غَيَاهِبْ 25

1.1K 80 43
                                    

لاَ عِلَمَ لِيّ بِمَا يَجرِي حولِي .. أَشعُر وكأنِي إِستيقَظتُ مِن صَحوَة أَصابتنِي لِسنِين .. أخِر مَا أذكُره .. سُقوطِي أَمام بَابِ المَشفَى والصُراخ .. رأَيتُهم يَسحبونَه مِن أعلَى ظَهرِي ووضعُوه فِي نَاقِلَة المَرضى .. كُلُ شَيءٍ كَان مُبهم ..

كَلام الطَبِيب وصُراخِه العّالِي الذّي يَقول " لاَ يُوجد نَبض ، لاَ يُوجد نبض " وهُروعهم بِه إِلى .. لا أعلَم أين .. أنفَاسِي الثَقِيلَة .. سمعِي الذّي يتباطَأْ .. الطَنِين الذّي يتخبّط داخِلَ رأسِي الذّي بَاتَ ثقِيلاً .. مُحاوَلة بعض المُمرضِين مُساعدتِي عَلى الوُقوف ..

هُنَا تسَاءَلت ، لِمَا أصواتهم كَانتْ بَعِيدة هَكذا علَى الرغم مِن إلتِصاقهم بِي ؟ وكأنِي فِي وداِي .. أو فِي قعر مُحيط مَاء ، وهنَا تَلاَحَمت أجفَانِي وفقدتُ الشُعور بِكل محِيطِي ، هَل مُتْ ؟ لَكِن هَل المَيِت يَستطِيع التَحدث داخِلَ عقلِه البَاطِنِي كَما يحدث الأَن ؟؟

فتحتُ جِفَناي وأغلقتهَا بِسرعَة لِقوة الَضوء .. أعدت فَتحهَا بِبطء حَتى إعتَادت مَحاجِري عَلى الضَوء ، رأيتُ مُمرضَة تَقترِب مِني ..
" هَل أنتَ بِخير يَا فَتى ؟ هل تستطِيع النَظر جيدًا ؟"
كَانت فَتاَة ربّمَا فِي مُنتَصف عِشرينَاتها .. صوتهَا هَادِئ ..
أردتْ التَحدث لكنّي لم أسَتَطِع ، فتحتُ فمِي لأتَحدث وأُخبرهَا بأنِي رأيتُ كَابوسًا سيئًا .. رأيتُ أخِي عَلى ظَهرِي مُصاب .. رأيتُ أخِي يتعرض للتَحرش مِن قبل مُتحرش ،

إِن كُل ذلك حلمًا سيئًا إذًا لِماذا أنَا فِي المَشفى ، لِماذا أشعر بِشيءٍ يَضغط عَلى رأسِي ؟ ، لِماذا تُوجد الضِمادة حَولَ رأسِي ..
" لا بأس عليك ، هيَا إن كُنتَ لا تَستطِيع التَحدث أكتب هنا .. أخبرنِي بإسمك وإسم ذلك الفَتى ، نحتاج للتواصل مع عائلاتكم "
وضعت أمامِي دفتر صغِير الحَجِم وقَلم حِبر لأكتب ، كَانت تُدلك كَتفِي كمُحاوَلة للإطمئنَان ..

نظرتُ إليهَا بِشرود ، أخِي .. تَايهيونغ .. كيفَ حالُه ؟؟؟
أمسكتُ مسرعًا القَلم ويدي ترتجِف بِشدة ، أصواتُ نبضَات قَلبِي تَصرُخ عَالِيًا .. وتِيرَة أنفاسِي تتسَارع كَما وأنِي أختنِق ، معِدتِي تعتَصِرنِي ، والصُداع بدأ يفتّك بِنصفِ جُمجمتِي ..

" هَل هو بِخير ؟ هل عَاش ؟ " كتبتُ ذلك بخطٍ مُتعرج لِشدة إرتجاف يدي ، نظرتُ لهَا .. أبحث عَن أي إِجَابَة داخِلَ عينَاهَا التِي تنظُر إِلي بِشَفَقَة ..
شعرتُ بِعُقدة بينَ حاجِبيّ ، لِماذا بِحق الحَجِيم لا تُجيب ؟؟؟!!!

غَيَاهِبْ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن