رِيَاح غُروبِ الشِتَاء العَليّلَة ، المبَانِي الشَاهِقَة ، الشَمس التِي بَاتَ نُورُهَا خَافِت لِيقشَع مَكانهَا سَتائر الليّل الظَلِيم القَاتِم ، أتسَاءَل .. مَا هذَا الإِستِكَان الذّي أصَاب عَقلِي و رُوحِي ؟ توقعتُ بأنّي سأسترجع جُزءًا مِن بَقايَا رَمَاد نفسِي الضَائعَة ، أملِكُ المَال ، لديّ مَا يجعلنِي أشترِي السَعَادة والمُتعة ، إذًا لِماذا أنَا لا أشعُر بِذلك ؟ لاَ أستَطِيع الشُعور بالمُتعة ، بالرَاحة ، ببعضًا مِن لفَحَات السَعادة المُتلهِف لهَا ،مَا هذَا الهُدوء الذّي يملؤنِي ؟ مَا هذَا الفَراغ وَ الصَمت الذّي إمتَص بَقايَايّ وأخرَس عقلِي ؟ و كأنَ لاَ زَال لاَ يستوعِب كمّ الأحدَاث التِي أصابتنِي فِي المَاضِي فِي وقتٍ قَصِير ، نَضَج عقلِي كَثِيرًا .. الهُدوء يُخيّم عَليّ ، عَكس الضَوضَاء التِي كَانت فِي رأسِي تُقيِم .
عَدَم التَفكِير المُفرِط كَالسَابِق كُلّه إِختَفى .. لَكن بَقت أَثاره مَطبُوعَة عَليّه ،
علّي تأقلمت عَلى عَدم إِزدحَام الأَفكار والضَجِيح دَاخِلَ عقلّي ،
بَعد أن كُنتُ ذَاكَ الشَاب الصَغِير الذّي إِعتَاد أنْ يُضمِد جِراحَ عقلِه بِنفسه ،أكرَه نُسختِي الجَدِيدة بالرُغم مِن هُدوئِهَا ، لَكِن كَمَا يَقولون الشَخص الذّي ستصبح عليّه سَيُكلفك كَثِيرًا رغمَ ذَلك يَجب أن تُعطيِهَا الأَهمِية وتَختارُهَا مِن بين نُسَخِك .
مخَاوِفِي القَدِيمَة قُمتُ بردمِهَا فِي أعماقِي السَحِيقَة لِذلك هِي لَن تَطفوا عَلى سَطح قلبِي و عقلِي ذَاتَ يوم ، لن أشتَاق للمَاضِي ولا لِذكرَاه ، لأنِي وببساطة رحبت بِنفسِي وحياتِي الجَدِيدَة هُنَا .
جِين صبيّ الثَانِي والعُشرون الحَزِين المَليء بالتَعب والشُروخ والأَفكار التِي تُعانِق عقلَه التَعِب قَد أصبحَ رجلٌ فِي الثَاسِعْ والعِشرين ، بأفكارٍ نَاضِجَة وعقلٍ رَزِين وَهادِيء ،
أبعدتُ بِمحادِقِي عَن المنَظر المُطل عَلى مَبانِي المَدينة الكبِيرة والبَحر عَبر الجِدار الشَفاف ونظرتُ لِساعة المَكتب والتِي كَانت تُشير للسَابِعَة مساءً ، أطلقتُ تنهِيدَة بدَت مَسموعة فِي زوايَا مَكتبِي السَاكِنْ ، أشُعر بألم شَدِيد يُمزق خَلايَا رأسِي بِسبب صُداع شِجار يُونغِي و نَامجُون صَباحَ اليوم ، جديًا شِجاراتهم قَد أصبحتْ مَلحوظَة ، وفي كُلِ مَرة أستَفسِر يختلِقَان شَيئًا ،
أنَا بالفعِل لم أعُد قَادرًا عَلى مُناقشَة مشَاكِل أحد أو مُحاولة الإستماع لهَا ،
الأَن بَاتوا كِبار وَ نَاضِجِين لَهم كَامِل القُدرة عَلى حَل صِراعاتِهم معَ بعضهم بنفسهم .
أنت تقرأ
غَيَاهِبْ .
Aktuelle Literatur- مُجَرَدْ فَتَى حَاوَلْ أَنْ يُواكِب هَذَا العَالَمْ وَ يَتَشَبَثْ بِهْ .. وَلَكِنْ أَخْشَى أَنِّي قَدْ تِهْتْ وَ إِنتَهَى بِي الأَمرْ وَقِيّعَ غَيَاهِبَ الحَيَاة والزَّنَاء ... *خَالِية مِنْ آَيةِ مَفَاهِيمْ *مِثْلِيَة* عّلاَقاتْ أَخَوِية فَقَطْ...