الفصل الرابع

334 27 18
                                    

الفصل الرابع

وقد نجحت فقد استطاعت الوصول إلي الخارج دون أن ينتبه لها أحدًا وقبل أن تصل إلي البوابة اصطدتمت بأحدهم كادت تعتذر لكن الصدمة الجمت لسانها ما إن وجدت حاتم مقابلًا لها

رمقها بنظرات متعجبة بينما هي شعرت بفقدانها لقدرتها علي الحديث ، أخذت تعود إلي الخلف بينما تردد كلمات غير مفهومة لم يستطع الاخر فهم شيئًا منها ، رفع عينيه باحثًا عن دارين لكنه لم يجدها ، نظر لتغريد مرة أخري لعدة ثوان ومن ثم رفع هاتفه يتفقد الساعة ، أبتسم بطريقة اربكتها وقد علمت انه اكتشف الأمر لم تجد ما تستطيع قوله لذا ظلت ترمقه بنظرات زائغة ، قرر اخيرًا ان يرحمها قليلًا من التوتر الذي ينهشها ليتحدث بلهجة جامدة : هتفضلي واقفة كده كتير مش ناوية ترجعي فصلك؟!!

فغرت تغريد فاهها بعدهم تصديق ، هل يعقل انه لم ينتبه لكونها علمت بحقيقة عمله واستغلاله لهن ، إذا كان حديث دارين صحيحًا فلابد انه يعلم ، غادرت سريعًا دون التفوه بحرف ، حتي لا تدخل الشك إلي قلبه واتجهت إلي صفها بخطي سريعة ومرتبكة ، قامت بطرق الباب والدخول فورًا ولحسن حظها لم يكن المعلم موجودًا وقتها ، فقد كان في مكتب المدير ، لذلك تفادت الاعتذارات والاعذار ، اتجهت إلي مكان جلوسها بينما تنظر إلي دارين التي ما إن رأتها حتي ارتبكت بشدة وابعدت انظارها عنها لانها شعرت انها السبب ، جلست تغريد بجوارها ملتزمة الصمت ، مما جعل شعور الذنب لدي دارين يزداد ، همست لها دارين اخيرًا بعد أن استجمعت شجاعتها : انا اسفة مكانش المفروض احكيلك حتي لو اصريتي علي الموضوع

حاولت تغريد أن تهدأ وتقوم بإجابتها ، فلا دخل لها في الامر من الاساس ، اخذت نفسًا عميقًا فكم تشعر الان بالاختناق وكأن انفاسها قد هربت منها تحدثت بلهجة بالكاد مسموعة حتي بالنسبة لدراين الجالسة بجوارها : انتِ معملتيش حاجة علشان تعتذري يا دارين كده كده كنت هعرف فمتفرقش دلوقتي ولا بعدين

ظهر الحزن جليًا علي وجه دارين بعد سماعها لتلك الكلمات حاولت الرد عليها لكنها لم تستطع فعل هذا ، ولحسن حظها انفذها دخول معلم مادة اللغة العربية لذا التزم الجميع الصمت ، لم تستطع تغريد التركيز في اي كلمة يقولها الأخر فقد كانت شاردة في الفراغ ، تجول ببالها الاف السيناريوهات السيئة ، لا تعلم هل علم الأخر ام لا ، توقفت فجأة عن التفكير به وقد ظهرت علي وجهها علامات الشك ، هل يعقل ان تكون دارين من اخترعت كل هذا وهو لا ينوي سوءًا ، لكن ماذا عن الآثار في يديها وماذا عن نبرتها الحزينة ، وماذا عن انكسار نظرات عينيها ، فمهما استطاع الجسد أن يكذب تستطيع عينيه فضحه فالعيون لا تكذب

نفت برأسها محاولة إبعاد تلك الأفكار عن رأسها ، فبالطبع صديقتها ليست خائنة هي فقط من يتعبها التفكير ، انتشلها من شرودها صوت طرقات علي الباب ، أثارت اهتمام الصف بأكمله ، دخل ذلك الشخص بعد أن سمح له المعلم ، وقد كانت احدي المشرفات في الخارج ، مرددة بهدوء : انا اسفة يا مستر اني دخلت كده فجأة بس تغريد لازم تروح حالًا وفي حد جه جابلها اذن علشان تمشي

ظلام قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن