احتفلت هيلين و زوجها بعودة داليا من المستشفى في حفلة عشاء منزل العروسين .
و أعجبت داليا بشقة أختها الصغيرة و اللطيفة، الصالون العصري يليق بشخصية هيلين، بمقاعده المنخفضة و سجادته الليمونية و ستائره المزركشة .
و بعد العشاء، أجلسها صهرها الطبيب بين الأرائك على مقعد بشكل نصف قمر و ابتسمت هيلين فرحاً و هي تقدم القهوة و قالت لداليا :
«يعجبني شعركِ الطويل المرفوع، يجب أن تحافظي على هذه التسريحة» .«سأحتفظ بها حتى أعود إلى العمل، الشعر الطويل يزعجني عندما أمضي معظم وقتي أمام الآلة الكاتبة، صالونكِ أعجبني يا هيلين، إنه عصري و دافيء في الوقت نفسه» .
«ما رأيكِ باللوحات المرسومة ؟ اشتريناها خلال رحلة شهر العسل بسعر رخيص، و وضع طوني إطاراً مصنوعاً من خشب الأثاث نفسه» .
التفتت هيلين إلى زوجها في اعجاب، كأنها لا تصدق السعادة التي اكتشفتها في حياتها مع هذا الرجل الهاديء الذي لن يعكر صفو حياتها، مثل والده، و لا يريد إلا مساعدة مرضاه في هذه المدينة الصغيرة الرائعة .
و رأت داليا بعض الهدايا التي أرسلت للعروسين بمناسبة زواجهما، و بينها مجموعة من الخزف أرسلها بيتر، فهمست داليا تقول :
«هذا لطف منه، إني ... إني آسفة لأنه لم يأتي إلى المستشفى ليودعني» .شيء ما في صوتها جعل هيلين ترفع رأسها فجأة و راحت تتفحص وجه داليا و شعرها الكستنائي الذهبي، فانتفض قلب داليا ... كادت تفضح نفسها ! فأضافت جاهدة في لهجة عادية قدر الإمكان :
«كنا دائماً متفقين في الآراء، كنت أتمنى لو تمكنت من وداعه قبل رحيله» .«ذهب فجأة من دون أن يكلم أحداً، كنت آمل أن تحضري غاري معكِ، الليلة، أنتِ و هو ... هل ما زلتما منسجمين ؟»
«طبعاً، لكنه لم يحضر لإنشغاله في بعض التسجيلات» .
«غاري مناسب لكِ يا داليا» .
«نعم، أعرف ذلك جيداً» .
«تحبينه، أليس كذلك ؟»
«هيلين ...»
«داليا، لقد تعذبت كثيراً و لا أريد أن ...»
رفعت دالیا يدها فجأة و أمسكت يد شقيقتها، تتوسل إليها ألا تكمل كلامها، فصرخت تقول :
«آه، أنظري، هذا البرنامج أحبه، دعيني أراه من فضلكِ» .التفتت العمة سوزان نحوها و نبهتها قائلة :
«إن مدته نصف ساعة و بعدها إلى الفراش يا صغيرتي» .و عندما حان وقت الذهاب، ضغطت هيلين في شدة على ذراعيّ داليا كأنها تتوسل إليها في صمت و تقول : انسي بيتر ! الجميع يعرفون إني أنا من يحب .
و خلال الأيام التالية كانت غيرسيدا تأتي كل صباح إلى منزل سميث لتقوم بتدليك ساقيّ داليا، و غالباً ما كانت تلتقي بغاري الذي لم يفارق داليا لحظة، و في أحد الأيام دعا الفتاتين إلى قضاء يوم الأحد في فيللا بلفدير، فالطقس جميل مما يسمح باستعمال حوض السباحة، و أعلنت غيرسيدا أن السباحة أفضل رياضة لعضلات داليا .
أنت تقرأ
عاشت له // روايات عبير
Romanceالملخص : ربما كان معظم عذاب المحبين، هو أنهم لا ينالون ما يتمنونه .. و هذا ببساطة ما حدث لداليا الفتاة الرقيقة البريئة التي وقعت في حب الرجل الذي أنقذ حياتها، و الذي خطب أختها فيما بعد .. إنه حقاً شخص مختلف و غريب .. ترك كل شيء وراءه و غادر إلى أفري...