الفصل الثاني : الطريق إلى منزل الحلم

3.9K 80 6
                                    

و ذات يوم رافقت هيلين بيتر إلى سباق الخيل و تعرفت إلى غاري كونواي الذي عاد معهما إلى منزل عائلة سميث، إنه يبلغ من العمر ثلاثة و عشرين عاماً و هو عازف بيانو ذو موهبة رفيعة و مستقبل فني واعد، و ذلك بفضل بيتر شيريدان الذي احتضنه بعدما فقد والده في أفريقيا في حادث مؤسف، و كانت أمه أيضاً متوفاة .

فيما بعد أخبر غاري داليا أنه كان لا يزال في سن المراهقة عندما توفي والده و من ثم عاش في كنف بيتر الذي أمن له تعليماً متيناً و إمكانية إكمال دراسته الموسيقية، أنه يكن لولي أمره تقديراً صادقاً و هذا كان أبرز بذور الصداقة التي بدأت تتفتح بينه و بين داليا .

نحافته و ابتسامته المترددة و عيناه الرماديتان و شعره العاصي، كل هذا كانت العمة سوزان معجبة به، استقبلته في منزلها بطيبة خاطر، و لم تظهر عن اشمئزاز أو حذر کما فعلت تجاه بيتر أو «القطب الغامض»، و هذا الأخير إنسان كريم کما اعترفت أخيراً سوزان، إذ يبدو كأنه يمرح و يتسلى و هو يقدم لهيلين جرعة من هذه الحياة العصرية التي كانت دائماً تحلم بها، كذلك وقع مع العم هاري عقود تأمين لا بأس بها، و مع ذلك فما زالت العمة تعتبره إنساناً خطراً ... خاصة عندما يظهر بقامته الطويلة بين الستائر القطنية الموشاة و الآنية المزخرفة في قاعة الإستقبال .

لكنها ذات مساء أقرت بصراحة لداليا أنها تشعر بارتياح كبير لإختيار بيتر هيلين بدلاً من داليا، لأن هيلين أكثر معرفة بأمور الحياة من شقيقتها .

«لقد تعرف إليكِ أولاً يا داليا، و كان من المحتمل أن يغازلكِ أنتِ، لكن لو فعل، لما كنت قد سمحت له بذلك» .

همست داليا من دون أن ترفع نظرها عن الكتاب :
«في كل حال، أنا لست من طرازه» .

«صحيح يا حبيبتي، لكني أعرف شخصاً يعتقد أنكِ من طرازه» .

لم تقدر داليا أن تمتنع عن مناكدة عمتها و تقول في ارتباك :
«صحیح يا عمتي ؟ و من تقصدين ؟»

«أنتِ تعرفين جيداً عمن أتحدث، غاري شاب لطيف و ما كنتِ تقبلين الخروج معه لو لم تفكري الشيء نفسه، و لحسن حظي، أنكما، أنتِ و أختكِ، بنتان عاقلتان، و لا تشغلان بالي من هذه الناحية» .

إن عادة هيلين في الإعجاب بالرجال كانت دائماً سبب هموم العمة سوزان، ابتسمت لها داليا و قالت :
«هيلين رائعة الجمال ! و هي تجذب الرجال بالرغم منها» .

«هه، هه، هه، لكن ليسوا جميعهم من النوع الذي يعجبني، لو أنها فقط ترضى بالإستقرار مع طوني، إنه شاب لطيف، جدير بالثقة و عائلته لم تغادر لاوتون أبداً و نعرف عائلته من زمان ... ماذا نعرف عن بيتر شيريدان، غير كونه ذا ثروة طائلة ؟»

«عمل بكد و جد ليربح هذه الثروة الطائلة، إنه يعامل غاري كإبن له، و هذا من الأسباب التي جعلته يشتري بيتاً في انجلترا، إذ أنه يريد أن يبدأ غاري مهنته هنا» .

عاشت له // روايات عبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن