديها بالارتعاش بشدة نتيجة إلي صدمتها الشديدة ، تزامنت وقوع الأوراق مع دخول جلال إلي الحجرة ، وجدها تنظر له بصدمة كبيرة ، نظر لها بدهشة ليري تلك الأوراق التي سقطت من يدها، ، تحولت ملامح وجهه فورًا وقد فزع بشدة وهو يعلم انها لن تقبل الاستماع إليه ، حاول التحدث لكن تغريد صرخت في وجهه فجأة بإنفعال شديد : ليه عملت كده ليه انا حتي مكدبتش عليك وحكيتلك كل حاجة وفي النهاية طول الوقت ده سايبني مع اهل مزيفين وانتو عايشين وعارفين كل حاجة
وقفت تغريد فورًا وهي تدور في الغرفة بعدم تصديق ، لما فعل ذلك بها اى نوع من الاهالي هو تذكرت ذلك اليوم الذي أكد لها انها اخطأت بشدة في افعالها وانها مجرد مغفلة يتم خداعها من قبل الجميع ، عودة لوقت سابق
كانت تغريد تعمل بجهد لتنهي عملها وهي شاردة الذهن كليُا تفكر في حياتها وكيف كانت ناقمة عليها ، حزنها الدائم وتمنيها أن تتخلص من والديها قد أدي بثماره بالفعل بطريقة غاية في السوء ، فقد خسرت كل شئ ، انتشلها من شرودها دخول ذلك الرجل اللطيف بشدة ، وقد ابتسم لها ما إن رآها ، توقفت قليلًا عن تنظيف مكتبه وهي تتذكر كيف أخبرها أنه يثق بها بشدة ، وأنه لا يثق في غيرها لذلك سيعطيها مهمة تنظيف مكتبه ، كم ازداد شعورها بالذنب وهي تري طيبة قلبه ، وثقته العمياء بها وكأنها فتاة صالحة ، ظلت تفكر هل عليها الاعتراف بكل شئ والا تعض تلك اليد التي امتدت لها حتي انه لم يكن يجهدها في العمل بل كان يعطيها أعمال قليلة للغاية حتي تقوم بها ، افاقت علي صوته الحنون وهو يسألها : تغريد حبيبتي انتٍ كويسة ؟
كلماته الحنونة تلك استطاعت قتل ترددها تمامًا في إخفاء الأمر عنه لذلك جلست أمامه وهي تتنهد بقوة ، نظر جلال لها بقلق ولكنه التزم الصمت بسبب علمه انها ستتحدث بعد أن تتمالك نفسها تحدثت تغريد فجأة بصوت خافت يجاهد بالخروج سمعه جلال بصعوبة بالغة : بص يا جدو بصراحة كده انا كنت مخبية عنك حاجة ولازم اعترفلك بيها دلوقتى
صمتت تغريد قليلًا مبتلعة ما في حلقها بصعوبة شديدة بسبب توترها الكبير ، أخذت تنهيدة عميقة لتبدأ بإخباره بكل شئ حدث معها من قبل وكيف كان والديها يعاملانها بطريقة سيئة وكيف أنها هربت ولحظها التعيس اصطدمت بحاتم الذي اخذ يتصنع اللطف في البداية ومن ثم أخذ يهددها وقد شعرت لوهله انه ربما سيقتلها في اي لحظة لذا أخبرته أنها ستنفذ تلك المهمة هربًا من بطشه اولًا ومن ثم ستحاول الهرب وقتها لكن رجال حاتم يحاوطونها ويجعلونها غير قادرة علي تنفيذ اي شئ من خطتها في الهرب ، ما إن انهت حديثها حتي بدأت بالاعتذار بشدة من الجد ناطقة انها حقًا لم تقصد فعل ذلك وأنها كانت مجبرة ، وأنها تقدر له كل شئ حتي انه يجعلها تناديه بالجد حتي لا تشعر بالوحدة وأنها مختلفة عنهم
أنت تقرأ
ظلام قلب
Acciónكم كنت ساذجة عندما اقحمت نفسي في تلك المشاكل ربما كانت حياتي جيدة رغم كوني كنت ناقمة عليها ، إيا قلبي المسكين اعتذر لظلمي لك ، لقد قابلت العديد من الشياطين علي هيئة إنسان مسالم ،.اعتذر منك يا قلبي لكنك قد لطخت بظلام قلبهم ، وقد أصبحت الان مثلهم تمام...