الفصل الثاني ❤

3.5K 155 43
                                    

_مؤلم بشدة أن تجد مَن تُحب يتأذى
و أنتَ لست في مقدرتك إنقاذه، و إبعاد الأذَى عنه فيكن ذلك قمة العجز الحقيقي_

              ******************
وقف قاسم أمام باب الغرفة الذي فُتِحَ يطالع رحمة التي ظهرت ملامحها، و علامات الذهول و الدهشة ترتسم فوق وجهه، شعور الصدمة مازال يؤثر عليه، و  يجتاح كل ذرة بداخله، شعر أنه كالعاجز،  نعم هو عجز عن انقاذها من براثن مصطفى، و غضبه لأول مرة في حياته يشعر بذلك الشعور حقًا و يصدقه، اقترب من مصطفي بدون وعي منه،و كان رؤيته لها بتلك الهيئة قد افقدته عقله،و صوابه..
  قام بمسك مصطفي من أطراف ملابسه، و لكمَهُ لكمةً قويةً يعبر من خلالها عن مدى شعوره بالغضب، و لكنها بالطبع لن تعي شئ بجانب غضبه الحقيقي.

شعرت رحمة بعدم التصديق عندما رأته، نعم تُكذب عينيها التي ظنت لوهلة انها تخيل لها صورته أمامها و انقاذه لها كما كانت تتمنى دائما، تشعر أنها تحلم الآن حِلم جميل تتمنى الا تستيقظ منه أبداً، ظلت في دوامتها مع ذاتها و افكارها، و لم تشعر بشئ آخر  سوى بتلك الغيمة السوداء التي حلت أمام عينيها، و  سقطت بعدها فاقدة الوعي تهرب مما يحدث أمامها، لم يهتز شي بداخل مصطفى بعدما رآها تسقط أرضًا، لكنه رفعَ كتفيه بلا مبالاه كأن لم يحدث شئ، و سار نحو الخارج يترك الغرفة و ما بداخلها بل أنه ترك المنزل بأكمله، و هو يشعر بالغضب، لكن سرعان ما تلاشي ذلك الغضب، و حل محله ابتسامة الخبيثة  تعبر عن نجاح مخططه الذي تعب بشدة؛ كي يصل إليه،و لكن هيئة قاسم الذي كان يقف بها أمامه كغير عادته و شموخه الدائم ما أن رأى منظرها بهذا الشكل، يعني أنه انتصر، و نجح في مخططه، اقترب قاسم سريعا من رحمة الساقطة و هو يشعر أن قلبه هو الذي سقط من موضعه، و قد فاق من شروده،و جميع افكاره التي كانت تداهمه؛ بسبب رؤيته لها و هي ساقطة فاقدة الوعي، حملها بلهفة، و خوف ينهش في قلبه، و حملها فوق زراعه بقوة واضعًا إياها فوق الفراش بحنو، كأنها شي رقيق يخشى أن يتكسر، فهو دائمًا يعتبر قلبها كقطعة من الزجاج الرقيق يحافظ عليه من أي جرح بسيط، لكنها هي للاسف مَن تسببت في كسر قلبها، و جعلته يتفتف إلي اشلاء زجاج، هي مَن كانت السبب في إهمال قلبها و تعبه، هي اخذت قلبها من المكان الصحيح في البداية لتضعه في مكان خاطئ، بالطبع يقصد ان حبهما هو المكان الصحيح، و زواجها من مصطفى هو المكان الخاطئ الذي سبب لها التعاسة، و ها هي الآن تُعاقب على خطأها أغمض عينيه بقوة عندما علِم ما حدث لها، تذكر حديث زوجة عمه، علِم أنها عاشت أسوأ عامين في حياتها، فاق أخيرا من شروده و ابتعد عنها، يهرول سريغًا نحو احدي زجاجات العِطر  و اقترب به منها و هو يشعر بالهلع عليها، بدأ يضغط فوقه ليخرج منه بعض الرزاز الذي بدأ يقربه من أنفها، و هو يشعر بإنقباض روحه بداخله في تلك الوهلة، زفر بارتياح بدأ يزحف الى قلبه رويدا رويدا، عندما رأى ملامح وجهها التي بدأت تنكمش، و عينيها التي بدات هي تفتحهما بوهن، ابتسمت عندما رأته مازال أمامها، مسكت يده سريعًا؛ لتتأكد أنها لم تكن تحلم، تمتمت يصوت منخفض، متقطع، هامس بالكاد يصل إلى مسامعه

مغفرة قلب (هدير دودو)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن