البارت السابع

1.2K 44 0
                                    

البارت السابع
لأنك قدرى
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تمر بنا الأيام إلي أن يأتي اليوم الذى هو موعد خروج إبنة سليم من الحضانة فلقد تعافت تماما ليستعد سليم وزينب وهادية للذهاب لجلب تلك الصغيرة التي يجهلون حتي الآن مصيرها وكيفية التعامل معها
زينب سيدة كبيرة لا تستطيع العناية بأطفال إبنتها فهي مريضة وسليم يعلم ذلك جيدا لذا إستبعدها من قائمة ترتيباته أما ناعسة فلا يستطيع أن يأتمنها علي أطفاله ويعلم تمام العلم أن الجميع سيخشي خوفها ولن يجرأ منهم الإعتناء بالأطفال أما عن والدته لن تستطيع الإعتناء بأطفاله خوفا من زوجها فلن يسمح لها بالإهمال في حقة من أجل أطفال إبنها من زوجها الأول
ولكن سليم ترك تدبير الأمر لله وحده هو القادر علي تدبيره فليتوكل علي الخالق ليشعر أن الله سيدبرها
حمل صغيره وتوجه إلي منزل ذكي لكي يصطحب زينب لتأخذ الصغير زوجة خالد ويصطحب سليم كل من زينب عمته وهادية إبنتها لجلب الصغيرة
يصل سليم إلي الحضانه لينهي الإجراءات ويحمل الصغيرة وتلك هي المرة الأولي التي يراها عن قرب ليري بها صورة مصغرة من هدى في جميع ملامحها  ليتذكر أمنية هدى أن تسميها أميرة لتكون أميرة حياتها لترحل هي دون حتي أن تراها  ليناديها بذلك الإسم ويقبل يدها الصغيرة ويضمها علي صدره ليشعر بمشاعر غريبة لا يستطيع تفسيرها ولكن من قوتها كان يود البكاء من شدة تلك المشاعر التي تجتاحه
تحمل زينب الطفلة منه لتبكي عند حملها فهي أيضا ترى فيها صورة مصغرة من هدى لتحاول هادية تهدئتها ولكنها  تبكي هي أيضا علي فقدان أختها الصغرى فتلك الصغيرة تذكرهم بها 
يحمل منهم سليم الطفلة ليتحدث معها كما كان يتحدث معها وهي في رحم والدتها ليخبرها أنه جلب لها الكثير من الألعاب وعندما تكبر سيجلب لها تلك الشرائط الخاصة بالشعر والكثير من الحلي التي تتزين به ليخبرها أنه سيكرث حياته كاملة من أجلها 
تطلب منه زينب أن يأتي لها بملابس الصغيرة ولكنها تتفاجأ برفضة ليصر علي أن تبقي الأطفال معه يعتني بهم لتأخذهم هي فترة الصباح حين يذهب إلي العمل وبعد الجدال الطويل كانت النتيجة إستسلام زينب لرغبته التي أصر عليها وبشدة
علي لسان سليم مكنتش عاوز حد يربي عيالي غيرى مشكلتي كانت في فترة الشغل بس الصبح ولكني مستعد أعملهم كل حاجة مش عاوز أكرر اللي أنا عشته
عاوز أخدهم في حضني ويكبروا قدام عيني
           _______________________
في بيت جمال
في  منزل كبير مكون من طابق واحد يضم مكان مخصص للبهائم ( أعزكم الله)  إنه منزل جمال الأخ الأصغر لناعسة ويتسم بنفس جبروتها هو وزوجته دلال جميع أولاده متزوجون معه بالمنزل ولكن لكل منهم غرفته هو وزوجته ليجتمع جميعهم في منزل واحد  ولديه إبنة واحدة وهي أمل ( تبلغ من العمر الخامس والعشرون من عمرها طويلة القامه قمحية البشرة بعيون ضيقة بنيه ونحيفة بعض الشيئ ولكنها تحمل ملامح قاسية بعض الشئ تشبه عمتها ناعسة كثيرا  لا يتقدم أحد لخطبتها نظرا لطباعها الفظة مما سبب لها أزمة نفسية )
تطرق ناعسة باب المنزل لتفتح إحدي زوجات إبن جمال لترحب بناعسة ترحيبا شديدا خوفا من بطشها ليأتي جمال وزوجته وإبنته يرحبون بها لتجلس معهم قليلا تتحدث في أمور عدة  ثم تصطحب أمل علي إنفراد لتتحدث معها في أمر هام فلقد إختارتها لتزوجها لإبن زوجها سليم حتي تعتني بأطفاله لتقيم معها المخططات حتي تكسب ود سليم ويوافق علي خطبتها فعليها إكتساب حب أطفاله أولا والإعتناء بهم حتي تقوم بلفت نظره واعده إياها بعدة وعود لتغريها حتي تطيعها
تفرح أمل بكلمات عمتها وعرضها لتوافقها الرأي وتخبرها أنها ستفعل كل ما تطلبه منها حتي تتزوج من سليم فهو أكبر بكثير من جميع أحلامها لتصفه أنه يشبه لرشدى أباظة وتقوم بالإتفاق مع ناعسة بزيارتها يوميا في موعد عودة سليم من العمل لتبدأ في تنفيذ خطتهم
               ________________________
في منزل جابر
تجلس حبيبة في شرفة غرفتها تشاهد تلك الحركة الرتيبة للشارع شاردة الذهن في عدة أمور
تدخل عليها صابحة بعد طرقها للباب تجلس جوارها دون حديث لتدخل حبيبة تلقائيا بين أحضان والدتها لتبكي لا تعلم كم مر من وقت إستغرق ذلك الوضع.... ولكنها شعرت بالراحة عقب تلك الفعلة لتخرج من بين أحضان والدتها وتمسح عيونها وتتطلع لوالدتها بنظرة شاكرة بالفعل هي كانت تحتاج لتلك اللحظة حتي تتخلص من ألم صدرها علي فراق صديقتها وكاتمة أسرارها وأختها
تربت صابحة فوق ظهرها بحنان لتدعوها للخروج عن تلك الغرفة التي تبدو كئيبة فكفي كل تلك المدة التي قضتها في تلك الظلمة فتبتسم لها حبيبة بضعف نعم فوالدتها محقة في حديثها  لتلبى رغبتها وتنهض لتترك غرفتها وأيضا تترك هاتفها الذي تضئ شاشته بإسم هيثم فليس لديها الإستعداد للحديث معه الآن
تخرج حبيبة لتقابل بالترحيب من أبيها وحمدى ومحمد وسمر وليلي حتي أطفال أخوتها الذين إلتفوا من حولها يهللون عودتها إليهم مرة أخرى
تجلس حبيبة  بجاور أبيها مقبلة يده وتجلس بجواره ليربت فوق ظهرها لتجد حمدى يجلس بجوارها ويخرج من جيبه قطعة الشيكولاته الخاصة بها ويلوح بها أمام عينها لتبتسم بضعف ليشير لها أن تقبله حتي تحصل عليها فتنهض وتقبله وتخطفها من يديه نعم هي مازالت تعاني ولكنها لا تريد أن يعاني الجميع معها لتندمج في الحديث وسط عائلتها
وهكذا إستطاعت عائلتها إخراجها من حالة الإكتئاب تلك مازال الحزن يملأ القلوب ولكن وجودهم كتف بجوار الآخر يستطيعون إجتياز تلك الأزمة لتظل هدى حية  في قلوب الجميع رغم مفارقتها لهم..... ولكنهم يكنون ذلك الحزن داخل قلوبهم
                 _____________________
عند إسماعيل
يدخل إسماعيل المنزل يردد تلك الأدعية بعد صلاة العشاء ممسكا بتلك السبحة في يديه ليلاحظ إبنه هيثم الذي  يجلس علي الأريكة شاردا وكأنه يحمل هما ثقيلا لتظهر علامات القلق علي وجه إسماعيل علي حال إبنه الوحيد ليتوجه نحوه سريعا ويجلس بجواره ليسأله بلهفة عن سبب تلك الحالة التي هو عليها ليخبره بقلقه حول أمر خطبته لحبيبة فهو غير قادر علي التواصل معها حيث أنها لا ترد علي مكالماته وأمر موت هدى قد عرقل جميع الأمر لهم كما إنه لا يستطيع الآن أن يفاتح جابر في أي شيئ في ظل تلك  الظروف التي تواجهها العائلة ليحاول أن يطمئنه إسماعيل بأنه سيفاتح جابر في ذلك الأمر عقب الأربعين الخاص بهدى
تلك الكلمات كانت كفيلة أن تطمئن هيثم ولكن يظل جزء بداخله يحمل بعض القلق لا يعلم مصدره ليشعر بتعقيد الأمور عقب موت هدى
                 ______________________
عند سليم
يعود سليم وهو يحمل صغيرته بين يديه.... ويترك يوسف اليوم عند جدته حتي يدبر أمره اليوم مع تلك الصغيرة وينظم أموره مع أطفاله
كانت زينب تتطلع له بنظرات غريبة وما يدور بذهنها هو شئ واحد هو أنه لن يستطيع الإعتناء بالأطفال وسوف يتزوج بأخرى لتحل محل إبنتها... يا الله كم أن ذلك الشعور مؤلم موت إبنتها وزواج زوجها وأطفال لا تعلم ما مصيرهم
يدلف سليم إلي الشقة ليتحدث مع إبنته وكأنها شخص كبير يفهمه ليرحب بها ترحيبا شديدا في أول يوم في بيتها ليقص لها حياتهم الجديدة
يضعها سليم علي السرير برفق ليخرج الأدوات الخاصة بها من الحفاضات واللبن البودرة والرضاعة والحافظة الخاصة بها وتلك الزيوت الخاصة بصغيرته وغيرها من الأشياء ليضع كل شيئ في مكانه وهو يتحدث معها ثم يعد لها الرضعة كما علمته إحدى الممرضات بالحضانة ويقوم بإرضاع طفلته وهو يحملها ويتحدث معها ليراها تغفو بين يديه ليضعها برفق علي سريرها وهو يفكر كيف سيدبر أمره سيعود إلي عمله بعد يومان كيف سيتصرف مع صغيريه وكيف يحملهم الإثنان بالصباح مع متعلقاتهم إلي منزل عمته والعوده بهم بعد إنتهاء العمل
ليهديه تفكيره إلي تذكر تلك العربة الخاصة بالأطفال ليقرر شرائها بالغد ستوفر عليه الكثير من الوقت والمجهود وتسهل عليه تلك المهمة الصعبة
ودون أن يدرى يغفو هو الآخر بجوار إبنته ليهرب من تلك الأفكار التي تكاد أن تعصف برأسه إلي نوم أشبه بالغيبوبة يود أن يكون كل ما سبق ما هو إلا كابوس يفيق عقبه

لأنك قدرى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن