الفصل الرابع : أختي وصيفتي

3.3K 90 1
                                    

كانت داليا نائمة عندما أضيئت غرفتها فجأة، فاستيقظت من حلم، من كابوس، كانت ضائعة في العاصفة ... الرعد و البرق و المطر ... كانت وجنتاها مبللتين بالدمع فجففتهما بسرعة بطرف يدها عندما رأت هيلين جالسة على طرف السرير، إنها أجمل من كل الأيام، بشعرها المرفوع كعكة و عينيها البراقتين الرائعتين .

«هل يعجبكِ ؟»

وضعت هيلين يدها تحت أنف داليا التي لم تستيقظ بعد تماماً، فتمتمت قائلة :
«ماذا ؟ من ؟»

قالت هيلين و هي تحرك أصابع يدها :
«خاتمي يا حمقاء ! إنه ضخم بما فيه الكفاية و يمكنكِ أن تريه جيداً، قدمه لي بیتر مساء اليوم» .

انتفضت داليا و جلست في سريرها تتأمل الخاتم، نعم، إنه خاتم ضخم زمردة كبيرة محاطة بحجارة صغيرة من الماس، إنها نار خضراء و بيضاء في يد هيلين النحيلة .

«لقد حصلت عليه ! هنئيني يا هرتي» .

داليا تعرف جيداً أن هذه اللحظة ستحصل، لكن كلمات التهنئة ظلت مسدودة داخل حنجرتها، فتوترت هيلين من ردة فعل داليا أمام هذا الخاتم الرائع الذي يخطبها إلى بيتر شيريدان ... الرجل الثري، القطب الغامض، هذا المليونير ذو القناع المخيف، الذي انجذبت إليه معظم النساء، لكنهن لم يحصلن عليه، أما هيلين، فقد تمكنت من أسره و تشعر الآن بانتصار كبير .

تمسکت هيلين بكتفيّ داليا النحيلتين و هزتها قائلة :
«استيقظي يا داليا ! قولي شيئاً ما، حتى و لو اضطررتِ إلى القول : يا أختي المسكينة !... أني أعرف جيداً أن ذلك ما تفكرين فيه !»

«لا ... کلا ...»

«إذن لماذا تبدين مصدومة بهذا الشكل ؟»

كانت هيلين تضحك لكن عينيها أصبحتا فجأة جديتين، فانتبهت داليا لهذا الأمر و قامت بجهد لتتمالك نفسها و قالت :
«طبعاً أنا سعيدة من أجلكِ يا هيلين، أهنئكِ» .

قالت هيلين ساخرة :
«هذا كلام فتاة صغيرة مطيعة، أصبحتِ أسوأ من العمة سوزان، إنها تعتبر بيتر رجلاً من حديد، الصاعقة و الرعد تحت جلده، بدلاً من اللحم و الدم، و الآن دعيني أرى كيف تبدين و هذا الخاتم في إصبعكِ» .

هذا الإقتراح أرعب داليا التي رجعت إلى الوراء و استندت إلى الوسائد و قالت :
«لا ... أرجوكِ ...»

«لا تكوني حمقاء !»

تناولت هيلين يد داليا بالقوة و وضعت الخاتم في البنصر، ثم راحت تتأمل يد شقيقتها الباردة، و شرعت تضحك بفرح و تقول :
«يبدو الخاتم مضحكاً في يدكِ يا طفلتي» .

بدا الخاتم ثقيلاً و خشناً على يد داليا النحيلة ذات الأصابع الناعمة و الأظافر القصيرة غير المطلية، و شعرت بارتياح عندما سحبته هيلين من إصبعها لأن وزنه و قيمته ترعبانها، و وضعته هيلين من جديد في إصبعها و هي تبتسم من الإكتفاء و ليس من الحب، و في قلبها قليل من الحب لبيتر كرجل، و في لهجة مؤلمة سألتها داليا :
«هل رأيتِ طوني في هذه الأيام الأخيرة ؟»

عاشت له // روايات عبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن