الفصل التاسع

3K 133 6
                                    

#سِليمة_mimiawaly
9
سِليمة
الفصل التاسع
بعد مرور شهرين على جواز سِليمة و رحيم
كانت ثريا فى دار ابوها وقت العصرية ، و كانت قاعدة مع ابوها و مسعود اخوها و مراته ماجدة
ماجدة : بس انتى جريئة اوى يا ثربا ، ازاى ما خوفتيش من انك تعملى عاملة زى دى ، لا و كمان اخوكى طاوعك ، ده انتو جبروت انتى و اخوكى
ثريا بعدم اهتمام : و هو انا كنت عملت ايه ، ضمنت حق جوزى بعيد عن الحرباية امه ، هو انا كنت خدت حاجة لروحى
مسعود و هو بيربع رجليه على الكنبة : بس انا لحد دلوقتى مافهمتش برضة كان لازمته ايه من الاول ، ما كده كده كل واحد خد منابه ، لا حتة نقصت و لا حتة زادت
ثريا بتهكم : اصلكم ما تعرفوش تفيدة كانت ناوية على ايه
ماجدة : كانت ناوية على ايه يعنى
ثريا بسخرية : قال بسلامتها كانت عاوزة تفرق الارض على ابراهيم و اسلام
الجابرى و هو بيضيق بين حواجبه : جبتى الكلام الاهبل ده منين ، و هى تفيدة كانت تستجرى تعمل كده
ثريا : سمعتهم بودانى يا ابة
الجابرى بفضول : سمعتى مين يا بت ، ما تتكلمى على طول
ثريا : فى يوم كنا قبل اذان الضهر ، و لقيت اسلام جاى لامه و قعدوا يتكلموا و يتودودوا سوا ، و بعدين تفيدة بصت لى و قالت لى
فلاش باك
كانت ثريا واقفة قدام الوابور بتعمل الشاى لاسلام و هى عينها منهم و هم بيتوشوشوا ، و لاحظت ان تفيدة عينها منها ، و بعد ما حطت الشاى قدامهم تفيدة بصتلها و قالت
تفيدة بأمر : اطلعى اكلى الطير
ثريا بلوع : الطير اكل من بدرى يا امة
تفيدة بزعيق : اسمعى الكلام يا مزغودة انتى و اطلعى وكلى الطير بقول لك
ثريا بتمثيل : حاضر يا امة ، على عينى ، و عملت نفسها طالعة على السطح ، وطلعت لحد فوق ، و قالت بصوت عالى عشان تعرفها انها فعلا طلعت … الدنيا حر اوى النهاردة ، و راحت قالعة الشبشب بتاعها و نزلت اتسحبت لحد ما وقفت بصت عليهم من الطاقة اللى فى ضهرهم و هم قاعدين و لقتهم بيقولوا
اسلام : بس كده السيد مش هيسكت يا امة و هيعمل لنا صداع و كمان ابراهيم مش راضى عن الموال ده
تفيدة : يرضى و اللا مايرضاش ، انى اللى اقول عليه يتنفذ ، الارض تتقسم بناتك انت و ابراهيم ،  اما يبقى ربنا يرزقه بقى بحتة عيل ابقوا اشركوه فيها معاكم ، لكن ارضى تروح لبنت الجابرى لا
اسلام : طب و الدار
تفيدة : لا ، سيب الدار دلوقتى ، اما نشوف الحدوتة دى هترسى على ايه
اسلام : و انتى ايه اللى مكدرك كده و خلى الحكاية دى جت على بالك
تفيدة : بنت المركوب اللى فوق دى نبهتنى ان عدم الخلفة ممكن يبقى من اخوك ، ما هى سبق لها و حبلت ، انما اخوك لا
اسلام : طب و السيد درى بالموال ده
تفيدة : لا ، بس انا عاوزة اتطمن ع الارض ، و لو الحكاية دى فضلت على كده يبقى الدار كمان هتحصلها
اسلام : طب هتقولى ايه للسيد عشان تاخدى منه الورق بتاع الارض و الختم بتاعك
تفيدة : اهو ده بقى اللى عاوزاك تفكر معايا نقول ايه و احنا بنطلبهم منه
ابراهيم : خلاص ، سيبينى كده يومين افكر فى حاجة و اقول لك
تفيدة : ايوة شغل دماغك كده ، البت بنت الجابرى دى اصلها مش سهلة ابدا و لسانها متبرى منيها ، و لو فكرت اطلقها من اخوك .. ممكن تدخلنا فى مواويل مالهاش اول من اخر
باك
ثريا : بس ، و نزلت من على السطوح عملت انى بروق فى المندرة و هدوم السيد لحد ما عترت فى الورق و الختم
مسعود : و ما قلتيليش ليه يومها على الكلام ده ، و ليه ماخليتينيش انقل لك الارض كمان
ثريا : لانى من الاول كنت ناوية الاعبها عشان توافق تقسم الارض و الدار
الجابرى و هو بيهز راسه بفهم : اتاريها كانت موافقة على تقسيم الدار و الارض لا
ثريا : ايوة
ماجدة : طب ما انتى كان ممكن بدل ما تكتبى الدار بس لروحك كنتى كتبتى الارض كمان
ثريا : ساعتها السيد كان عمره ما هيصفالى و لا يأمنلى بعدها ، مهما احكيله و اللا اقول له على اللى سمعته
مسعود : يعنى هو دلوقتى صفيلك و صدقك
ثريا : السيد طيب و الله يا مسعود ، هو بس امه منها لله ، و انا حكيت له على كل اللى حصل ، و هو اخد منى الكلمتين و راح سال اسلام و اسلام ماقدرش ينكر ، و انا حلفت له على المصحف انى عملت كده من الاول عشان احمى له حقه من تخطيط امه
ماجدة : ربنا يهديهولك ياختى
الجابرى : طب و انتو عايشين ازاى دلوقتى
ثريا : و الله يا ابة انا مستريحة اخر راحة ، اينعم برضة بعمل كل شغل الدار زى ما كنت بالظبط ، بس على الاقل ارتحت من اوامر تفيدة و تبكيتها فيا فى الراحة و الجاية
الجابرة : طب و موضوع الخلفة ، ايه مش فارق معاكى
ثريا بابتسامة : ما اهو انا جاية لكم النهاردة عشان كده
الجابرى : كده اللى هو ايه يعنى ، ايه ، هتروحوا للحكيم
ثريا : هنروح طبعا اومال ايه ، ما انا جاية عشان اخد ماجدة تروح معايا ، بس عشان يكتبلى على مقويات للحمل
ماجدة بتهليل : لا هو انتى حبلى
ثريا بفرحة : ايوة ، حبلى فى شهرين اهو
الجابرى : مبروك يا ثريا ، بس حاسبى على حالك بقى ، و خدى بالك من روحك
ثريا : ماشى ، ياللا يا ماجدة عشان ما نتأخرش على السيد ، مستنينا حدا الموقف
فى بيت عبد الهادى .. كانت فاطمة رجعت من المدرسة بعد ما خلصت اخر امتحان من امتحانات نص السنة ، و كانت قاعدة بتلعب مع فهمى ، و شوية و عبد الهادى رجع من الدكان و اول ما دخل ضحك و قال لفاطمة : ااه طبعا العبى براحتك ، ما انتى خلصتى امتحانات
فاطمة بسعادة : و كمان هسافر لجدو و خالتو ناهد
عبد الهادى و هو بيتصنع الدهشة : و مين اللى قال بقى الكلام ده
فاطمة بتوجس : ايه يا بابا ، انت نسيت ، انت اللى قلت لى انى اول ما اخلص امتحانات هتودينى انا وفهمى نقضى الاجازة عند جدو و خالتو ناهد
عبد الهادى بعبث : انا قلت كده
فهمى بتاكيد : ايوة قلت و احنا كمان حضرنا هدومنا من بدرى
عبد الهادى : و اهون عليكم تسيبونى كل ده لوحدى
فاطمة بامتعاض : يا بابا مش انت خلصت البيت بتاعنا هناك ، خلاص ، تعالى معانا و اقعد فيه
عبد الهادى : و هقعد فيه لوحدى اعمل ايه بقى يا ست فاطمة
فاطمة بزعل : يعنى مش هتودينا لجدو
عبد الهادى بابتسامة : لا .. هوديكم ، بكرة الصبح ان شاء الله خالكم رحيم هييجى عسان ياخدكم
فاطمة : طب و انت .. مش هتيجى معانا
عبد الهادى : لسه يا فاطمة مش عارف ظروفى ، بس يمكن ابقى اجى اخودكم انا
فى منزل عبد العزيز .. كانوا متجمعين بالليل على العشا ، فعبد العزيز قال لرحيم : هتروح تجيب ولاد اختك الصبح ان شاء الله زى ما قلت
رحيم : ااه يا حاج باذن الله
سِليمة بفرحة : انت نازل ميت كنعان بكرة
رحيم بهدوء : ااه ، هجيب فاطمة و فهمى يقضوا معانا الاجازة هنا
سليمة بتردد و هى بتنقل عينها ما بين رحيم و بين عبد العزيز : هو انا ممكن يعنى اجى معاك
رحيم بابتسامة : ايه ، ميت كنعان وحشتك و اللا ايه
سِليمة بخجل : ابويا و امى وحشونى اوى
رحيم و هو بيراقب تعبيرات وشها : ماشى ، تعالى معايا ، بس مش هنبات هناك ، هنروح و نرد على طول
سِليمة بفرحة : ماشى ، ادينى اشوفهم و اتطمن عليهم
ناهد و هى بتلعب بالمعلقة فى الطبق بتاعها : هو ما ينفعش نحول لفاطمة فى مدرسة هنا
رحيم : ما اعتقدش ان ابوها يوافق
عبد العزيز : و هو يعنى ايه اللى مقعده هناك ، ما خلاص بقى ، يرجع الفيوم و يستقر هنا و العيال تتربى وسطينا
رحيم : طب و الارض و البيت اللى اشتراهم هناك
عبد العزيز : يا سيدى يبيعهم و يشترى غيرهم هنا
رحيم : الحكاية مش سهلة كده يا حاج ، و بعدين ده حضر الارض عشان يزرعها فاكهة ، و صرف عليها ياما ، و لسه قدامها كتير على ما ترمى اول محصول
عبد العزيز : ابقى انت بس لمح له بالحكاية دى ، و سيبنى انا بعد كده اتكلم معاه لما ييجى
رحيم و هو بيكلم نورا و مريم : و انتم طبعا هتهيصوا مع ولاد عمتكم اما ييجو
مريم : هم هيقعدوا الاجازة كلها عندنا
عبد العزيز : ايوة يا ستى هيقعدوا الاجازة كلها هنا
مريم : بس احنا مش هنبقى طول الاجازة معاهم هنا
رحيم ضحك اوى و قال : ليه بقى ان شاء الله ، ناويين تقضوا الاجازة فى الكاريبى و اللا فى هاواى
مريم بتردد : هنقضيها مع ماما و خالو سامى
رحيم الضحكة ماتت على وشه ، و بعدين قال باستغراب : و ايه اللى فكركم بماما و خالكم دلوقتى
مريم و هى بتبص لعبد العزيز زى ما تكون بتستنجد بيه : من ساعة الامتحانات ما بدأت و ماما و خالو هم اللى بيوصلونا ، بعد الامتحان بيقعدوا معانا شوية و بعدين يجيبونا على البيت ، و ماما قالت لنا اننا هنقضى معاها الاجازة ، و خالو سامى هيفسحنا
رحيم بص لابوه بجمود ، و قام و ساب الاكل و راح دخل على اوضة المكتب بتاع عبد العزيز
سِليمة بصت لعبد العزيز لقته باصص لتحت فى وجوم ، و لقت ناهد كمان واضح عليها ان الكلام اللى اتقال ضايقها ، فقامت و راحت ورا رحيم ، و خبطت على الباب و دخلت ، لقت رحيم واقف فى الشباك بيتفرج على المطر من ورا الازاز و كان باين عليه انه متعصب اوى
سِليمة دخلت و قفلت الباب وراها ، و راحت وقفت جنبه و فالت : ادعى ربنا يجيب الخير ، الدنيا بتمطر و ابواب السما مفتوحة ، و سيبها على الله يا رحيم
رحيم بتنهيدة : لما واحدة ترمى عيالها بقالها داخلة على سنتين اهوه ، و فجأة تفتكرهم دلوقتى ، تبقى اكيد مش عشان وحشوها مثلا
سِليمة : انت ايه اللى مخوفك
رحيم شد سِليمة خدها تحت جناحه وهم برضة بيتفرجوا على المطر و قال لها : انا سيبتك تتعاملى مع البنات براحتك ، و سيبتك انتى اللى تختارى القناة اللى تحدديها عشان تقربوا من بعض ، و ما استغربتش ابدا لما لقيتهم قربوا منك و حبوكى و هم شايفين حنيتك عليهم و مراعيتك ليهم ، و بقيت فرحان ان ظنى فيكى ما خابش و انك هتبقى لهم نعم الام ، لكن ظهور سهير و سامى دلوقتى مافيش وراه غير غرض واحد مالوش تانى
سِليمة : انهم يكرهوا البنات فيا مش كده
رحيم باستغراب : طب ما انتى فاهمة كل حاجة اهوه
سِليمة : بس انا مش قلقانة زيك كده ، انا اقلق لو انا ما بحبهمش كفاية ، لكن يعلم ربنا انى بحبهم من جوة قلبى ، و دول عيال صغيرين ، و دايما العيال بيعرفوا اللى بيحبوهم و بيقربوا منهم من غير ما حد يقول لهم
رحيم : بس هيسمموا افكارهم من ناحيتنا
سِليمة : بس ما ينفعش تمنعهم عنها ، و يمكن يكون ده اللى هم عاوزينه اصلا ، انك ما ترضاش تخليهم يروحوا معاهم ، فيوزوا العيال بكلام مش مظبوط
رحيم : طب و العمل ، دول ممكن يخلوا البنات يكرهوكى او يكرهونى و يحشوا دماغهم بأى كلام مش حقيقى
سِليمة : و عشان كده لازم نقرب منهم اكتر عشان نغسل لهم دماغهم اول باول
رحيم : ازاى بقى و هم عاوزين يقضوا الاجازة كلها معاهم
سِليمة : حاول تقنعهم باى طريقة انهم يقضوا الوقت اللى هم عاوزينه مع مامتهم بس يباتوا هنا معاك ، او ان الاجازة تتقسم ما بينكم مثلا يومين هنا و يومين هناك بغرض ان انت كمان عاوز تفسحهم برضة فى الاجازة بتاعتهم
رحيم بتنهيدة : مش عارف يا سِليمة ، الحكاية دى قبضتنى اوى
سِليمة : سيبها على ربنا ، و من توكل على الله فهو حسبه
رحيم : و نعم بالله
اما عند عبد العزيز برة ، بعد ما سِليمة دخلت لرحيم ، بص للبنات و قال :
يعنى انتم ماكنتوش بتيجوا فى الباص بتاع المدرسة وقت الامتحانات
نورا : لا يا جدو ، كنا بنيجى بعربية خالو سامى
عبد العزيز وهو بيهز راسه بتفهم : طب و ماما بقى قالت لكم هتقضوا الاجازة فين
مريم : ما قالتش يا جدو ، هى قالت لنا اننا هنقضى الاجازة سوا و ان خالو سامى هياخدنا يفسحنا
ناهد المعلقة وقعت من ايدها و بصت لابوها بقلق ، و قامت طلعت على فوق ، فعبد العزيز بص للبنات و قال لهم : لو خلصتم اكل ، اطلعوا ياللا اغسلوا اسنانكم و استنوا سولى على ما تيجى تسمع لكم القرآن اللى حفظتوه
البنات قاموا باسوا جدهم ، و طلعوا على اوضتهم ، و عبد العزيز قام راح على اوضة المكتب ، و خبط و لما سمع صوت رحيم بيقول ادخل ، دخل و هو بيحمحم بصوته و قال و هو بيقعد على كرسى من الكراسى : ايه يا رحيم ، سيبت الاكل و قمت ليه يا ابنى
رحيم اخد سِليمة و راح قعد جنب ابوه و قال : ما انت سمعت بودانك يا حاج ، ايه اللى يخلى سهير و اخوها يعملوا كده بعد المدة ده كلها ، دى لما كانت هنا اخر مرة ، ما فكرتش حتى تطلع تطل عليهم و لا حتى تسال عنهم ، يبقى ايه اللى جد
عبد العزيز بص لسِليمة و قال لها : معلش يا سِليمة .. البنات سبقوكى على فوق و مستنيينك تسمعيلهم القرآن قبل ما يناموا
سِليمة وقفت و قالت بطاعة : حاضر يا خال ، انا هطلع لهم على طول
و خرجت من عندهم و طلعت للبنات اللى لقتهم قاعدين فى السرير بيتكلموا فى حاجة قلقاهم و قلقهم ده واضح على معالم وشهم ، فسِليمة ابتسمت و راحت فعدت قدامهم و قالت لهم بابتسامة هادية : ها يا حلوين ، مين اللى هتسمع الاول
نورا بصت لمريم بقلق و رجعت بصت من تانى لسِليمة و قالت لها : شوفى انتى يا سولى عاوزة تسمعى لمين الاول ، المهم تسمعيلنا بسرعة عشان عاوزبن نقول لك على حاجة سر
سِليمة : طب ايه رايكم … ابتدى انتى الاول يا نورا ، و لو غلطتى مريم ترفع ايدها بالراحة عشان تصححلك ، و نشوف هتعرف و اللا لا
البنات بحماس : ماشى ، و ابتدت كل واحدة تسمع و اختها ساعات تصحح لها و ساعات ما تعرفش فسليمة هى اللى تصحح لها و لما خلصوا سِليمة قالت لهم : هو انتو كده تعتبروا حفظتم ، بس مش هنحفظ حاجة جديدة الا لما نحفظ الجزء ده مظبوط بالتشكيل بتاعه عشان ده كلام ربنا ما ينفعش اننا ننطقه غلط طالما نعرف نصححه .. اتفقنا
البنات هزوا راسهم بالموافقة و بعدين سليمة قامت بسرعة قفلت الباب و رجعتلهم بسرعة و قعدت قدامهم على السرير و ربعت رجليها و قالت لهم بمرح : ها .. قولولى بقى ايه السر
مريم بهمس و هى بتقرب وشها من سِليمة : بصراحة يا سولى ، فى حاجة ماما قالتها هى و خالو ، بس احنا خفنا نقولها قدام بابا و جدو احسن يزعلوا
سِليمة بهدوء : و ايه اللى خوفكم ، هم قالوا ايه
نورا بزعل : قالوا انهم هيهدوا البيت على اللى فيه
سِليمة بعدم فهم : و ايه اللى خلاهم يقولوا كده
مريم : ما نعرفش ، و بصراحة انا خايفة اروح معاهم فى اى حتة ، و عاوزة افضل هنا معاكم
سِليمة بفضول : هى ماما ماوحشتكمش
مريم بعدم اهتمام : انا كنت نسيت شكلها اصلا ، لولا خالو سامى ما كنتش افتكرتها
سِليمة بتنهيدة : يعنى لو جت تاخدكم الصبح زى ما قالت لكم ، هتقولوا لها انكم مش عاوزين تروحوا معاها
نورا و هى بتنفخ بزهق : بصى يا سولى علشان انا حاولت افهم مريم ستين مرة و هى برضة مش عاوزة تفهم ، و انا مارضيتش اتكلم قدام بابا و جدو
سِليمة بصبر : طب فهمينى انا يمكن افهم
نورا : ماما مش هتيجى تاخدنا … ماما هتيجى تقعد هنا
مريم و هى بتخبط على راسها : صح صح .. انا نسيت
سِليمة : هى قالت لكم ايه بالظبط
نورا بامتعاض : هى ماقالتلناش حاجة ، احنا سمعناها بتقول لخالو سامى .. انا هروح اقعد على قلبهم لحد ما اهد البيت على اللى فيه
سِليمة بتفكير : طب مش يمكن كانت بتتتكلم على حاجة تانية
نورا بنفى : لا .. لان خالو قال لها .. ده لو رحيم و العروسة سابوكى تعملى اللى انتى عاوزاه ، و رحيم ده يبقى بابا و انتى العروسة ، يبقى اكيد بتقصد البيت بتاعنا ده ، و انا خايفة تعرف تهده بجد و حد فينا يتعور
سِليمة ضحكت على عقلية نورا و قالت لها : ما تخافيش ، انا هاخد بالى و مش هخليها تعمل كده
نورا بلهفة : اوعى تقولى لبابا يا سولى
سِليمة : ما تخافوش من حاجة ، ياللا بقى ناموا عشان انتم صاحيين من بدرى اوى
مريم : سولى ، هو انتى ممكن تعمليلى فطير زى اللى عملتيه قبل كده
سِليمة وطت عليها باستها من خدها و قالت لها : طبعا ممكن ، من عينيا حاضر
عند رحيم و عبد العزيز .. بعد ما سِليمة سابتهم و طلعت للبنات ، عبد العزيز قال لرحيم : ايه اللى فى دماغك
رحيم بتنهيدة : و الله ما انا عارف يا حاج ، بس الحنية المفاجئة دى قلقتنى بزيادة
عبد العزيز : ايوة ، انا كمان مش عاجبنى
رحيم : طب و الحل ، سِليمة كلامها مظبوط ، لو منعتها عنهم ممكن تستغل النقطة دى و تكره البنات فيا
عبد العزيز باعجاب : و الله و طلعت دماغك عالية يا سِليمة
رحيم بابتسامة : عمرى ما كنت اتصور انى الاقى بنى ادمة تفهمنى زى ما سِليمة بتفهمنى ، بجد يا بابا سِليمة دى هدية من عند ربنا
عبد العزيز برضا : كل ما بصطبح بوشها ، بحمد ربنا انه لم شملنا عليها
رحيم : الحمدلله ، و البنات كمان حبوها و اتعلقوا بيها ، و ناهد ، زى ما تكون تعرفها و مصاحباها من سنين
و بعد شوية سِليمة دخلت عليهم و قفلت الباب وراها و قعدت جنب رحيم و قالت لهم و هى بتنقل عيونها بينهم : عاوزة اقول لكم على سر ، بس توعدونى ان العيال ما يعرفوش انى قلت لكم حاجة ، عشان ما يخبوش عليا حاجة بعد كده
عبد العزيز بضحك : مش قلنا اسمهم البنات مش العيال
سِليمة بخجل : معلش يا خال ، واحدة واحدة عليا ، احنا كنا فين و بقينا فين
رحيم بابتسامة صافية : سيبها براحتها يا حاج ، و هى شوية بشوية هتتعلم كل حاجة لوحدها ، و بعدين بص لسِليمة و قال : ها .. ايه بقى السر اللى هتفتنى لنا عليه
سِليمة بزعل : بقى انا فتانة يا رحيم ، ده انا بس عاوزة انبهكم و تعرفوا اللى هيحصل عشان تعملوا حسابكم
عبد العزيز بانتباه : و ايه اللى هيحصل ده و عاوزة تنبهينا ليه يا سِليمة
سِليمة : ما هو ده السر اللى البنات قالوهولى و نبهوا عليا ان ما حدش يعرف ، خايفين عليكم لا تزعلوا منهم
رحيم : قالوا لك ايه بالظبط
سِليمة حكتلهم كل اللى البنات قالوهولها و فى الاخر قالت لهم : بالله عليكوا اوعوا تجيبوا سيرة انى قلتلكم حاجة
رحيم طبطب على كف ايدها و قال لها : ما تقلقيش يا سِليمة ، مش هيعرفوا حاجة ، بس يعنى هى هتيجى تقعد هنا بانهى عين و اللا بانهى حجة
عبد العزيز بزعل : ياريتها كانت جاية بنية صافية ، كنا شيلناها من على الارض شيل
رحيم : طب و العمل يا حاج ، هنعمل ايه ، هنقفل الباب فى وشها
عبد العزيز بشرود : هتبقى عيبة كبيرة فى حقى يا ابنى
رحيم : بس برضة ما يصحش تقعد معانا فى البيت بعد ما اتطلقت
سِليمة : طول ما خالى حسه فى الدنيا ، و البيت مفتوح بحسه ، ماحدش يستجرى يقول كلمة واحدة
رحيم باستغراب : انتى مش هتضايقى لو جت قعدت وسطنا
عبد العزيز : سِليمة معاها حق يا رحيم ، مراتك عاقلة و دماغها كبيرة
سِليمة قامت وقفت و هى محرجة و قالت لهم : بعد اذنك يا خال ، انا هطلع انام ، تؤمرنى بحاجة 
عبد العزيز : لا يا بنتى روحى انتى تصبحى على خير
سِليمة التفتت لرحيم و قالت له : عاوز منى حاجة يا رحيم قبل ما اطلع
رحيم : ااه يا سِليمة ، ياريت تعمليلى كوباية ينسون و خوديها معاكى و انا هطلع اشربها فوق قبل ما انام
سِليمة و هى خارجة من الاوضة : على عينى حاضر
و بعد ما خرجت عبد العزيز قام وقف و قال : انا كمان هطلع انام و الصباح رباح ، و انت ما تفكرش كتير ، سيبها على الله
رحيم : حاضر يا حاج ، تصبح على خير ، تحب اوصلك لاوضتك
عبد العزيز : لا يا ابنى ، روح انت لمراتك ، و صالحها ، احسن شكلها كده زعلت من كلامك 
عبد العزيز طلع على اوضته ، و رحيم راح على المطبخ لقى سِليمة بتحضر الينسون ، فسند بكتفه على باب المطبخ و فال : هى مسعدة نامت
سِليمة بانتباه : شكلها كده ، انا نزلت من عند العيال لقيتها لمت السفرة و ماشفتهاش بعدها
بعد ما صبت الينسون ، شاورت لرحيم على برة و قالت : ياللا انا خلصت ، و اللا هتشربه هنا
رحيم مد ايده اخد منها الكوباية و قال لها : هاتيها انا هطلعها ، ياللا اطلعى ، و بعد ما وصلوا اوضتهم رحيم قعد يبص لسِليمة و هو بيدور فى ملامحها على اى تعبير يدل على انها زعلانة زى ما ابوه قال له ، بس بالعكس مالقاش غير ابتسامة على وشها ، فقال لها بهزار : الحاج قاللى اصالحك عشان زعلتك ، بس انا مش شايف انك زعلانة و لا حاجة ، اعمل ايه بقى دلوقتى
سِليمة باستغراب : تعمل ايه فى ايه ، و بعدين مين قال انك زعلتنى
رحيم و هو بيمثل الجدية : انا كلمة الحاج سيف على رقبى ، و طالما قال انى زعلتك ابقى زعلتك ، و طالما امرنى اصالحك يبقى لازما و لابد انى اصالحك
سِليمة بابتسامة رضا : انا من يوم ما دخلت البيت ده ، و انا ماشفتش فيه غير كل طيب ، اقوم اتبطر على النعمة و اقول انى زعلانة بالكدب ، ده حتى ربنا يعاقبنى
رحيم ضمها لحضنه و قال لها بحب : انتى ازاى كده
سِليمة بفضول : كده اللى هو ازاى
رحيم : كده اللى هو دايما راضية و دايما مبسوطة ، من يوم ما عرفتك ما شفتكيش مرة اشتكيتى و لا كليتى
سِليمة بضحك : و انا بقى هنا هشتكى من ايه يا سى رحيم ، ده انا كل ما اجى اعمل حاجة الاقى ستين ايد معايا و سابقانى كمان ، و انا لا يمكن اتبطر على نعمة ربنا ، ده البطر اخرته عجر
رحيم ضحك جامد و قال لها اخرته ايه
سِليمة : عجر .. ايه ماتعرفش العجر
رحيم : لا ما اعرفوش ، يعنى ايه بقى العجر ده
سِليمة : يعنى كل حاجة وحشة و مش كاملة و حتى مالهاش لا طعم و لا لون ، هم علموهالنا كده و احنا صغيرين ، و كانت دايما امى نبوية تقولهالى عشان افضل دايما حامدة ربنا على حالى
رحيم : كنتى بتحبيهم
سِليمة بابتسامة حنين : ماعرفتليش اهل غيرهم ، حافظوا عليا و اكرمونى ،  صمموا يدخلونى المدارس و يعلمونى على اد مقدرتهم
رحيم : انا كمان حبيتهم اوى لنفس الاسباب دى ، غيرهم كتير كان ممكن يستغلوكى او يستعبدوكى مثلا ، لكن واضح ان عمتى و جوز عمتى الله يرحمهم كانوا طيبين اوى ، و عشان كده عملهم قعد لهم فيكى
سِليمة : طب انت كده هتسافر ازاى بكرة وسط الليلة دى
رحيم اتعدل بخضة و هو بيقول : يا خبر ابيض ، ده اللى حصل خلانى نسيت خالص حكاية السفر دى
سِليمة : طب و العمل ، و انا كمان كده ما ينفعش برضة اسافر معاك
رحيم : المشكلة انى ماينفعش اسيب البيت ابدا بكرة
سِليمة : طب ما ينفعش تبعتلهم العربية و تكلم ابو فاطمة و تفهمه ، و متهيألى هو مش هيمانع
رحيم بعدم اقتناع : مش هيآمن على الولاد ييجوا لوحدهم مع حد غريب
سِليمة : طب ما ينفعش تقنعه يبجى معاهم بكرة ، حتى لو السواق يبقى يرجعه تانى لو عاوز
رحيم بص فى الساعة لقى الساعة عشرة و نص فقام جاب الموبايل بتاعه و اتصل على عبد الهادى و هو بيقول : على الله يوافق على الكلام ده ، انا اصلا ماعنديش حل تانى
عبد الهادى رد و قال : السلام عليكم ، ازيك يا عريس
رحيم بضحك : انت هتفضل تقول لى يا عريس لحد امتى
عبد الهادى بضحك : طول ما انت بتضحك كده هتفضل عريس
رحيم : يا اخى ربنا ما يجعللناش جار و له عينين
عبد الهادى بضحك : اوعى تفهمنى صح ، المهم ، هتيجى على امتى ان شاء الله
رحيم : ما انا مكلمك عشان كده ، انا واقع فى مشكلة و كنت محتاجلك فيها
عبد الهادى بقلق : خير يا رحيم فى ايه
رحيم حكاله باختصار اللى حصل و بعدين قال له : و عشان كده يا هادى مش هينفع ابدا اسيب البيت بكرة بالذات انا ما اضمنش هم ايه اللى فى دماغهم
عبد الهادى : و لا يهمك ، ان شاء الله خير ، و وقت ما الدنيا تروق كلمنى و انا هجيبلكم الولاد لحد البيت
رحيم : ما هو ده اللى هيحصل ، بس بكرة مش بعد كده
عبد الهادى : مش فاهم
رحيم : هبعتلك العربية بكرة مع سواق ، و يجيبك انت و الولاد ، لانى محتاجلك جنبى على ما الحكاية دى تخلص ، و ياريت تعمل حسابك انك تقضى الاجازة هنا مع الولاد
عبد الهادى : ازاى يعنى يا رحيم ما انت عارف ان ورايا هنا حاجات و مشاغل كتير
رحيم : معلش يا هادى ، عاوزك معايا الايام دى ، ما تخلاش بيا
عبد الهادى بتنهيدة : حاضر يا رحيم ، تلاقينى عندك بكرة
رحيم بارتياح : ربنا ما يحرمنيش منك ، طول عمرك اخويا يا هادى ، انا عشان كلمتك فجأة و انت ما كنتش عامل حسابك ، السواق هيبقى عندك بعد الضهر ان شاء الله ، تكون قدرت تظبط امورك
عبد الهادى : ماشى يا سيدى ، و انا فى انتظاره ان شاء الله

سِليمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن