بعض الذكريات

19 1 2
                                    

....... ممممم ماذا سوف ترتدين الان؟ لدي الكثير من الملابس حقا
ارتدت ليان قميص ابيض طويل مع بنطال جبنز وسترة سوداء طويلة وهي الآن امام مرآتها الصغيرة تضع القليل من المكياج وبدأت بترتيب الحجاب الوردي الذي بتلائم مع لون حذائها الرياضي وحقيبتها أيضا انتهى الأمر برشة قليلة من عطر امها الناعم وبدأت تتصفح الانستغرام بينما تنتظر رغد وسهاد إلى ان رن جرس الباب
....... تبدين جميلة كالعادة ليان انت أنيقة جدا
اردفت رغد بهدوء
...... اتسائل اين يختفي كل الطعام الذي تأكلينه لابد أن جسمك ثقب اسود ولكن في نهاية الأمر أحسنت تبدين جميلة
قالت سهاد بابتسامة
ذهبت الثلاثة إلى السوق القريب من الحي لأن من غير مسموح لهن بالابتعاد كثيرا فكل شيء كان خطر في تلك الايام كانت الاوضاع حرجة للغاية ما أن سمع الجميع بقدوم ذلك التنظيم الإرهابي (داعش) إلى العراق وبعد أن سمع الكثير بأمر مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها ألآلاف من الشباب كانت ليان ممتنة لله كثيرا لان الضابط الأعلى مرتبة من شقيقها نور حبسه ولم يسمح له بمغادرة القاعدة قبل وصول الدعم رغم انه كان مصرا على الخروج لان جميع أصدقائه فد خرجوا ولكن الآن فات الاوان لقد مات الكثبرين ولكن بسبب عناية الله ولطفه نجى شقيقها البكر وعاد إلى البيت سالما كان ذلك قبل عامين والان شقيقها ملازم وهو قائد لكتيبة وتم نقله للموصل بعد الأحداث التي حدثت
....... لماذا لا تشترين شيئا غير الاكسسوارات
قالت سهاد
........ انا حقا املك الكثير امي تشتري لي الكثير من الملابس مؤخرا وهي تقول
_لا اطيق صبرا حتى اراك تلبسين أجمل الملابس بالجامعة
قالت ليان وهي تقوم بتقلبد صوت امها بطريقة لطيفة
...... لكن لا تزال امامك سنتين حتى الجامعة ههههههههه
...... انها ام عليكما تفهم مشاعر الأمهات
قالت سهاد بغضب
....... ليان الا تعتقدين ان يجب عليك تحسين درجاتك حقا فكري بامك او بنور احيانا افكر بكم كثيرا
...... نور يفتعل المشاكل كثيرا عندما يأتي لدرجة اني أشعر بالراحة اكثر عندما لا يكون موجود في البيت
_توقفي عن العمل امي انا رجل وانا سأعمل _
_انت اذهبي للدراسة درجاتك متدنية حقا هذا لا بعقل ليان من غير المعقول ان تكوني بهذا الغباء_
انه غاضب مني طوال الوقت ودائما ما يصرخ في وجهي وكأن هذه ارادتي انا اكره الدراسة حقا اكرهها بشدة وماذا بشأن عمل امي انها ممرضة وهذه مهنة شريفة انا لا احب جو المشاحنات لكن هذا لا يعني اني لا اشتاق لرؤيته كل ما طالت فترة غيابه أشعر بالغربة كلما غاب كثيرا تذكرت تلك الحادثة
نعم تذكرت ذلك اليوم سمع الكل عن تلك المجزرة لم تكن حول نور اي اخبار ولم يرد على هاتفه لأسبوع بدأت الام تتوتر وتتخيل ابشع الصور حول ابنها ترى كيف قتلوه؟ ترى اين اخذوه؟ هل هو حي؟ هل هو بخير؟ هل كان يشعر بالبرد؟ هل هو جريح؟ أم انه يقبع في احد المعتقلات؟ ام انه مات جائعا؟ ماذا فعلوا بجثته؟ هل هي سليمه؟هل دفنوه؟ ام جعلوه يطفو على سطح دجلة ومن بعد ذلك غاص جسده المياه؟ اين ابنها يا ترى؟ تلك الأيام التي لا تستطيع ليان او امها نسيان اي تفصيل صغير منها ولا حتى تاريخ الشهر او الساعة او الوقت مساء او عند النهار كان تيار الكهرباء مقطوع كالعادة في عموم محافظات العراق أثناء جفاف الصيف الحار عند الساعة الثالثة ظهرا حتى ان ليان كانت تدرس مادة الكيمياء التي رسبت بها في المرحلة الثانية من المتوسطة وكانت عندعم الجارة ام رياض جاءت لتطمأن على الام التي أصابها الاكتئآب وهي صامتة طوال الوقت ظاهرا لكن تجول في عقلها اسوء السيناربوهات وكان قلبها يعدو هنا وهناك عله يجد أملا بسيط يمكن ان ينتصر على كل تلك الأفكار المرعبة الى ان كسر الصمت طرق هادئ على الباب كان كفيلا على الجميع سماعه لشدة الهدوء الطاغي كانت الام في عالمها الموازي بينما لا تستطيع الجارة ام رياض النهوض لأنها بالطبع تعاني من مشاكل في المفاصل نهضت ليان متكاسلة تشعر بالضجر وهي تتمتم إلى متى سابقى ادرس كانت متأكدة ان اكثر شيء تكرهه في هذه الحياة هو الدراسة
..... من على الباب
قالت ليان ببرود
..... هذا انا افتحي فالجو حار
صوت رجولي مألوف فتحت ليان الباب كان متكئا على جدار الباب و كانت ملامحه مغايرة بعض الشيء عما كانت عليه وبدا اكبر قليلا من عمره اضافه إلى بشرته التي تحولت إلى سمراء من بعد ان كانت حنطية اللون
....... هل يوجد ماء بارد؟ ماذا عن الحمام؟ لا تخبريني ان الماء حار أيضا بسبب الجو
لم تعلم ليان ماذا حدث لها؟ في تلك اللحظة هي مستغربة لكن لا يبدو عليها ذلك سعبدة أيضا وفي نفس الوقت و ترغب بالبكاء
....... انه 19من يونيو ماذا تعتقد؟
...... قوانين الجفاف أين امي؟
...... بالداخل
اجابت ليان..
....... من كان الطارق عزيزتي
...... نور
قالت ليان بفرح وحزن ورغبة في عناق الشاب الذي تسبب في كل ذلك الخوف خرجت الام من سبات صمتها بعد سماع زغاريد الجارة السعيدة حيث كان ابنها البكر داخل البيت وهو يحاول تهدئة هذه المرأة
...... نور؟
قالت بتسائل وفورما وقعت عليه انظارها وقعت مغشبا عليها
...... امي!؟
قال الاثنان بهلع في ذلك اليوم لم تستطع الام ترك ابنها ابدا لا عند نومه ولا عند تناوله الطعام وكأنها تخاف فقدانه مرة أخرى لذا هي تسعى للحفاظ عليه كان يشعر بالاحراج نوعا ما لكنه تفهم الأمر
...... ماذا كنت تفعل هناك؟
قالت الام باهتمام
...... انه عملي امي انا ظابط هناك تم ارسالي إلى هناك فورما افتتحت تلك القاعدة اردت الخروج في ذلك اليوم على اي حال
....... اردت الخروج؟
سألت الام بذعر.
...... لم اخرج امي لقد حبسني المسؤول عني ولم يسمح لي بالخروج حتى جاء الدعم من العاصمة رغم ذلك فقدت الكثير ممن اعرفهم وبعضهم تحت أمرتي
خشيت ألا اراكم مجددا رغم اني كنت في أمان
..... لن تعمل بهذا العمل مجددا
..... ماذا تقولين امي هذا عملي لم أحصل عليه بالمجان اذا تركت العمل لن تتم ترقيتي هذه ثمرة دراستي
كل تلك الذكريات كانت كانت تتجدد وتسير بين ممرات ذاكرة ليان بينما كانت مع الاخريات وهي تمسك كوب العصير وهقد باتت قريبة من البيت ما عليها الآن الا عبور الشارع إلى ان صاح برأسها صوت التزمير العالي من السيارة
...... انتبهي يا فتاة الا ترين؟
قال سائق تلك السيارة بأنزعاج
..... هل تأذت؟
قال السيد الجالس في مقعد السيارة الخلفي بجانب ابنه
..... لا أعتقد ذلك
قال السائق
..... وكأنه عطر امي
تمتم الابن بصوت خافت وكأنه بكلم نفسه
..... هل هناك مشكلة؟
قال الاب
.... لا__لا شيء
رد الاخر بتوتر
...... هل تشعر بتعب؟ سوف أغلق نافذة السيارة اعتقد ان غبار الشارع سوف بؤذيك
.... اومأ الابن برأسه موافقا فأغلقت نافذة السيارة بناءا على طلب ابيه



خلصت اليوم 😍😍💕💕
رايكم؟
(رأيكم مهم)

 خلف ستار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن