«أعتقد أنها تستعيد وعيها يا دكتور» .
انحنى الرجل في اللباس الأبيض فوق داليا بينما كانت تستعيد وعيها، و كانت أشعة الشمس تضيء رأس الممرضة المعتمرة قبعة بيضاء و الواقفة في الجهة الثانية من السرير .
ظلت صورة الطبيب فترة مشوشة، غير واضحة، و شيئاً فشيئاً توضحت التفاصيل و تعرفت داليا إلى الوجه الذي سبق و شاهدته في شكل متقطع خلال أيام و ليالي متواصلة .
قال الطبيب :
«إذن، يمكننا القول أنكِ نمتِ جيداً» .«هل الوقت صباحاً ...؟»
«صباح جميل و مشمس، الرابع من آب / أغسطس» .
رددت وراءه :
«الرابع من آب / أغسطس» .ثم أزاحت نظرها عنه و نظرت صوب نافذة الغرفة حيث كانت العصافير ترقزق وراءها، و أضافت تقول :
«ما أجمل زقزقة العصافير ...»أعلمها الجراح قائلاً :
«تحت النافذة، شجرة صنوبر من أصل اسكتلندي، و فيها أعشاش عصافير كثيرة» .«منذ طفولتي و أنا أحب العصافير، لقد حلمت حلماً غريباً، هذه الليلة، جاء صديق ليزورني، كان الثلج يتساقط ...»
سألها الدكتور وستبوري و هو يبتسم :
«هل هو الحبيب ؟»«آه، لا، لم ... لم أكن تلك المرأة التي أحبها» .
و في الأيام التالية تحسنت صحة داليا و توطدت عرى الصداقة بينها و بين الدكتور وارد وستبوري، إنه اسكتلندي خجول، لكنه جراح ناجح، فقد أوكلها إلى الممرضة موران، المدلكة الطبية المشهورة، و هي أمريكة الجنسية، شابة، تقوم بتدريب خاص مدته سنتان في المستشفيات البريطانية، كانت مرحة و دائماً في مزاج طيب، نضرة، شقراء ذات صوت مبحوح، تحب المزاح و التسلية بشكل دائم .
و مهمة غيرسيدا موران أن تقوي عضلات ساقيّ داليا، تلك القوة التي فقدتها خلال العملية الجراحية الدقيقة التي أجريت لها في سلسلة الظهر، و قد شرح الدكتور وستبوري لداليا أن عليها أن تتحلى بالصبر الطويل لأنها في حاجة إلى تدليك و تمارين قبل أن تتمكن من المشي، و التمارين اليومية التي ستقوم بها بواسطة المدلكة الطبية يجب أن تستمر إلى ما بعد مغادرتها المستشفى .
و اقترب موعد الذهاب إلى المنزل ... و هذا ما كانت تتمناه داليا في شدة ... لكن هناك ظل وحيد لم يبتعد عن أفكار داليا ...
يوم الأربعاء، وضعتها الممرضة في كرس نقال و أخرجتها إلى الحديقة لتتحدث مع شقيقتها، تحت نور الشمس الساطعة، كانت الفترة بعد الظهر و كان الطقس رائعاً و دافئاً برغم أن أيلول / سبتمبر هو شهر بارد إجمالاً .
همست دالیا :
«لا يمكنني التصديق بأني أمضيت وقتاً طويلاً في المستشفى، كأن أشياء عديدة قد حدثت ...»
أنت تقرأ
عاشت له // روايات عبير
Romanceالملخص : ربما كان معظم عذاب المحبين، هو أنهم لا ينالون ما يتمنونه .. و هذا ببساطة ما حدث لداليا الفتاة الرقيقة البريئة التي وقعت في حب الرجل الذي أنقذ حياتها، و الذي خطب أختها فيما بعد .. إنه حقاً شخص مختلف و غريب .. ترك كل شيء وراءه و غادر إلى أفري...